الجمعة 13 تموز (يوليو) 2012

الكادر النسائي في التيار يشارك في مؤتمر «المراة والصحوة الاسلامية»

الجمعة 13 تموز (يوليو) 2012

أنهى مؤتمر «المراة والصحوة الاسلامية» أعماله في طهران يوم أمس 12 تموز 2012 والذي شهد مشاركة واسعة من أكثر من 1200امرأة مسلمة من أكثر من 80 دولة بينها فلسطين مصدراً بيانا شدد علي دور المرأة المسلمة في الصحوة الاسلامية، هذا وقد شارك وفد نسائي فلسطيني يمثل تيار المقاومة والتحرير في حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» في هذا المؤتمر رغم عراقيل ظهرت أمام وصوله وأخرت مشاركته عن افتتاح المؤتمر يوم الثلاثاء 10/7/2012 حيث غادر الوفد من قطاع غزة عبر جمهورية مصر العربية.


هذا وكان المؤتمر قد افتتح أعماله في طهران حيث أدلى الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الاسلامية علي اكبر ولايتي في تصريح للمراسلين عن امله بان يتخذ المؤتمر قرارات مفيدة تهم شؤون المراة المسلمة في العالم الاسلامي مؤكدا ان اجتماع مجلس الشورى للمجمع العالمي للصحوة الاسلامية خرج بتوصيات مهمة اهمها انتخاب ثلاث نساء كاعضاء ينضمون الى مجلس الشورى، وجاء في بيان المؤتمر الذي شدد على ان الصحوة الاسلامية تعد من النعم الكبيرة التي وهبها الله عز وجل للامة الاسلامية حيث تحمل في طياتها حقائق قيمة واثار ايجابية علي المجتمعات الاسلامية والعربية ، ان العصر الذي نعيش فيه الان هو عصر الاسلام وبداية لحقبة تاريخية جديدة ركيزتها الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والحفاظ علي الوحدة الاسلامية.

واضاف البيان الى ان ماتشهده المنطقة من مستجدات بالاضافة الى الدور الهام الذي تلعبه المرأة المسلمة في الثورات الاسلامية يعزز مكانة المرأة ووجودها في المجتمع حيث يعطيها مكانة رفيعة وسامية في العالم الاسلامي .

[(
واكد البيان على اعتبار القضية الفلسطينية بانها القضية الاولى في العالم الاسلامي كما اعتبر مقاومة النساء الفلسطينيات وصمودهن في وجه الاحتلال بانه له تأثير كبيرفي صحوة باقي النساء المسلمات في العالم.
)]

واضاف البيان ان للمرأة المسلمة حق اختيار طريقة العيش المبنية على الأسس الاسلامية التي يقتضيها ايمانها مؤكدا على ضرورة تقيد والتزام النسوة بالقيم والمبادئ الاسلامية في تربية الاجيال القادمة .

وقد قدمت النساء المشاركات في المؤتمر عدة مقترحات لمؤسسة الصحوة الاسلامية كوثيقة عمل للنساء في العالم الاسلامي من قبل مؤسسة الصحوة الاسلامية وهذه المقترحات تكمن في تشكيل هيئة عامة لتنسيق امور النساء المسلمات في العالم وتعزيز وتقوية وسائل الاعلام المرئية والمقروءة لنشر الثقافة والقيم الاسلامية ومواجهة الغزو الثقافي والتصدي للحرب النفسية التي تشنها وسائل الاعلام ضد الشعوب المسلمة. كما ان اقترحت الشخصيات المشاركه في المؤتمر علي ضرورة تدشين مواقع الكترونية اسلامية من اجل زيادة التواصل ولتبادل الخبرات بين النساء المسلمات في العالم وتاسيس مركز دراسات استراتيجية تخص المراءة المسلمة.

وقد تقدم وفد الكادر النسوي بكلمة إلى هذا المؤتمر تناولت تجربة المرأة الفلسطينية الجهادية اللافتة والتهديدات التي تتنتاب مسيرة عطائها والعائدة بالأساس إلى تهديد العدو المتواصل لجملة مناحي الحياة في فلسطين المحتلة، كما طالبت الكلمة بدعم مسيرة المرأة الفلسطينية وجهادها كونها تشكل رأس الحربة في مواجهة الظلم الدولي الموجه ضد الشعب الفلسطيني ونسائه وحياته.

وفيما يلي نص كلمة الوفد النسائي الفلسطيني:

الأخوات والأخوة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنه لمن دواعي سرورنا واعتزازنا أن نكون بينكم اليوم في هذا اللقاء المبارك، قادمات من فلسطين أرض الرباط والجهاد وأرض العزة داعيات الله عزَّ وجل أن يكلأ هذا الجمع المبارك بعنايته وحفظه وأن ييسر أعماله ويوفق خاتمته لتكون إضافة على طريق الخير ولبنة في سبيل تمتين بناء طريق العزة والكرامة والتحرر والنهوض لهذه الأمة التي قال عنها المولى في كتابه العظيم بأنها خير أمة أخرجت للناس.

لقد كانت قضية الحقوق الأساسية للمرأة في هذا العالم وعلى مدار تداول الأيام بين الأمم موضع بحث ومقارنة، بين ما ذهبت إليه الأديان والشرائع والقيم، وما أرسته القوانين المنبثقة عنها بسماويتها ووضعيتها، ولكن الذي لا يمكن الجدال فيه أن الحقوق الكاملة قد تجسّدت واقعا حقيقيا ملموساً تمتعت به المرأة المسلمة بما كفله لها القرآن الكريم والتشريع النبوي الحكيم، فقد جعلها بحق نصف المجتمع فكراً وممارسة مدللاً على ذلك بواقع الخلق وواقع التكليف أيضا بحيث أصبحت متساوية في هذا الجانب، ومن هذا المنطلق لم يكن ثمة ما يعيق المرأة المسلمة عن أداء ما عليها من واجبات والتمتع بما لديها من حقوق، فساهمت بدور فعال في كل مستويات الحراك الاجتماعي والانساني على امتداد مسيرة التاريخ الاسلامي، وبرز نشاطها في كل الحقول من الفكرية إلى العملية، من الفقه والأدب إلى التجارة والعلم ، من تأسيس الأسرة وتربية الأبناء، إلى مشاركة المجتمع في تحمل أعباء الحياة وتكاليفها على طريق التكليف الأساس بعمارة الأرض وإتقان العمل، حتى إذا كان لا بد من دور لها في الدفاع عن هذا المجتمع وهذه الدولة وهذا البناء إزاء عدوان خارجي وظلم صائل، أذن لها الشرع بالخروج للدفاع المادي جنباً إلى جنب أبنائها وآبائها وزوجها لا فرق بينهم، بل إنها لتخرج دون إذن ولي.

وهكذا فهمت المرأة الفلسطينية دورها جيداً منذ أمد طويل، فرضت عليها ظروف العدوان الصهيوني واغتصاب الأرض الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني أن تواجه جملة هذه المسائل منذ ما قبل النكبة وحتى الآن، فقد انطلقت المرأة الفلسطينية لتقوم بأداء أدوار مجتمعة أحيانا في ذات الوقت متحملة العبئ الأكبر في هذا الجانب، فقد أصبحت مطالبة بتحقيق عناصر الاستقرار الأسري الذي حمل واقع التشظي والانتقال عن عناصر التثبيت التي تحظى بها المرأة المستقلة فوق تراب وطنها والمستفيدة من قوة السند الاجتماعي والنفسي في هذا الجانب، فأصبح لديها واجب تحقيق التوازن النفسي لأفراد الأسرة وتنشئتهم في ذات الوقت تنشأة سليمة، مما ضاعف من التحدي أمامها واستطاعت بجهد مضاعف أن تؤمن القوة اللازمة للانتقال الآمن من فجوة التعرية التي دهمت واقعها، إلى واقع الاتزان واعادة امتلاك القدرة على المواجهة والرد على هذه التحديات، مما ساهم في نجاح مهمتها هذه والدلائل كثيرة باستمرار شعلة الأجيال المستمرة في الاصرار على حقها بوطنها وأرض آبائها وأجدادها، وهكذا أسقطت المرأة الفلسطينية مقولة الصهيونية غولدا مائير، فلم ينس الصغار بل ازدادوا اصرارا.

إن خلق الدور الاجتماعي الاعتيادي للمرأة المسلمة وخاصة في زمن الصحوة الاسلامية وبين شعوب الأمة الاسلامية سيغدوا أمرا ممكنا في أطره النظرية والعملية ويمكن التحكم به والاستفادة من تعظيمه بقدرة القوى والمؤسسات التي توفّر هذا الأمر للمرأة في هذه الأوطان، أما في واقع المرأة الفلسطينية فإن هذه الأدوار قائمة بحكم واقع الاحتلال والحصار والعدوان المستمر على واقع تهديدات هذه العناصر، مما يجعل وجود هذه الأدوار ومتابعة صيانتها وإنمائها مهمة جهادية أخرى تضاف إلى عناصر المهمات الاعتيادية أو الطوعية في واقع آخر، بل من المؤكد أن أدواراً بعينها أصبحت مشاهدة في نطاق واسع في المجتمع الفلسطيني القائم مثلا في قطاع غزة الفلسطيني جرآء العدوان الصهيوني الدائم والذي يستهدف ليس فقط المنشآت والمؤسسات على أنواعها ومنها مؤسسات عمل المرأة، بل إنه يستهدف أيضا كل عناصر حياة هذه المرأة نفسها.

إن تجربة المرأة الفلسطينية الجهادية وعلى امتداد مراحل كفاح شعبنا الفلسطيني جعلت المرأة الفلسطينية مؤسسة كاملة وليست مجرد عضو في مؤسسة الأسرة أحيانا، والأمر لا يقف فقط عند ملامح الاستشهاديات الفلسطينيات ومشاركتهن الوتسعة وخاصة إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية بما يؤسس لواحدة من أبرز تجارب القوة في مسيرة كفاح شعبنا وجهاده المقدس، بل هو يتجاوز ذلك أحيانا في صياغة منظومة قيمية حركية تجعل من المرأة مدرسة جهادية بحكم الأدوار التي تقوم بها والأعباء التي تتحملها ، وعندما نتحدث عن هذا الأنموذج لهذه المرأة فنحن بالقطع نتعامل مع بداهة حكم تأسيسها الفكري والثقافي وصقل وعيها الجمعي كأحد المهام التي تجتازها قبل الارتقاء إلى تنفيذ الأدوار العليا في هذه التركيبة المرتبطة على طريق تحقيق مستقبل الحرية والنهوض لمجتمعها ولشعبها وأمتها.

وعندما ترنو المرأة المجاهدة في فلسطين اليوم إلى ما يمكن أن نصفه بتحقيق ذاتها، فهي تتجاوز في كثير من الأحيان الاحتياجات الفردية إلى الأسس الجمعية لوعيها المبكر بأنه لا مجال لقيمة من أي نوع في الإطار الفردي إن لم يكن مبنيا على أساس حرية الأوطان وحرية المجتمعات، وهكذا فإنها في واقع الأمر تغدو صاحبة تجربة غنية كلما ازدادت توسعاً فيها كان ذلك بحكم تحمّل المزيد من الأعباء ومواجهة المزيد من التحديات بل والسير على كم كبير من التهديدات التي قد تهدد مسيرتها بالكلية، ومع ذلك فهي تقبل على هذه التجربة بكل سعادة وحماسة منقطعة النظير، وهي إن تسلّحت بالإيمان وترسّنت خطى قدوة لها سواء في التاريخ الإسلامي أو الواقع المعاش، فإنها في المحصلة تصبح تجربة غنية مع كل يوم تواجه فيه ما يفرض عليها وما يستجد من تحديات، تواجه كل ذلك صابرة محتسبة لها أجر الرباط والجهاد معا، وليس المعتقلات الأسيرات في سجون العدو الصهيوني ولا استشهاديات فلسطين من أخواتنا إلا أحد أوجه هذه التجربة وهذه المؤسسة المجاهدة في حياة الشعب والأمة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


titre documents joints

كلمة التيار في المؤتمر

13 تموز (يوليو) 2012
info document : PDF
223.3 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 65 / 2178528

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178528 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40