الأحد 29 تموز (يوليو) 2012

الطريق إلى البيت الأبيض!

الأحد 29 تموز (يوليو) 2012 par نواف الزرو

في السباق على الرئاسة الأمريكية، فان كل شيء يصبح طوع إشارة «إسرائيل»، ففي المراحل التمهيدية للانتخابات لدى الحزبين الكبيرين هناك، يتنافس المرشحون كلهم عبر إعلان الولاء والدعم لـ «إسرائيل»، من اجل كسب ود اللوبيات الصهيونية النافذة في أروقة الكونغرس، والبيت الأبيض، وفي سوق المال السياسي.

وفي التنافس النهائي على الرئاسة، يتسابق المتنافسان على تقديم اكبر وجبة من الولاء والوفاء والالتزام لـ«إسرائيل» وأمنها، هكذا كانت الأمور سابقاً، وهكذا هي اليوم.

فهاهو الرئيس أوباما الذي لم تتوقف حملته الانتخابية الأولى، عن تبني «إسرائيل» أمنياً وسياسياً واقتصادياً، يعود في - 2012/7/27 - فقط إلى مكافأتها بسن قانون الأمن وتقديم الـ (إف 35) المتطورة لها، فقدم استعراضاً داعماً لـ«إسرائيل»، ومكافأة جديدة لها، ووقع محاطاً بممثلين عن اللوبي الصهيوني (ايباك) ونواب أمريكيين قانوناً يعزز التعاون مع «إسرائيل» في مجالي الأمن والدفاع، مؤكداً دعم واشنطن الثابت للكيان. وقال إن هذا القانون «يعكس التزامنا الثابت بأمن «إسرائيل»». وأشاد بالمساهمة الأمريكية الإضافية في المنظومة «الإسرائيلية» المضادة للصواريخ «القبة الحديدية»، بمقدار 70 مليون دولار، بينما أكدت مصادر مطلعة أن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» توصلت لاتفاق مع شركة «لوكهيد مارتن» بشأن برنامج بقيمة 450 مليون دولار لتعزيز معدات الحرب الإلكترونية في طائرات (إف-35) المقاتلة وتركيب أنظمة فريدة بالصفقة «الإسرائيلية»، اعتباراً من عام 2016، تشتري «إسرائيل» بموجبها 19 طائرة (إف-35) بقيمة 2.75 مليار دولار. ووفق التقارير، فقد وقّع أوباما قانون «تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة و«إسرائيل» في عام 2012»، في قلب المكتب البيضاوي، محاطاً بالسيناتور الديمقراطي من أصل يهودي باربرا بوكسر والنائب الديمقراطي من أصل يهودي هوارد بيرمان، ورئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسية ريتشارد ستون، ورئيس مجلس «ايباك» الحالي لي روزينبرغ وسلفه هوارد فريدمان.

أما عن المرشح الجمهوري الأمريكي مت رومني، فلم يسبقه احد من المرشحين حتى الآن في حجم وعمق وسعة ولائه لـ «إسرائيل»، ففي سابقة هي الأولى في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يلقي «رومني»، خطاباً انتخابياً خارج الحدود، حيث يلقيه في «إسرائيل»، اليوم الـ29 من الشهر الجاري، كما هو مبرمج، ويدفع الفرد مبلغ (60) ألف دولار، مقابل حضوره الخطاب، كجزء من دعم حملة المرشح الجمهوري الانتخابية، وقالت مصادر جمهورية ساعدت في ترتيب اللقاء «إن المرشح «رومني» سيتحدث أمام «الإسرائيليين» عن مواقفه التاريخية المؤازرة لـ«إسرائيل»، وينتهز الفرصة ليميز نفسه عن الرئيس باراك أوباما الذي ألقى بـ«إسرائيل» تحت عجلات حافلة الركاب، وهي تخوض معركة وجود ضد أعدائها المحيطين بها».

وتضيف المصادر، ان «رومني» سيعقد مؤتمراً مع صناع السياسة «الإسرائيلية»، الذين يشعرون بالاستياء من سياسة أوباما، التي تخلت عن «إسرائيل» عبر السنوات الأربع الماضية، بعد حفل جمع التبرعات في القدس، للحديث عن سياساته، التي تضمن لـ«إسرائيل» أمنها بشكل كامل، ولا يفرض عليها الرضوخ للضغوطات العالمية للقبول بتعرض وجودها للخطر، في إشارة إلى المطالب العالمية بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها «إسرائيل» عام 1967.

ويؤكد مستشار «رومني» لشؤون «الشرق الأوسط» «جون بولتون»: «ان رومني سيؤكد «للإسرائيليين»، أن خيارات ردع إيران عن مساعيها لامتلاك القنبلة النووية تتبدد بسرعة، وأنه لم يبق سوى خيار تدمير القدرات الإيرانية، ومن حق «إسرائيل» اتخاذ مبادرة تدمير هذه المنشآت الإيرانية، وعلى الولايات المتحدة أن تكون القائد في هذا الجهد».

وكان رومني البس مواقفه الداعمة لـ«إسرائيل» زياً أيديولوجياً، حينما دافع عن القيم المسيحية أمام حشد كبير في جامعة ليبرتي معقل المسيحيين الإنجيليين، ففي ستاد اكتظ بالحضور - أكثر من عشرين ألف شخص ونحو ستة آلاف شاب من المتخرجين حديثاً - حذا رومني الذي ينتمي إلى طائفة المورمون حذو مرشحين جمهوريين آخرين مثل رونالد ريغان وجورج بوش الأب اللذين تحدثا في هذه الجامعة الواقعة في فرجينيا وأسسها القس اليميني المتطرف جيري فالويل الذي توفي في 2007، وألقى خطاباً دافع فيه عن القيم المسيحية، وقال «إن الإرث اليهودي المسيحي يقع في صلب الزعامة العالمية للولايات المتحدة» (أ.ف.ب - 14 / 2012/5).

يقول الدكتور ايلان بابيه وهو أحد أبرز «المؤرخين الجدد» في الكيان «الإسرائيلي»: «ان التدخل «الإسرائيلي» في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عميق في كل ما يتعلق بانتخاب أعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس»، بينما يوثق المعارض «الإسرائيلي» اوري افنيري «ان «إسرائيل» تحتل البيت الأبيض».

لنجد أنفسنا في خلاصة المشهد الانتخابي الرئاسي الأمريكي «ان «إسرائيل» هي الطريق إلى البيت الأبيض»، وأننا أمام أسرلة واضحة صارخة للسياسات الأمريكية، تستدعي دائماً مراجعة استراتيجية للأولويات السياسية العربية تجاه الانحياز الأمريكي السافر لصالح «إسرائيل»، وهو ما لم تفعله الدول والأنظمة العربية حتى الآن.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2179031

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2179031 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40