الأربعاء 1 آب (أغسطس) 2012
تحذيرات وإغراءات أميركية لتفادي أي هجوم أحادي قريباً ...

بانيتا في «إسرائيل»: ماذا يقول عن ضرب إيران؟

الأربعاء 1 آب (أغسطس) 2012 par حلمي موسى

وصل مساء أمس إلى «تل أبيب» وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في ذروة الجدال «الإسرائيلي» حول احتمالات توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية. ومن المقرر أن يجتمع اليوم مع كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك ويعرض أمامهما مرة أخرى القدرات الأميركية لضرب إيران والمحاذير التي تضعها واشنطن أمام ضربة عسـكرية «إسرائيلية». وكشفت الصحف «الإسرائيلية» عن اشتداد معارضة رئيس الأركان الجنرال بني غانتس وقائد سلاح الجو الجنرال أمير إيـشل وكذلك قائد شعبة الاستخبارات الجنرال أفيف كوخافي لمثل هذا الهجوم.

وبحسب كبار المراسلين في «إسرائيل» فإن بانيتا الذي يشكل المقطورة الأخيرة في «القطار الجوي» الأميركي لـ«إسرائيل» سيعمد إلى جعل المسألة الإيرانية موضوعه المركزي. ولكن المسألة السورية تحتل مكاناً مركزياً في جدول أعمال جولة بانيتا في المنطقة. وبحسب صحيفة «معاريف» فإن أميركا و«إسرائيل» تخشيان فقدان النظام السوري سيطرته على مخازن السلاح الكيميائي ووقوع هذه الأسلحة بأيدي «القاعدة» أو «حزب الله». وأشارت الصحيفة إلى أنه جرت في الأسابيع الأخيرة حوارات على أعلى المستويات بين «إسرائيل» وأميركا على هذا الصعيد. وسيطلب بانيتا من مضيفيه «الإسرائيليين» التريث وعدم الإقدام على توجيه أي ضربة عسكرية في إيران وتمكين واشنطن من إدارة الأزمة مع طهران عبر وسائل دبلوماسية واقتصادية.

واختلفت التقارير في «إسرائيل» حول ما إذا كان بانيتا سيعرض خططاً أميركية تفصيلية على نتنياهو وباراك أم لا. وقالت «معاريف» إن بانيتا لن يعرض خططاً كهذه ولكنه سيوضح لـ«إسرائيل» قدرات أميركا في مواجهة إيران وتصميمها على منع طهران من امتلاك سلاح نووي. ولكن المراسل السياسي لـ«يديعوت احرونوت» شمعون شيفر أشار إلى أن بانيتا سيعرض خطط العمل الأميركية إلى جانب تحذير واضح: لا تعملوا من طرف واحد، عمل من طرف واحد سيعتبر تجاوزا لن تطيقه الولايات المتحدة وانتم ستتحملون نتائج قراركم.

وأشارت «يديعوت» إلى أن الأميركيين في أحاديثهم مع «الإسرائيليين» يؤكدون أن «إسرائيل» لا تمتلك القدرات العملية التي يمتلكها الجيش الأميركي. وأنه حتى إذا نجحت «إسرائيل» في توجيه ضربة فإنها في أفضل الأحوال تعرقل إيران عاماً أو عاماً ونصف العام وهي لا تساوي شيئاً مقارنة بالنتائج الكارثية لهذه الضربة. وقالت «يديعوت» إن الأميركيين «يستندون إلى ثلاثة مقاييس في تحليلهم للموقف «الإسرائيلي»: رداً على سؤال هل يمكن لـ«إسرائيل» أن تستند الى الشرعية الدولية في عمل أحادي الجانب، الجواب الأميركي هو النفي التام. وبالنسبة للسؤال هل توجد ضرورة للعمل في الأشهر القريبة المقبلة، الجواب الأميركي هو أنه لا يوجد أي سبب يدعو الى العمل في السنة والنصف السنة المقبلة. أما في مسألة هل توجد لدى «إسرائيل» القدرة على العمل وحدها ضد المنشآت النووية في إيران، فان الأميركيين الذين يعرفون الخطط العملية والاستثمار «الإسرائيلي» الهائل فيها، فيعتقدون أن لـ«إسرائيل» بالفعل القدرة على الهجوم في إيران؛ ولكن للوصول الى نتائج معقولة وليس اكثر من ذلك».

وخلصت «يديعوت» إلى أن وزير الدفاع الأميركي وزملاءه في الإدارة يعتقدون أن نتنياهو وباراك يطرحان «حججاً مسيحانية» ويتحدثان عن واجبهما التاريخي للمبادرة قريباً الى الهجوم في إيران. وأشارت إلى أن أوباما لا يتأثر بهذه الحجج، وفي نيته بذل الجهد الذي يتضمن إغراءات وتهديدات: في إطار الإغراءات ستحصل «إسرائيل» تقريباً على كل الوسائل القتالية التي يمكن تصورها. وفي إطار التهديدات الضمنية يوضح الأميركيون لأصحاب القرار في «إسرائيل» بأنهم قد يجدون أنفسهم منعزلين دون أي دعم من جانب الولايات المتحدة، والذي من دونه سيصعب على «إسرائيل» مواجهة ما يسمى «باليوم التالي»، أي الرد الإيراني ضد التجمعات السكانية في «إسرائيل».

ويتحدث الأميركيون علناً عن أنهم يلحظون واقع اعتراض كل من رئيس الأركان وقائد سلاح الجو وقائد الاستخبارات العسكرية «الإسرائيليين»، فضلاً عن رئيس «الموساد» تامير باردو ورئيس «الشاباك» يورام كوهين على فكرة الضربة العسكرية «الإسرائيلية» المنفردة لإيران. ويستذكرون كلام رئيس «الموساد» السابق مئير داغان حول أن «الهجوم لا يوقف المشروع الإيراني» وكلام رئيس الأركان السابق غابي أشكنازي حول «بقاء وقت للعمل الدبلوماسي».

زار «إسرائيل» هذا الشهر كل من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي توم دونيلون والمرشح الرئاسي الجمهوري ميت رومني ووزير الدفاع ليون بانيتا. وأوضحت مصادر سياسية «إسرائيلية» لصحيفة «إسرائيل اليوم» أن «الزيارات هذه ليست فقط لمعانقة «إسرائيل». هناك قلق فعلي في الإدارة الأميركية من تقدم الإيرانيين نحو القنبلة. وطوال الوقت يجري تنسيق استخباري ويفحص موعد انتهاء صلاحية هامش الحصانة الإيراني وتفحص مسألة متى يركب السلاح النووي على الرؤوس الحربية للصواريخ».

وأكدت «إسرائيل اليوم» المقربة من نتنياهو أن «تل أبيب» لا تؤمن بنجاعة العقوبات المفروضة على إيران وأنها تطالب طوال الوقت بأعمال أخرى لا تستبعد العمل العسكري.

من جانبه اعتبر المعلق العسكري لـ«يديعوت» اليكس فيشمان أن «الرقم الدائم» في الخلاف بين «إسرائيل» والولايات المتحدة في مسـألة الـنووي الإيراني هو 20. وقال أنه طالما لم تجتز إيران مستوى العشرين في المائة في تخصيب اليورانيوم، فلا أمل في أن تحظى القيادة السياسية في «إسرائيل» بأي إسناد للهجوم في إيران».

أما رون تيره في «إسرائيل اليوم» فأشار إلى أن «استراتيجية بنيامين نتنياهو تعتمد، أغلب الظن، على واحد من البديلين: هجوم في «إسرائيل» أو تهديد موثوق بهجوم في إيران. لا يمكن المواظبة على البديل الثاني على مدى الزمن. سياسة «أمسكوني» تفقد مصداقيتها إذا استمرت الى ما هو أكثر من فترة محدودة». ورأى أن «علينا ان نفترض بأن الهجوم ينطوي على حرب ضد «حزب الله»، وهذا من شأنه ان يتدهور الى ساحات أخرى».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 34 / 2165903

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165903 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010