يصادف اليوم الجمعة (3 آب | أغسطس 2012) الذكرى السنوية الثامنة عشر للمجزرة التي نفذها المستوطن الصهيوني المتطرف «باروخ غولدشتاين» بحق المصلين السجد في صلاة الفجر المشهودة في 15 رمضان المبارك عام 1414هـ، في المسجد الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة.
حيث يستذكر الفلسطينيون في هذا شهر رمضان المبارك هذا العام وككل عام - بقلوب دامية - تلك المجزرة التي ارتكبها المتطرف اليهودي ويحيونها بواقع مرير ومعاناة متفاقمة، يكلله الإصرار الفلسطيني على الحياة على أنقاض الحزن الذي خيّم على المنطقة.
وحصلت المجزرة بتواطؤٍ من جنود جيش الاحتلال الصهيوني عندما مهدوا لاقتحام المسجد الإبراهيمي من قبل المستوطن «غولدشتاين» الذي دخل المسجد بسلاحه تحت سمع وبصر جيش الاحتلال أثناء أداء المصلين لصلاة فجر يوم الجمعة الموافق 25 فبراير 1994، وشرع بإطلاق النيران على المصلين خلال سجودهم، ما أوقع 29 شهيداً ومئات الجرحى.
وبعد اشتباك المصلين مع جنود الاحتلال ومحاولتهم الدفاع عن أنفسهم ارتفع عدد الشهداء ليصل إلى 50 شهيداً ارتقوا داخل المسجد الإبراهيمي بعد تنفيذ المجزرة مباشرة.
وما تزال إفرازات المجزرة تؤّرق المدينة وأحياءها وسكانها الذين يتجاوز عددهم مائتي ألف نسمة، مُحولة حياتهم إلى جحيم لا يطاق بفعل السياسات التهويدية التي أعقبت المجزرة، خاصة في المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل.
وشكلت سلطات الاحتلال بعد المجزرة لجنة «شمغار» اليهودية بموافقة من «سلطة أوسلو»، والتي قضت بتقسيم المسجد (الحرم) واقتطاع جزئه الأكبر للمستوطنين، وتقطيع أوصال المدينة وإغلاق أجزاء كبيرة من أسواقها، ناهيك عن إغلاق شارع الشهداء الذي يعد عصب الحياة الرئيسي للمدينة الى هذه اللحظة.
ويضاف إلى ذلك مواصلة المستوطنين لاعتداءاتهم بحق السكان في المناطق القريبة من البؤر الاستيطانية الجاثمة في قلب المدينة، وعمليات المصادرة والتوسع والحرب المتزامنة التي يشنها جنود الاحتلال، لتمسي أحياء المدينة القديمة أشباحاً يرتع فيها غلاة المستوطنين.
RLS
