الجمعة 13 تموز (يوليو) 2012

المفاوضات طريق لا توصل إلى التحرير..!!

الجمعة 13 تموز (يوليو) 2012 par د.احمد محيسن

لقد اصبح وضع الصراع العربي الفلسطيني مع دولة الاحتلال «الإسرائيلية» مطية للغرب، وقد أدرك آنذاك الشهيد القائد ياسر عرفات مخاطر أوسلو عندما قتلوا رابين، بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد خلقت المبادرات ثم قامت بتدميرها، ولا شيء يخرجنا من الورطة التي نمر بها كفلسطينيين، وهي تتجدد بصور مختلفة، سوى مواجهة هذا الاحتلال، لكننا بحاجة للخروج من عنق الزجاجة إلى قرار سياسي من «القيادة» الفلسطينية، فهل سينتظر الشعب العربي الفلسطيني هذا القرار طويلاً؟!

إن قناعتنا التي يؤكدها الواقع الملموس بأن التسوية التي عرضت على الفلسطينيين قد تم تدميرها عن قصد ومع سبق الإصرار من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الصهيوني، فهل تجاوز أبناء شعبنا الحدود، وذلك حسب ما تسطر الأقلام المأجورة عندما ينزلون إلى الشارع ليعبروا عن قناعاتهم، ولا ننسى فقط للتذكير بأن هناك مبادرة عربية وجهها العرب للاحتلال، والكل يعرف مضمونها وما زالت على الطاولة قائمة للأسف الشديد ورحبت بها «القيادة» الفلسطينية،وقد أفشلها الغرب بعد ان صنعها الغرب بنفسه واستهزأت بها دولة الاحتلال «الإسرائيلي»، وكوفئ شعبنا على اعترافه بالمبادرة العربية بمجزرة جنين كما يعرف الجميع، ودم الشهيد القائد أبو جندل في معركة مخيم جنين ما زلنا نراه على أيدي المجرم موفاز والذي تمت دعوته للمقاطعة في رام الله قبل أيام معدودة، وكوفئ بتهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها مدينة القدس وببناء المزيد من المستعمرات وبناء جدار الفصل العنصري والمزيد من الحواجز والاعتقالات والإبعاد واختراع المزيد من أساليب المهانة والذل لكل أبناء شعبنا أفراداً وقيادات، واعترفت «القيادة» الفلسطينية بخارطة الطريق التي دمرها جورج بوش الصغير عندما منح لشارون خمس ضمانات في عام 2004 وهي ضمانات تتعلق بالمستوطنات واللاجئين وعدم وجود شريك ومعاهدات الدفاع المشترك والدعم العسكري والمالي وهناك محطات للمفاوضات واللقاءات وأسماء شاركت وتغيرت وتبدلت لا نستطيع أن نحصيها بلحظة واحدة دون الرجوع إلى الأرشيف..!!

إن «القيادة» الفلسطينية تغرق في وهم التسوية مع هذا الكيان الإحتلالي «الإسرائيلي»..!!

وعلى الرغم من تنظير بعض المنظرين لما هو قائم، لكننا نقول لكل المتحذلقين من هؤلاء الذين يعتبرون القصية مشروع استثماري وينتظرون الراتب والترقية وزيادة المعاش والعلاج في الخارج في مستشفيات وفنادق الخمس نجوم، ويأتونا بإنجاز واحد حقيقي أدى إلى حل أية مشكلة لشعبنا العربي الفلسطيني، فكل قادة دولة الاحتلال ابتداء من شارون وباراك وبيريز ونتنياهو وموفاز وغيرهم من نتشرف بعم ذكرهم من عدمه، كلهم كانوا وما زالوا يماطلون ابو مازن ويراوغونه كما يروغ الثعلب، و«قيادتنا» الفلسطينية تغرق في وهم الوصول إلى إمكانية تحقيق شيء عبر المفاوضات التي أصبحت مفاوضات بالمراسلة في هذه الأيام، وقد كان قد وصفها الشهيد الراحل المغدور أبو عمار بالعبثية، وقال إن الدم الفلسطيني ليس شلالات من الكوكاكولا، وقد باتت المفاوضات فقط المفاوضات خياراً استراتيجياً «للقيادة» الفلسطينية دون التلويح بورقة الانتفاضات والمواجهة الشعبية وورقة الكفاح المسلح التي اعتبرتها حركة «فتح» في نظامها الأساسي كخيار استراتيجي وحيد، ومازال رابضاً في المادة 17 من نظامها الأساسي بأن الثورة الشعبية المسلحة هي الطريق الحتمي الوحيد لتحرير فلسطين، وفي المادة 19 من نفس النظام الأساسي لحركة «فتح»، تقول حركة «فتح» بأن الكفاح المسلح إستراتيجية وليس تكتيكاً، فنحن نطالب القيادة بالالتزام بنظام حركة «فتح» الأساسي، ولم نعد نفهم مَن هم المطالبون بالالتزام وبماذا نلتزم، وعليهم أن يعرفوا لنا الالتزام من جديد...!!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2165601

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع د.م.أحمد محيسن   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

2165601 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010