السبت 11 آب (أغسطس) 2012

حكاية بيتللو وأخواتها الفلسطينيات...!

السبت 11 آب (أغسطس) 2012 par نواف الزرو

لكل قرية فلسطينية حكايتها التي تحكي ليس فقط نكبتها المفتوحة، وإنما ملاحم صمودها في مواجهة عربدة المستوطنين الصهاينة وجيشهم معاً، ولكل خربة فلسطينية كذلك حكايتها، وحسب احدث التقارير الصادرة عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة واليونيسيف ومنظمات حقوقية الشهر الماضي فقد زادت هذه الاعتداءات بنسبة الثلث بين عامي 2010 و2011، وبما يقارب 150 بالمئة بين عامي 2009 و2011، والأمر مستمر في 2012، وسجل 167 اعتداء في 2009 و312 في 2010 و411 في 2011 حسب الأمم المتحدة. بينما أعلنت منظمة «حاخامون من أجل حقوق الإنسان» «الإسرائيلية» على سبيل المثال: «أن 70 في المئة من حقول الزيتون الفلسطينية الواقعة في مناطق محاذية للجدار والمستوطنات، تعرضت العام الماضي، إما للحرق أو القطع أو تعرض أصحابها للطرد».

ومن ابرز القرى الفلسطينية التي تتعرض للاعتداءات على مدار الساعة، قرية بيتللو غرب رام الله، فيقول اقرب تقرير نشر عن أحوالها: مع الاقتراب أكثر من مستوطنة «نحلئيل» في الضفة الغربية المحتلة، يزداد عدد أشجار الزيتون المرمية على جنبات الطريق بعد قلعها وهي تعود للفلسطينيين سكان بلدة بيتللو المجاورة للمستوطنة،

ميسم عبد الله (50 عاماً) من سكان القرية تروي بعض المشاهد في قريتها: «كانت المرة الأولى في عام 2005 حيث كنا نزرع عندما قدموا إلينا وقالوا لنا: «إن لم تغادروا على الفور لن يكون لديكم أي شجر في الصباح، وفي اليوم التالي وجدنا 60 شجرة زيتون تم اقتلاعها من مكانها»، وتضيف المرأة التي قالت إنها أصيبت بجروح على يد المستوطنين اليهود: «هذا العام اقتلع المستوطنون أكثر من 300 شجرة»، ويقول عبد الله عبد الواحد رئيس المجلس القروي في بيتللو: «نلاحظ كل شهر زيادة في الهجمات مقارنة بالشهر السابق، كاقتلاع أشجار الزيتون ومصادرة الأراضي، ويعثر المزارعون الفلسطينيون بشكل منتظم على تهديدات مكتوبة باللغة العربية تتدلى من الأشجار، تستمد عباراتها في بعض الأحيان من آيات قرآنية، يقولون بأن يهوداً من أصول يمنية يقيمون في مستوطنة «نحلئيل» هم من كتبها»، ويقول الشاب عوض النوباني: «هذه أرضنا وهم سرقوها»، مشيراً إلى الأراضي التي تنتشر عليها قوات الاحتلال، مضيفاً: «وهذه براميل أخذوها منا أيضاً»، في إشارة إلى عبوات كان يستخدمها سكان بيتللو لزراعة النباتات، ويشير صالح درويش وهو مزارع عمره 60 عاماً إنه فقد 18 شجرة زيتون بعد اقتلاعها على أيدي طلاب مدرسة دينية تلمودية في المستوطنة. («أ . ف . ب» 06/08/2012).

وكما بيتللو، كذلك قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، فقد كان أفراد عائلة عويس يلملون يشعرون بالحزن على بقايا الأغصان المحطمة في حقلهم الذي تعرض لإبادة تحت جنح الظلام، كما لو كانوا يشيّعون الأشجار إلى مثواها الأخير، فقد أطاحت مناشير حادة بعشرات أشجار الزيتون في القرية، وبعد ساعات فقط من قيام مستوطنين متطرفين بعملية حصاد واسعة للأشجار فقدت الحبات بريقها، ووسط حقل يقع على مسافة أقل من 500 متر فقط من مستوطنة «عيلي»، «قتلت» أشجار زيتون يقدر عمرها بـ 20 عاماً، واكتشف الفلاحون فعلة المستوطنين في ساعات الصباح عندما وصلوا إلى الحقل لقطف الثمار، وفي احدث عملية قطع للأشجار، دمر المستوطنون نحو 40 شجرة زيتون، حاملة لثمارها ليلاً، دون أن يتم اكتشافهم إلا في ساعات الصباح الباكر، وهو الموعد الذي غالباً ما تتوجه فيه العائلات الفلسطينية إلى الحقول في مثل هذا الوقت من السنة.

وقال احد أفراد أسرة عويس، فيما كان يقف وسط حقله، وسط عدد من أبناء عائلته، انه فقد إحساسه عندما وجد أشجار الزيتون قد سقطت على الأرض وظهرت امرأة قال إنها أمه وسط الحقل تنتحب وترفع كلتا يديها إلى السماء، وأضاف «كان عمرها 20 سنة. أنا زرعتها بكلتا يدي. وعندما جئت إلى هنا في الصباح وجدتها ميتة.. مقطوعة»، وظهرت الأشجار مقطوعة من نهايات سيقانها وقد ذبلت أغصانها وأصبحت حبات الزيتون اقل لمعاناً.

وينسحب هذا المشهد النكبوي أيضاً، على أخوات بيتللو الفلسطينيات، فيقول تقرير حقوقي صدر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في منظمة التحرير: «نهب المستوطنون كميات كبيرة من ثمار الزيتون تحت جنح الظلام في المنطقة الواقعة بين محافظتي قلقيلية ونابلس، حيث تم نهب الثمار من الحقول التي تحاذي بؤرة «حفات جلعاد» حيث تتوسط قرى صرة، وجيت، وفرعتا، واماتين بنابلس».

هي حروب منهجية تشن ضد الوجود العربي في القدس والضفة - ناهيكم عن الوجود العربي في فلسطين المحتلة 48-، وتواجه القرى والخرب الفلسطينية على نحو خاص، مسلسلات لا تتوقف من الاعتداءات عليها وعلى أهلها أطفالاً ونساءً وشيباً وشباناً، وهذه الاعتداءات تتنقل من قرية لقرية، ومن خربة لخربة، ومن منطقة لمنطقة، وكلها في سياق منهجي مبيت، وتتركز الاعتداءات أو الحروب وهو المصطلح الأدق والأكثر صواباً، على القرى والخرب الواقعة في المنطقة التي يسمونها وفق «اتفاقية أوسلو» - (المنطقة ج) - وتشكل مساحتها نحو 60% من مساحة الضفة الغربية، وهي المنطقة التي تتعرض لكل إجراءات التجريف والهدم والتهجير، على طريق إفراغها من أهلها وتركها نهبا للاستيطان والتهويد، وهي المنطقة التي تجمع المؤسسة الأمنية السياسية الصهيونية على بقائها تحت السيادة والسيطرة الصهيونية إلى الأبد.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 41 / 2165505

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165505 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010