الثلاثاء 14 آب (أغسطس) 2012
لعبة الخداع المتبادلة مستمرة.. حتى الانتخابات الأميركية...

«إسرائيل»: واشنطن ستنضم للحرب على إيران

الثلاثاء 14 آب (أغسطس) 2012 par حلمي موسى

في إطار السجال المتنامي في «إسرائيل» حول الهجوم العسكري على المنشآت النووية الإيرانية نشرت صحيفة «معاريف» تقديرات «أميركية» تفيد بأنه إذا ما قررت «تل أبيب» مهاجمة إيران فإن أميركا ستنضم إليها.

ومن الجائز أن مصدر هذه التقديرات مسؤولين «إسرائيليين» في إطار الهجوم المضاد الذي يشنونه على المعارضين الكثر للهجوم العسكري على إيران. وفي هذه الأثناء تحدثت التقديرات «الإسرائيلية» الرسمية عن أن الهجوم على إيران يستجلب حرباً إقليمية تستمر أسابيع عديدة، وتتعرض فيها الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» لعشرات آلاف الصواريخ.

وأشارت «معاريف» إلى أنه ورغم تكرار الإدارة الأميركية معارضتها لأي عمل عسكري «إسرائيلي» ضد إيران في الشهور القريبة، وتشديدها على وجوب انتظار استنفاد العقوبات والتدابير الدبلوماسية، إلا أن هناك آراء أميركية أخرى. وقد وصلت إلى رئاسة الحكومة «الإسرائيلية» رسائل سرية من عدد من الجهات العليا في واشنطن، من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، تفيد بأنه إذا ما هاجمت «إسرائيل» إيران قبل الانتخابات الأميركية في السادس من تشرين الثاني المقبل، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيضطر لإصدار أوامره بالانضمام للحملة العسكرية ضد إيران.

ومن المؤكد أن هذا التقويم هو في الأصل «إسرائيلي»، ولكنه يحاول الإيحاء بأن جهات سياسية عليا (على الأغلب في الكونغرس) تملك مثل هذا التقدير، الذي يعني أن بوسع الدولة العبرية جر الولايات المتحدة للحرب. وبين من يشيعون هذا التقدير مستشارون سياسيون في محيط المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني، وكذلك مسؤولون جمهوريون سابقون وأيضاً مسؤولون ديموقراطيون مقربون من أوباما. وبحسب «معاريف» فإنه وفق هذه التقديرات سيوفر الجيش الأميركي مظلة دفاعية لـ«إسرائيل» ضد الرد الصاروخي الإيراني ومن «حزب الله».

كما أن السفير «الإسرائيلي» لدى الولايات المتحدة مايكل أورن بعث برسائل مشابهة لديوان رئاسة الحكومة «الإسرائيلية» عن فحوى محادثات أجراها في واشنطن. وسمع «إسرائيليون» تقديرات كهذه من كبار المسؤولين في اللوبي اليهودي «إيباك» الذين يقيمون علاقات واسعة مع جهات في الكونغرس والإدارة الأميركية.

وتبين هذه التقديرات أن أوباما لا يمكنه تجاهل الهجوم العسكري «الإسرائيلي» على إيران عشية الانتخابات الأميركية، وبالتأكيد لن يتجاهل رد فعل طهران وحلفائها على الجبهة الداخلية «الإسرائيلية». فمثل هذا التجاهل يخلق فرصة كبيرة لأن يخسر الانتخابات لصالح رومني. وإذا انضم أوباما للدفاع عن «إسرائيل» فإن هذا سيساعده في الفوز بولاية جديدة. وهناك فرضية أخرى ترى أن الناخب الأميركي لن يستبدل رئيساً في زمن الحرب.

وأوضحت «معاريف» أن هذه الرسائل تعالج معضلة مركزية عند كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك، وتتعلق بالموقف الأميركي من الحرب حال شنها. وكل ذلك على أرضية فرضية تعذر أن تعرقل «إسرائيل» لوحدها المشروع النووي الإيراني أكثر من عامين، في حين بوسع الجيش الأميركي عرقلة هذا المشروع زمنا أطول بكثير. ولذلك فإن المشاركة الأميركية في الحرب تعتبر حاسمة.

عموماً تتناقض هذه التقديرات مع أخرى نشرت في الأسابيع الأخيرة، وأشارت إلى أن إدارة أوباما ستفعل كل ما في وسعها لمنع «إسرائيل» من الهجوم على إيران، وأنها لن تهرع للمشاركة في الحرب إذا نشبت بغير رغبة منها. ففي حملة أوباما يعد بإعادة الجنود الأميركيين إلى ديارهم، ولذلك ليس مؤكداً إن كان على استعداد للتورط في حرب أخرى في «الشرق الأوسط».

وفي هذه الأثناء، أشار مراسل القناة العاشرة للتلفزيون «الإسرائيلي» في واشنطن إلى استحالة أن تهاجم «إسرائيل» إيران قبل نهاية أيلول المقبل. وقال إنه في 25 أيلول ستفتتح الدورة السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة، والتي سيشارك فيها أوباما ونتنياهو. وفضلاً عن اللقاء المقرر بينهما والذي سيعقد على الأغلب في 27 أو 28 أيلول، هناك الخطاب الذي سيلقيه نتنياهو بعد ذلك والذي قد يكون «الرسالة الأخيرة» للعالم قبل الهجوم. وإذا ما قررت «إسرائيل» عدم انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية وشن الهجوم أثناء المعركة الرئاسية فإن الهامش المتاح هو في الفترة من مطلع تشرين الأول إلى السادس من تشرين الثاني.

ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن قادة كبار في هيئة أركان الجيش «الإسرائيلي» قولهم إن أشد ما يزعج في الهجوم «الإسرائيلي» على إيران هو ألا يكون الأميركيون شركاء فيه. وذكرت الصحيفة أن من الجلي للجميع أن قصف المنشآت النووية الإيرانية، بمساعدة القدرات غير المحدودة للجيش الأميركي، سيحقق نتائج مغايرة تماما لتلك التي يحققها هجوم «إسرائيلي» منفرد، فللأميركيين قدرات أفضل بكثير من تلك التي لدى «الإسرائيليين»، نوعية الأسلحة وعدد الطائرات والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية والذخائر. وإضافة لذلك هناك القرب بين حاملات الطائرات الأميركية، التي فيها قوة تعادل كل سلاح الجو «الإسرائيلي»، وهو ما يتيح تكرار توجيه الضربات وهو ما تعجز عنه الطائرات «الإسرائيلية» المضطرة لاجتياز 1300 كيلومتر ذهابا أو إيابا.

والأهم في نظر «الإسرائيليين» أن الهجوم «الإسرائيلي» المنفرد سيخلق وضعاً خطراً في «اليوم التالي». إذ أن هجوماً منفرداً سيعزز حوافز الإيرانيين على تسريع برنامجهم النووي لتعويض آثار الضربة. ويعتقدون في هيئة الأركان «الإسرائيلية» أنه لهذا السبب إذا لم يقف الأميركيون إلى جانبهم فمن الأفضل التخلي عن فكرة الضربة.

ويستغرب قادة هيئة الأركان «الإسرائيلية» موقف باراك الذي يوحي بأن الضربة «الإسرائيلية» المنفردة مطلوبة، لأنه لا يثق بأن الأميركيين سيضربون إيران لاحقاً، لكنه في الوقت ذاته يؤكد أن أميركا ستبقى إلى جانب «إسرائيل» بعد الضربة، وستدافع عنها. ويشدد كبار الضباط على الحاجة للتفاهم المسبق مع أميركا حول الضربة، لأن قسماً كبيراً من الذخائر «الإسرائيلية» يعتمد على مخازن السلاح الأميركية الموجودة في «إسرائيل»، ولكن مفاتيحها بأيدي جنود أميركيين. وإذا نشبت حرب إقليمية فإن الدولة العبرية بحاجة لقطار جوي وبحري أميركي لإعادة تعبئة مخازن الذخائر «الإسرائيلية». فـ«إسرائيل» اضطرت لهكذا وضع حتى في حرب لبنان الثانية، وليس من الواضح كيف سيتعامل الأميركيون وبأي سرعة.

وقد تساءل ألوف بن في «هآرتس» عما إذا كان الأميركيون يؤمنون بأن نتنياهو يخادع في حديثه عن الحرب ضد إيران. وبعد أن عدد مظاهر التجاهل الأميركي لتهديدات نتنياهو بالحرب كتب «يصعب على الأميركيين والأوروبيين الظهور بمظهر المدافع عن المشروع النووي الإيراني ضد عملية «إسرائيلية»، ولكن يمكنهم أن يُظهروا نشاطاً دبلوماسياً، فيُغرقوا «إسرائيل» وإيران بالزيارات، وامتناعهم يفيد بأنهم يشجعون بالصمت نتنياهو على الهجوم. فهل ربما ببساطة يعتقدون بأن نتنياهو يخدع، ومثلما لم يصدقوا تصريحاته عن الدولة الفلسطينية، يعتقدون بأن أحاديثه الحربية أيضاً هي أحبولة فارغة؟ هل استخفافهم برئيس الوزراء يستحق المخاطرة في أن يفي نتنياهو بكلمته فيهاجم؟».

ونشر التلفزيون «الإسرائيلي» تقديرات «القيادة السياسية» لسيناريوهات الحرب المقبلة. وأشارت التقديرات إلى أن الهجوم على إيران سيجلب حرباً إقليمية تمتد بضعة أسابيع وستتعرض فيها «إسرائيل» لهجمات صاروخية بعشرات الألوف. وتتحدث التقديرات عن سقوط ما لا يقل عن ألف صاروخ يومياً، بعضها ذي قدرات تدميرية كبيرة في كل أرجاء «إسرائيل»، ولكن الخسائر في الأرواح لن تتعدى 500 شخص.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 64 / 2177688

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

32 من الزوار الآن

2177688 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40