الاثنين 14 حزيران (يونيو) 2010

محاولة قراءة لماض إستقبالا لحدث

بقلم/ جمال السيد - الجزائر
الاثنين 14 حزيران (يونيو) 2010

عندما تكون عملية الوصول الى الحقيقة معقدة و المعرفة محدودة .لا يسعى الكثير من الناس الى اجهاد انفسهم بالبحث في اشكاليات و تعقيدات المسائل للوقوف عليها . ويكتفون بالانصياع الى رأي يطرح من جهة لها شرعية ما . وان الحقيقة الواقعية لفشل جميع المقاربات في ايجاد حل لأزمة الوحدة او المصالحة الفلسطينية كانت نتاجا طبيعيا لعدم الاجماع حول رؤية واحدة لما يواجهه الفلسطينيون على صعيد فصائلي بالدرجة الاولى لتعدد نتائج التتشخيص للحالة التي يعيشون. هذا اذا ما تجاهلنا الحسابات الخاصة, و التحالفات الخارجية الاقليمية او الدوليه منها .لتجسد انعكاسا صادقا لواقع المنطقة .

و اذا ما عدنا الى العام 64 و الذي شهد ولادة منظمة التحرير الفلسطينية نجد ان حراك النخبة الفلسطينية ساهم الى حد بعيد بنشر الوعي واستنهاض الجماهير لتغيير الواقع الذي فرضته النكبة من احتلال لجزء كبير من الارض الفلسطينية، الذي ادى الى تفشي الفقر وضرب التعليم والثقافة والاقتصاد وتمزق المجتمع وما الى ذلك ......... والاهم زرع الكيان الصهيوني على هذه الارض .احدث هذا النهوض قناعة لدى الجماهير بضرورة الاعتماد على الذات الفلسطينية لبلورة استراتيجية خلاص لاقتلاع الكيان . وتزامن هذا النهوض مع بروز وسيطرة للفكر القومي على صعيد اقليمي .وانعكس ذلك باعطاء القضية الفلسطينية اولوية وبهذا تصدرت جدول اعمال اللقاءات العربية . من هنا جاءت الولادة طبيعية لمنظمة التحرير الفلسطينية كيانا سياسيا جامعا وموحدا للفلسطينيين في الداخل و الشتات و تعبيرا عمليا من خلال جيش التحرير الفلسطيني . ولكن لم يَحُل تشكيل المنظمة دون مواصلة التحرك الفلسطيني و انشاء حركة فتح و حركات المقاومة الاخرى على الساحة الفلسطينية .

و لقد كان لمعركة الكرامة سنة 68 الدور الأبرز في منح شرعية قيادة المنظمة من قبل المقاومين وفي مقدمتهم حركة فتح حيث تولى الزعيم الراحل ياسر عرفات قيادتها منذ 69 و حتى اغتياله 2004 .ويمكن الاشارة بايجاز انه في هذه الفترة تبلورت الهويه السياسية للشعب وحازت على توسيع نطاق الاعتراف بالمنظمة .

استمر هذا لسنة 74والتي شكلت نقطة تحول حيث سجلت زخما اقليميا جديدا لمنظمة التحرير بمنحها وحدانية التمثيل الفلسطيني . وهو نفسه (العام )الذي شهد تراجعا عن الاهداف التي انشات لأجلها المنظمة من خلال اعتماد برنامج النقاط العشرة التي طرحته الجبهة الديمقراطية و ما تعارف عليه بمرحلية النضال. والحقيقة أنها وجهت اول زعزعة لشرعية المنظمة فلسطينيا وان كانت مكتومة .بمعنى انه فتح الباب امام التشكيك بصوت منخفض .دون الوصول الى حد الازمة. وظلت طوال تلك الفترة وما تلاها السيادة لفتح . بوجود توافق تحت هذا السقف . فهي صاحبة الرؤية ومهندس السياسة وواضع الاستراتيجية . موزع العضوية للجنة التنفيذية وباقي المناصب وبشكل اوضح صاحبة القرار.

جميع قوى المقاومة قبلت بهذه الصيغة التوافقية للمنظمة تحت قيادة حركة فتح . حتى87 والذي شهد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية والتي افرزت حركة حماس والجهاد الاسلامي كقوة فاعلة ولها وزنها على الساحة الفلسطينية . ولقد باءت جميع المحاولات لاشراكهم في المنظمة بالفشل. واعتقد ان هذا هو التاريخ الحقيقي لبداية المنافسة بين فتح وحماس على التمثيل الفلسطيني . حيث فشلت جميع محاولات ادماج حماس والجهاد داخل المنظمة .

وقد شهدت سنة 93 توقيع اتفاقية اوسلو .والتي كانت بمثابة اعلان رسمي من قبل المنظمة بالتخلي عن الأرض التي تم احتلالها سنة48 و الإنسان الذي بقي صامدا عليها والتي تشكل (الارض)78 بالمائة من مساحة فلسطين . و اعترف الصهاينة مقابل ذلك ان منظمة التحرير هي ممثل و قائد للشعب الفلسطيني يمكن التفاوض معه حول ال22 بالمائة المتبقية من الأرض وكيفية تحديد مستقبلها مع تسليم الادارة المدنيه للمناطق المحتلة سنة 67 للمنظمة والابقاء على الحاكم العسكري .

ولقد ادى هذا الاتفاق الذي لا يحظى باجماع فتحاوي عليه الى ضرب الاسس التي تم التوافق عليها وشكلت الرابط اوما يمكن تسميته ما تعاقدنا عليه داخل حركة فتح نفسها. اضافة الى رفض حركتي حماس والجهاد والتي اخذتا على عاتقيهما ضرورة مقاومته وافشاله . واذا ما اضيف النتائج الماساوية للاتفاق والاتفاقات اللاحقة له والتي تحتاج الى مساحه خاصه. هنا يصبح من السخف القول ان المنظمة ممثل لجميع الفلسطينيين . خاصة في وجود السلطة كمسيطر ومقرر في كل من غزة والضفة وهما في حالة اشبه بالحرب ولم تتوقف المحاولات لكليهما في الوصول الى الغاء الاخر. ومنظمة في حالة شبه غياب .

والمفارقة الغريبة ان حركة حماس التي رفضت كل عروض اشراكها في منظمة التحرير الفلسطينية وان تكون جزء من الكل الفلسطيني تحت ذرائع.. هرولت للمشاركة في سلطة وليدة الاحتلال الصهيوني وضمن مقاساتة بذرائع ...

لهذا كله نحن في حاجة الى ان تفهم حماس وفتح بعد هذه السنوات من التجاذب لامجال امامهما الا الجلوس في حوار جاد وهادف لعلاج جذور المشاكل بينهما وتغليب الاعتبارات الوطنية والمصالح العليا للشعب الفلسطيني فوق كل الاعتبارات.والانطلاق لدعوة كل القوى الفلسطينية لشراكة سياسية حقيقية لتحديد طبيعة المرحلة ان كانت احتلالا يلزم مقاومته وصولا للتحرير ام هي مرحلة بناء الدولة . ان الاتفاق على طبيعة المرحلة وتشخيص الداء كفيل بايجاد الاستراتيجية التي يفترض ان تتبع .واذا ما اتبع ذلك تفعيل بل اعادة اعتبار لدور منظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني. والا سنبقى متحدين ومتصالحين على المنادي بالمصالحة لتسويق سياسة هذا الحزب او ذاك . وهنا سيلاحقكم التاريخ ان لم يستطع الناس محاسبتكم في يومكم هذا

-  abo-haitham@hotmail.com



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2177978

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2177978 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40