الجمعة 3 آب (أغسطس) 2012

بريطانيا تحاول التقريب بين تركيا و«إسرائيل»

الجمعة 3 آب (أغسطس) 2012 par حلمي موسى

تحاول الحكومة البريطانية برئاسة ديفيد كاميرون في الأسابيع الأخيرة إصلاح العلاقة بين «إسرائيل» وتركيا، عبر نقل رسائل بين رئيس حكومتي الدولتين بنيامين نتنياهو ورجب طيب اردوغان.

ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن مصدر «إسرائيلي» رفيع المستوى قوله إن بريطانيا لم تقع بعد على الصيغة الأنسب لتجسير الهوة بين الطرفين بشأن الاعتذار الذي تصر عليه تركيا من «إسرائيل» لقتلها المواطنين الأتراك في سفينة «مرمرة» قبل عامين. ورفضت السفارة البريطانية في «تل أبيب» التعقيب على النبأ، كما فعل الشيء ذاته ديوان رئاسة الحكومة «الإسرائيلية».

وأشارت «هآرتس» إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة بذلتا منذ نشوء الأزمة بين «إسرائيل» وتركيا قبل عامين، جهوداً كبيرة في محاولة لإعادة العلاقة بينهما إلى طبيعتها، أو على الأقل منع المزيد من تدهورها. وذكرت أن هذه الجهود، وخصوصا البريطانية، تعاظمت في الشهور الأخيرة على خلفية الحرب في سوريا وعجز الغرب عن استبدال الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضحت أن هذه المساعي تبذل بالتنسيق مع الإدارة الأميركية.

وترى الحكومة البريطانية، مثل الإدارة الأميركية، أن الأزمة السورية تخلق مصلحة مشتركة لتركيا و«إسرائيل» لإنهاء الأزمة. ويزعمون في واشنطن ولندن أن ترميم العلاقات «الإسرائيلية» ـ التركية سيقود إلى استئناف التنسيق الأمني السياسي بين الجارتين الأهم لسوريا، ما سيساعد في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي في عهد ما بعد الأسد.

وتبين «هآرتس» أن كاميرون اتصل، في 22 تموز الماضي، بنتنياهو. وفي حينه تم الإعلان عن أن الاتصال مرتبط بالعملية ضد السياح «الإسرائيليين» في بلغاريا، وفي الاستعدادات لافتتاح اولمبياد لندن. ولكن الصحيفة تقول إنه أثيرت في المكالمة العلاقات التركية ـ «الإسرائيلية». وأطلع كاميرون رئيس الحكومة «الإسرائيلية» على لقائه الوشيك مع اردوغان أثناء افتتاح الألعاب الأولمبية في لندن. وسأل كاميرون نتنياهو إن كان معنيا بإيصال رسالة لأردوغان، ويبدو أنه تسلم هكذا رسالة تتعلق بصيغة محتملة لحل الأزمة.

وفي 27 تموز التقى كاميرون وأردوغان في مقر الحكومة في لندن. وأشار البيان المشترك، عن اللقاء، إلى أن الطرفين بحثا الوضع في سوريا. كما أثير الموضوع السوري في المؤتمر الصحافي الذي عقداه، ولم تذكر العلاقات مع «إسرائيل» في البيان، لكنها كانت حاضرة في المباحثات.

ويذكر مصدر «إسرائيلي» رفيع المستوى أن المسعى البريطاني لم يحقق اختراقا حتى الآن، ولكن المحاولات مستمرة. ويؤكد هذا المصدر أن اردوغان لا يزال يصر على اعتذار «إسرائيلي» صريح عن قتل النشطاء الأتراك على «مرمرة» ودفع تعويضات لعائلات القتلى والجرحى. ويرفض نتنياهو حتى الآن تقديم اعتذار، أساسا بسبب رفض وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ونائب رئيس الحكومة موشيه يعلون. ويرى يعلون وليبرمان أن مصالح «إسرائيل» وتركيا ليست متماثلة بالضرورة في سوريا، لأن الأتراك يريدون حكما إخوانيا إسلاميا في دمشق قريب من «حزب العدالة والتنمية» التركي.

ويضغط وزير الدفاع إيهود باراك ووزير شؤون الاستخبارات دان ميريدور على نتنياهو لإنهاء الأزمة مع تركيا. ويريان أنه على خلفية الأزمة في سوريا والمنطقة، ثمة حاجة أمنية لـ«إسرائيل» لترميم العلاقات مع أنقرة. ويرى كبار القادة في الجيش والاستخبارات وجوب إنهاء هذه الأزمة.

وبعد يوم من مكالمة كاميرون الهاتفية، التقى نتنياهو بمجموعة من الصحافيين الأتراك في مكتبه. وجلبت وزارة الخارجية «الإسرائيلية» الصحافيين الأتراك ونظمت لهم لقاءات مع القيادة «الإسرائيلية». وتحدث نتنياهو مطولا مع الأتراك حول العلاقات التاريخية بين الدولتين، وأن ««إسرائيل» وتركيا هما دولتان مستقرتان، وأنا أؤمن بالمصالح المشتركة بينهما».

وقال أحد كبار مساعدي نتنياهو للصحافيين الأتراك إن رئيس الحكومة «لا يزال يبحث عن الصيغة السحرية» التي لا تسيء لكرامة أي من الطرفين، موضحا أن «إسرائيل» منفتحة على أية اقتراحات لتجسير الخلاف.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165535

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165535 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010