الاثنين 23 تموز (يوليو) 2012

صحف تركية: تفجير دمشق عملية استخباراتية دولية

الاثنين 23 تموز (يوليو) 2012 par د. محمد نور الدين

رأى الرئيس التركي عبد الله غول أن سوريا تحتاج إلى جهود جدية جدا وجديدة، كي يمكنها الخروج من الوضع الذي هي فيه، بينما رأت صحف تركية ان استخبارات دولية تقف وراء تفجير مقر الأمن القومي في دمشق مؤخرا.

وقال غول إن «مثل هذه الجهود لا يمكن أن تمر عبر القوة التي لن تحل شيئا بل وفق ما تريده غالبية الشعب. وهذا ما كنا نقصده من طرح النموذج اليمني في سوريا، كي تخرج البلاد من أزمتها بأقل كلفة».

واعتبر مسؤول الشؤون الخارجية في «حزب العدالة والتنمية» عمر تشيليك أن الرئيس السوري بشار الأسد في «حكم غير الموجود سياسيا» بعد كل الذي حصل في سوريا. وقال إن «الأسد انتهى»، وهو و«حزب البعث» ليسا سوى صُوَر.

واعتبر تشيليك أن خطة الأسد السرية هي تقسيم سوريا إلى دولتين، علوية وسنية. وقال إن إقامة منطقة عازلة تخدم خطة الأسد هذه، وتركيا هي العامل الوحيد والأقوى الذي يمكنه إفشال هذه الخطة، ومنع نشوء فتنة سنية ـ شيعية. وأضاف إن أفضل ما يمكن فعله هو إقامة ممرات إنسانية، لكن هذه الفكرة تواجه بصعوبة الحماية العسكرية لها.

وذهبت صحيفة «طرف» إلى أن الأسد يخطط لإقامة «جمهورية اللاذقية». وذكرت ان «أهم ما في زيارة اردوغان لروسيا أنها حيدت العلاقات التركية - الروسية عن التأثر بالشأن السوري. لكن تأكيد اردوغان معارضة تقسيم سوريا يخفي مخاوف من مثل هذا التقسيم. والاحتمالات هنا ثلاثة: الأول ذهاب الأسد والانتقال إلى مرحلة ديموقراطية، وتركيا متفائلة بهذا الخصوص. الثاني تطبيق وثيقة جنيف بحكومة مشتركة مع الأسد أو من دونه. والثالث هو الذهاب إلى حرب أهلية طويلة المدى، تماما كما حدث في العراق، برغم الوجود العسكري الأميركي. وفي نهايتها تقسيم سوريا، وإنشاء جمهورية علوية في اللاذقية».

وكتب سميح ايديز في «ميللييت» انه لا خيار أمام الجميع سوى وثيقة جنيف لإيجاد حل للوضع في سوريا. وقال «لم يقنع اردوغان روسيا في الموضوع السوري، بينما نجحت روسيا بجذب تركيا ولو نسبيا إلى جانبها. فقد أعلن اردوغان من موسكو انه يدعم العملية التي قامت على أساسها وثيقة جنيف. وكانت روسيا مرتاحة لقول اردوغان انه يريد حماية وحدة الأراضي السورية، وعلى تركيا أن تؤكد هذا الأمر، من اجل امن تركيا والاستقرار في «الشرق الأوسط». وزير الخارجية السابق ياشار ياكيش يقول إن أسوا أمر بالنسبة إلى تركيا هو أن تتقسم سوريا إلى أربع دول، علوية وسنية وكردية ومسيحية».

ويضيف ايديز «لذلك فإن تأييد اردوغان وثيقة جنيف هو من أهم نتائج زيارته موسكو. وهنا على تركيا مهمة إقناع المعارضة السورية بالقبول بوثيقة جنيف. وإذا لم يكن يراد تقسيم سوريا فليس من خيار سوى تطبيق وثيقة جنيف، فالمسألة الأساس اليوم ليست بقاء الأسد أو ذهابه، بل حماية سوريا من الفتنة، وحماية الاستقرار في المنطقة».

وكتب فكرت بيلا في الصحيفة ذاتها إن تفجير دمشق رسالة بهدفين إلى النظام في سوريا: الأول ان النظام لا يسيطر على الوضع، والثاني دعوة الأسد إلى الرحيل، لأن المعارضة قادرة على تصفيته.

وقال الكاتب ان التفجير سيضعف الدعم الشعبي للأسد، وكذلك دعم الطبقة الوسطى الخائفة على مالها، وسيسرع في انفضاض الجيش عنه، ومن مؤشرات ذلك تزايد أعداد الضباط الهاربين إلى تركيا والفرار الجماعي للناس، وهي علامات على صعوبة صمود الأسد. وأضاف إن «الأسد الذي خسر الحرب الداخلية لا يمكن له أن يأمل باستمرار الدعم الخارجي الروسي له طويلا».

ويقول الكاتب إن على «تركيا إن تبقى في ظل الأوضاع الجديدة هادئة، حيث ان الصوت الأميركي ارتفع، ومعه الصوت «الإسرائيلي»، ولا سيما في ما يتعلق باحتمال انتقال الأسلحة الكيميائية إلى «حزب الله» والتهديد بضربه. وهو ما فعلته أميركا و«إسرائيل» سابقا في العراق عبر ضربات جوية محدودة، وتركيا هنا يجب أن تبقى بعيدة عن هذه العمليات العسكرية، وهنا يجب العمل على قرار من الأمم المتحدة لأهداف إنسانية، وعدم الدخول في حرب مع الجار».

ورأت الباحثة في العلوم السياسية دينيز اريبوغان في صحيفة «أقشام» أن «عملية تفجير دمشق تتجاوز قدرة المعارضة السورية، والأرجح أنها من عمل الاستخبارات الأميركية، وهي تهدف الى خلخلة النظام وتوجيه ضربة الى عائلة الأسد وضرب الحديقة الخلفية لروسيا، ومنع اي تلاق تركي - روسي على مشروع متوازن لحل الأزمة، كما التقارب بينهما. إذ ان الاتهام السوري لتركيا، كإحدى البلدان المنظمة لعملية التفجير، يهدف إلى تفجير العلاقات التركية - الروسية، وهذا ما يجب الانتباه اليه».

وتنهي الباحثة بقولها «إنها عملية دولية بدعم أجهزة استخبارات متعددة. وتتجاوز قدرة الجهات المعارضة أو المحلية على تنفيذها. ولا اعتقد أن تركيا في نيتها أن تدخل في مثل هذه الأعمال. فالاعتداءات على مسؤولين تدخل ضمن الإرهاب الدولي، ومن اكبر الأخطاء أن تشارك أنقرة في مثل هذه الأمور لأنها ستنقل الصدام إلى داخل تركيا. ونظرا لأن مثل هذا التفجير قد يستدعي ردّا بالمثل فعلى أجهزة الاستخبارات التركية أن تكون متيقظة إلى أقصى درجة».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2178114

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178114 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40