الجمعة 27 تموز (يوليو) 2012

«إسرائيل» ليست قلقة فقط من انتقال السلاح الكيماوي السوري إلى «حزب الله» بل أيضاً من منظومات السلاح المتطورة المضادة للطائرات

الجمعة 27 تموز (يوليو) 2012 par زهير أندراوس

يواصل صناع القرار في «تل أبيب» تصعيد لهجتهم في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وفي قضية الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي تمتلكها سورية، وبحسب صحيفة «هآرتس» العبرية، فإن وزير الأمن «الإسرائيلي» تطرق أمس إلى الأحداث الجارية في سورية، وعاد وكرر الموقف «الإسرائيلي» الرسمي القاضي بأن الدولة العبرية، على حد قوله، لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال، أن تقبل بنقل منظومات أسلحة متطورة من سورية إلى «حزب الله»، معتبراً أن الرئيس السوري، الدكتور بشار الأسد قد فقد شرعيته وكل يوم يمر يقرب من نهاية نظامه.

من جهتها، أكدت مصادر أمنية «إسرائيلية» أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تمنع «إسرائيل» من توجيه ضربة عسكرية لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية، مشيرة إلى أنه تجري اتصالات بين «تل أبيب» وواشنطن لاختيار السبيل الأمثل لإحباط نقل هذه الأسلحة إلى «حزب الله» في لبنان.

في السياق ذاته، نقلت الصحيفة العبرية عن رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، بنيامين نتنياهو قوله إن التغييرات الجارية في منطقة «الشرق الأوسط» تلزم تغييرات في مبنى القوة وميزانيات الأمن «الإسرائيلية». وزاد رئيس الوزراء نتنياهو قائلاً إن صناع القرار في «تل أبيب» يرون التغييرات الجارية في منطقة «الشرق الأوسط»، ويعرفون أنه يتم تغير أنظمة، علاوة على ذلك، قال نتنياهو، إن «إسرائيل» تعرف بأن كميات كبيرة من الأسلحة تتنقل في المنطقة، هذا السلاح موجود بأيدي طرف معين، لكن لا يمكن لأحد أن يعرف من سيسيطر على هذه الأسلحة في المستقبل، على حد تعبيره.

ولفت رئيس الوزراء «الإسرائيلي» إلى أن قادة الدولة العبرية على علم وعلى دراية بأن هذه التغييرات «الشرق أوسطية» تلزم تغييرات في مبنى القوة «الإسرائيلية»، وبالتالي من المحتمل أن تجري تغييرات أيضاً في ميزانية الأمن «الإسرائيلية»، على حد تعبيره. بموازاة ذلك، نقلت «هآرتس» العبرية عن وزير الأمن «الإسرائيلي»، إيهود باراك الذي صعد لهجة التهديد والوعيد ضد سورية تصريحه بأن الدولة العبرية قد تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية تتعلق بالأمن القومي وبضمان أمنها المستقبلي. وتابع وزير الأمن باراك الذي كان يتحدث في كلية الأمن القومي في «جليلوت»، بالقرب من مدينة «هرتسليا»، في مركز «إسرائيل»، إنه يُدرك جيدًا ويعرف حقًا الصعوبات والأخطار المتعلقة بمنع وصول الجمهورية الإسلامية في إيران لبناء ألأسلحة الذرية، ولكن من الواضح له، كما أضاف، دون أدنى شك أن التعامل مع هذا الخطر، أيْ تحول إيران إلى دولة نووية، سيكون أكثر تعقيدًا وأكثر خطرًا، على حد وصفه.

ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الأمن «الإسرائيلي» تطرق في سياق حديثه إلى ما يُطلق عليه اسم «الربيع العربي»، الذي تحول، على حد رأيه، بشكل تدريجي إلى «خريف إسلامي»، الأمر الذي يُدلل على أنه في ساعة الحسم، لا يُمكن للدولة العبرية، إلا أنْ تعتمد على نفسها للدفاع عن مواطنيها وأرضها، على حد قوله، وأضاف باراك أنه على الرغم من الخلافات في الموقف مع الولايات المتحدة الأمريكية في مسألة النووي الإيراني إلا أنه لا يوجد أي تناقض بين الطرفين، ويمكن أن ندمج بين المسؤولية السياسية والمسؤولية الأمنية وبين السيادة المطلقة في اتخاذ قراراتنا وتحديد سياستنا والمحافظة مع ذلك على شبكة العلاقات مع الولايات المتحدة، حسب أقواله.

على صلة بما سلف، قال المحلل عوفير شيلح، من صحيفة «معاريف» العبرية إن الدولة العبرية ليست قلقة فقط من إمكانية انتقال السلاح الكيماوي الذي تمتلكه سورية إلى «حزب الله» اللبناني، بل أيضاً من إمكان انتقال منظومات السلاح المتطورة المضادة للطائرات، وكشف المحلل النقاب عن أنه في الأسابيع الأخيرة بذلت أجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية» والأجنبية جهوداً كبيرة في عملية تعقب أسلحة الدمار الشامل التي يملكها النظام السوري، وحتى الآن، وفقاً لما قاله رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال بيني غانتس ورئيس الطاقم السياسي والأمني في وزارة الأمن «الإسرائيلية»، عاموس غلعاد، لا يوجد دليل على أن الرئيس السوري، بشار الأسد، لم يعد يسيطر على هذا السلاح.

من جهته، دعا المحلل للشؤون العسكرية، يؤاف ليمور، في صحيفة «إسرائيل اليوم»، إلى التفريق بين ضربة للمخزون الكيمياوي في سورية، وغيرها من الأسلحة المتطورة التي تخشى «إسرائيل» أن تصل إلى أيدي «حزب الله»، وبين أن توجيه ضربة لقافلة تعبر الحدود باتجاه لبنان، وأشار المحلل إلى أن الحالة الأولى قد تستدعي حرباً ومعركة مؤلمة، وهو ما لا تريده «إسرائيل»، أما في الحالة الثانية، كتب ليمور، فيمكن تحملها، وخاصة إذا قررت الدولة العبرية، عدم التباهي بالضربة وقررت الصمت، فحينها يمكن أعداءها أن يبلعوا المهانة، ولا يبادروا إلى رد، على حد تعبيره.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2178675

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178675 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40