حدث ذلك في القدس المحتلة الخميس الماضي 16/8/2012، حيث قام عشرات الشبان اليهود بتنفيذ «لينش - مذبحة جماعية» في ثلاثة شبان فلسطينيين من القدس، ما أدى الى إصابة أحدهم بإصابات بالغة نقل على إثرها الى مستشفى هداسا - عين كارم لتلقي العلاج، وقالت صحيفة «هآرتس»: «ان عشرات الشبان اليهود التفوا حول الفلسطينيين الثلاثة وانهالوا عليهم بالضرب وسط صرخات «الموت للعرب» وعندما سقط أحدهم أرضاً من الضربات واصلوا ركله وضربه، حتى فقد الوعي وعندما وصل طاقم الإنقاذ كان المصاب بدون نبض وفاقداً للنفس ما اضطرهم لإجراء عمليات إنعاش متواصلة له قبل نقله الى المستشفى لمواصلة العلاج».
وبدون أي ندم، بل وبافتخار، اعترف (أ) وهو احد المعتدين على الشاب جمال الجولاني، وعمره 14.5 سنة بالمشاركة بالفعلة، بل وحاول تفسيرها : «هو عربي... يستحق الموت، لو كان هذا منوطاً بي، لقتلته».
وقال (أ) في المحكمة - كما توثق «يديعوت» 21/08/2012: «كان هناك 40 - 50 شخصاً كلهم ضربوه»، و«تلقى ضربات، فليتلق ضربات حتى النهاية وليمت، لو امسكوا به لضربته أكثر، من الأفضل أن يموت، فهو عربي، فليمت».
وفي اليوم ذاته هاجمت مجموعة من الإرهابيين اليهود سيارة أجرة فلسطينية قرب مجمع مستوطنات «غوش عصيون» جنوب بيت لحم بالقنابل الحارقة، ليحترق في داخلها ستة مواطنين فلسطينيين من قرية نحالين غرب بيت لحم، بينهم ثلاثة أطفال أصيبوا بحروق ما بين متوسطة وخطيرة، وهم: السائق بسام محمود عيسى غياظة (48 سنة)، والشاب أيمن محمد مصطفى غياظة (36 سنة) وهو رب الأسرة، بحروق خطيرة جداً، كما أصيبت زوجته وتدعى جميلة عبد الحي غياظة (30 عاماً)، وأطفاله الثلاثة وهم إيمان (4 سنوات)، ومحمد (3 سنوات)، وإنعام سنتان، بحروق ما بين خطيرة ومتوسطة، وقد استدعى هذا الاعتداء - ولأول مرة - شجباً أمريكياً قاسياً، وكذلك انتقاداً شديداً من الجنرال احتياط موشيه يعلون.
وفي هذا السياق الإرهابي العنصري الصهيوني، نستحضر كذلك بعض الاعتداءات التي وقعت في الآونة الأخيرة ، ففي الثالث والعشرين من شباط 2011، أقدم أربعة من المستعمرين اليهود تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً، على طعن الشاب المقدسي الشهيد حسام الرويضي من سكان سلوان حتى الموت، وقال احدهم لأمه: أمي لقد طاب لي أن اقتل عربياً..!
بل إنهم يتدربون في الجيش على قتل العربي، فتحدثت مصادر صهيونية عن «إجراءات جديدة للجيش «الإسرائيلي»، تندرج ضمن ما أسموه «رفع معنويات الجنود» تشجع على قتل الفلسطينيين»، وتوضع بموجب ذلك على كل دبابة تقتل عربياً علامة «اكس»، وشرع سلاح المدرعات بتطبيق هذه الإجراءات تحت عنوان «خلق روح المنافسة»، وبحسب «يديعوت احرونوت» فان هذه الإجراءات متبعة منذ فترة لدى سلاحي الجو والمشاة وادخلها مؤخراً قائد لواء المدرعات، قبل مغادرة منصبه، عيتاب شيلو، الى سلاح المدرعات.
وكشف تقرير صحافي عبري أن وحدة ما تسمى «حرس الحدود» التابعة لشرطة الاحتلال أقامت مشروعاً أطلقت عليه اسم «شبيبة حرس الحدود» وجندت من خلاله فتية يهوداً من تلاميذ المدارس في المستوطنات وسلحتهم ببنادق أوتوماتيكية من طراز «إم 16» وألقت عليهم مهمات مثل ملاحقة وطرد الفلسطينيين وتفتيشهم على الحواجز، وذكرت صحيفة «هآرتس»: «أن 36 فتى وفتاة في أعمار 16 - 18 عاماً يشاركون في مشروع «شبيبة حرس الحدود» ويقضون ساعات فراغهم في إلقاء القبض على عمال فلسطينيين يتم وصفهم بـ «المتواجدين غير القانونيين» في المناطق القريبة من المستوطنات الواقعة شمال مدينتي القدس ورام الله، حيث يبيت العمال أحياناً في مواقع ورشات البناء».
وهكذا، ما ذكر أعلاه إنما هو غيض من فيض هائل من الإرهاب الصهيوني المنفلت ضد الفلسطينيين، فوفق الشهادات والوثائق المختلفة وهي متراكمة، فالعنصرية هي السمة المميزة للصهيونية، وقد يقول الكثيرون هنا ما لنا وما لهذه الحكاية العنصرية الصهيونية فهي معروفة..؟! ولكن التوثيق يقتضي الإشارة الى تلك الظاهرة التي تضرب المجتمع الصهيوني منذ احتلالهم لفلسطين، فأصبحت حالياً وباءً فيروسياً ومشكلة ضخمة تجتاح المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة في ذلك المجتمع، حيث تتصاعد وتتكرس العنصرية الفاشية المتفشية بين الطلبة يوماً بعد آخر ضد العرب، بل أخذت ترتفع الأصوات بتدمير الدول العربية.
RLS
