الجمعة 27 تموز (يوليو) 2012

أوباما والورقة الصينية

الجمعة 27 تموز (يوليو) 2012

[marron]مالكولم فريزر[/marron][bleu]*[/bleu]

تؤكد بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة أن صافي ثروات الأميركيين تراجع بنسبة 40% منذ العام 2007، عائداً إلى مستواه في عام 1992. وسوف يكون التقدم نحو التعافي بطيئاً وصعباً، وسوف يكون اقتصاد الولايات المتحدة ضعيفاً خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية والتشريعية. فهل يستطيع أي شاغل منصب حالي ـ وبخاصة الرئيس باراك أوباما ـ أن يفوز بإعادة انتخابه في مثل هذه الظروف؟

المسؤولية عن الوعكة التي تعاني منها أميركا اليوم تقع على عاتق أسلاف أوباما. ولكن إذا جاء يوم الانتخابات، فإن العديد من الأميركيين يتجاهلون على الأرجح التاريخ الحديث ويصوتون ضد الرئيس الحالي.

لذلك ليس مستغرباً أن يبحث أوباما وغيره من المسؤولين في إدارته عن قضايا غير اقتصادية ينشطون بها حملته الانتخابية. ولعل المشاكل المتعلقة بالأمن القومي عموماً، والتحدي الذي تفرضه الصين بشكل خاص، تتخذ هيئة القضايا المطلوبة من هذا النوع.

سياسات أوباما الخارجية والدفاعية كانت قوية، فقد سمح بتكثيف تواجد قواته في منطقة الباسيفيكي. والآن تتمركز ست حاملات طائرات، وسفن الدعم المرافقة لها ـ 60% من سلاح البحرية الأميركي بالكامل ـ في المحيط الهادئ. وفي تحرك لم يحظ بقدر كبير من التغطية الإعلامية، فقد تشاور مع بعض الدول في منطقة غرب المحيط الهادئ حول تمركز المزيد من القوات ـ بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية ـ في المنطقة. وتنكر الولايات المتحدة، مثلها في ذلك كمثل أستراليا، أن كل هذا يضيف إلى سياسة الاحتواء التي تستهدف الصين. ولكن قلة في منطقة غرب الباسيفيكي يرون الرأي نفسه.

ولعل إدارة أوباما تعتقد أن الصلابة في مواجهة الصين سوف تعمل على توليد الدعم الانتخابي في الولايات المتحدة. فأثناء الأحداث أو الأزمات الدولية الكبرى، نادراً ما تصوت أميركا ضد الرئيس الشاغل لمنصبه. ولكن هل أدرك أوباما مدى الاستفزاز الذي تحمله سياساته في نظر الصين؟

ان منطقة الباسيفيكي تحتاج إلى أميركا. ولكن على الرغم من الدور المهم الذي يتعين على الولايات المتحدة ان تلعبه في المنطقة، لا بد أنها أدركت الآن أن أهدافها السياسية من غير المرجح أن تتحقق بوسائل عسكرية. فالصينيون أنفسهم لا يريدون أن يرحل الأميركيون عن منطقة غرب المحيط الهادئ، لأن هذا من شأنه ان يجعل الدول الأصغر حجماً في محيط الصين أكثر توتراً إزاء القوة الصينية. والواقع أن الصين ناضجة بالقدر الكافي لكي تفهم هذا، ولكن وجود حشود عسكرية أميركية كبيرة في مختلف أنحاء المنطقة أمر آخر.

إنها فترة بالغة الخطورة، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي، بل وأيضاً على الصعيد الاستراتيجي. ويتعين علينا حقاً أن نسأل أنفسنا حول ما إذا كان أوباما يحاول اللعب بورقة الصين لترجيح كفته الانتخابية. وإذا كانت هذه نياته حقاً فهو تحرك محفوف بالمخاطر الكبرى.

ويتعين على أستراليا أن تقول للولايات المتحدة إنها لن تسمح بهذا.

ولكن الأستراليين بدأوا على نحو متزايد يشككون في مدى قوة وحكمة علاقاتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. ولعل أفضل أمل لنا الآن، فيما يتصل بالاستقرار والسلام، يكمن في عدم انجراف الصين وراء هذه الاستفزازات.

[bleu]*[/bleu] [marron]مالكولم فريزر - رئيس وزراء استراليا الأسبق.[/marron]

[marron]-[/marron] [bleu]ترجمة: جوزيف حرب.[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2178447

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2178447 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 27


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40