الاثنين 30 تموز (يوليو) 2012

الفاسدون والتنسيق الأمني

الاثنين 30 تموز (يوليو) 2012 par فهمي شبانة التميمي

تتباكى القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئاسة، واللجنة المركزية، ومجلسها الثوري على السجناء الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية الذين ضحوا بحريتهم من اجل حرية شعبهم، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس، ودحر الاحتلال منها.

يتسابق هؤلاء المسؤولين الرويبضة، وعدد كبير من المطبلين لهم في إطلاق شعارات تندد بالاحتلال، وتطالب بحرية الأسرى متناسين، ومتجاهلين أن عدداً كبيراً من السجناء الفلسطينيين زُجوا في سجون الاحتلال بفعل أيدي هؤلاء المسؤولين المعروفين بتنسيقهم الأمني الرسمي والشخصي، حيث تقدر نسبة السجناء في سجون الاحتلال نتيجة هذا التنسيق بـ 25% من مجموع السجناء، لقد كان للتنسيق الأمني كل الفضل بأن يُعلن الاحتلال «الإسرائيلي» بوصول عدد المطلوبين لها، ولأول مرة في تاريخ الاحتلال صفراً.

إذن!!؟ على ماذا تتباكى هذه القيادات اللاقيادية وتطالب بإطلاق سراح السجناء ... أوليس من الأولى أن تتوقف هذه السلطة، وقياداتها عن تسليم أبناء هذا الشعب لسلطات الاحتلال، أم أن تسليم المناضلين لهم يعتبر رصيد لهذا المسؤول او ذاك، وكلما زاد عدد من سلمهم للاحتلال يزداد رصيده، وحقه في الحصول على فُتاة التسهيلات له، ولعائلته على المعابر، والحدود، وأحياناً يتم تكريمه، وتعزيز مكانته داخل هذه السلطة المتهاوية.

وأسوق تجربتي الخاصة مع هذا الاحتلال وهذه السلطة كمثال، أثناء عملي في المخابرات العامة الفلسطينية شغلت منصب مدير مخابرات الخليل فأرسلت لي السلطات «الإسرائيلية» سؤالاً وهو (ما هو الثمن الذي ستقدمه لنا مقابل سكوتنا على عملك في السلطة الفلسطينية) فكانت الإجابة مني طبعاً هي الرفض - وكانت «إسرائيل» قد أصدرت قانوناً يمنع أهالي القدس من العمل في الأجهزة الأمنية الفلسطينية ولا تحرك هذا القانون إلا ضد من لا يعمل على هواها ووفق أجندتها - ولهذا قامت «إسرائيل» باعتقالي والحكم ضدي بالسجن 6 أشهر في 10/7/2012 وما تزال المحاكمة جارية أمام الاستئناف علماً بان هناك العديد من مسؤولي أجهزة السلطة ويقيمون بالقدس، ويعملون مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ولكن لم تعترض عليهم سلطات الاحتلال !!!!

الغريب في الأمر أن هؤلاء المسؤولين، وطابورهم الخامس بدل أن يتم نبذهم، ومقاطعتهم، ومحاسبتهم، وزجهم في السجون ليذوقوا من كأس ما جرعوه للمناضلين نجدهم هم من يصدرون شهادات الوطنية وكل من ليس على شاكلتهم، ومعهم فهو عميل.

نعم يحق لهؤلاء أن يتجبروا، ويفتروا على هذا الشعب طالما أن أحداً لا يجرؤ ان يقول لهم كما قال الشاعر مظفر النواب:

أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة؟؟!

أولاد القحبة! لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم

إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم

تتشدق هذه القيادة وتزعم انها تمثل هذا الشعب وأنها قيادة منتخبة..

وأقول لها إن سنوات صلاحيتها قد انتهت وان رائحة الفاسدين المنسقين مع الاحتلال قد زكمت الأنوف ...، لقد ترسخت القناعة التامة لدى شعبنا الفلسطيني المقهور بأن هذه السلطة الفلسطينية لم تعد سلطة وطنية وان وصفها باللحدية هي إهانة للحديين فهم لم يسجنوا أبناء ملتهم في سجون «إسرائيل»، وان هذه القيادة لم تحصد نتيجة أعمالها سوى الخيبة والفشل وضياع الأرض والعرض والمقدسات، فانتظروا أيها الفاسدون فان فجر العدالة والحساب ليس ببعيد ...



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2177240

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2177240 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40