الثلاثاء 28 آب (أغسطس) 2012
«معهد الأمن القومي» يحذر من إقدام نصر الله على إشعال حرب إقليمية...

نتنياهو يُهدد لبنان في حال قيام «حزب الله» باستفزاز «إسرائيل»

الثلاثاء 28 آب (أغسطس) 2012 par زهير أندراوس

يُواصل قادة الدولة العبرية من المستويين السياسي والأمني بتوجيه التهديدات باستهداف لبنان وتدميرها، في حال نشوب مواجهة جديدة مع «حزب الله»، وفي هذا السياق، وعلى خلفية تدهور الأوضاع الأمنية في سورية، وعدم وضوح مستقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، وفي ظل التحضيرات لهجوم «إسرائيلي» محتمل لتدمير البرنامج النووي الإيراني.

وكشفت صحيفة «هآرتس» العبرية في عددها الصادر أمس الاثنين النقاب عن أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، بنيامين نتنياهو، انضم رسمياً إلى جوقة المهددين للبنان، حيث قال المراسل للشؤون السياسية في الصحيفة، باراك رافيد، نقلاً عن مصادر مقربة جداً من محيط نتنياهو، إن الأخير قام مؤخراً بتوجيه رسالة شديدة اللهجة إلى الدولة اللبنانية بواسطة دبلوماسي غربي، لم يُكشف النقاب عن اسمه، وجاء في الرسالة، بحسب المصادر عينها، أن الدولة العبرية سترد على أي استفزاز من جانب «حزب الله» وأن دولة لبنان ستدفع الثمن، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» وجه الرسالة المذكورة خلال اجتماعه مع الدبلوماسي الغربي، الذي زار الدولة العبرية قبل عدة أسابيع، حيث أكد له أن «إسرائيل» سترى بالدولة اللبنانية مسؤولة عن كل ما يحدث على أرضيها، وبالتالي ستتحمل المسؤولية كاملةً، على حد تعبيره.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤول سياسي رفيع المستوى في «تل أبيب» قوله إن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» أوضح للدبلوماسي الغربي، خلال الاجتماع بينهما، أن «إسرائيل» ترى بـ«حزب الله» جزءاً من الحكومة اللبنانية، ولذلك فإنه في حال هاجم «حزب الله» «إسرائيل» فإن الجيش «الإسرائيلي» سيرد بقوة شديدة ولن يميز بين «حزب الله» ودولة لبنان التي يعمل من أراضيها، ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو لم يدخل في التفاصيل، لكن أقواله تعني أنه في أية مواجهة بين «إسرائيل» و«حزب الله» في المستقبل سيهاجم الجيش «الإسرائيلي» أهدافاً وبنى تحتية في لبنان مثل محطات توليد الكهرباء وموانئ ومطارات ومباني حكومية وليس فقط أهدافا تابعة لـ«حزب الله».

وساقت الصحيفة قائلةً إن رسالة التهديد هذه تأتي في الوقت الذي تستعد فيه «إسرائيل» لمواجهة عدة سيناريوهات قد تتطور إلى مواجهة مع «حزب الله».

وبحسبها، فإن السيناريو الأول يتعلق بمحاولة «حزب الله»، على خلفية احتمال سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، أن ينقل من سورية إلى لبنان أسلحة كيماوية وصواريخ «أرض-أرض» وصواريخ مضادة للطائرات، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن في حكومته، إيهود باراك، كانا قد أعلنا قبل عدة أشهر بأن الدولة العبرية تدرس استهداف شحنات أسلحة كهذه لمنع وصولها إلى أيدي «حزب الله»، لافتةً إلى أنه وفق تقديرات الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية»، فإن الضربة «الإسرائيلية» لشحنات الأسلحة المفترضة من سورية إلى «حزب الله»، ستدفع الأخير إلى قصف الدولة العبرية بالصواريخ، خصوصاً وأنه وفق تقديرات المخابرات «الإسرائيلية» فإن ترسانة «حزب الله» العسكرية تشمل 60 ألف صاروخ، القادرة على إحداث أضرار واسعة النطاق في «إسرائيل»، لأنها متطورة جداً ودقيقة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، قالت المصادر الأمنية في «تل أبيب« إن «حزب الله» قام بنشر الصواريخ والمقذوفات في أكثر من 160 قرية لبنانية في الجنوب، وخبأها تحت الأرض، الأمر الذي يجعل من الصعب استهدافها، كما لفتت المصادر إلى تهديدات قائد اللواء الشمالي في الجيش «الإسرائيلي»، الجنرال يائير غولان، الذي هدد مؤخراً باستهداف كل لبنان في حال نشوب حرب مع «حزب الله». أما في ما يتعلق بالسيناريو الثاني، أضافت صحيفة «هآرتس»، فإنه يتحدث عن ضربة «إسرائيلية» أو أمريكية محتملة للبرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي سيدفع «حزب الله» إلى تنفيذ أوامر الحرس الثوري الإيراني وإطلاق الصواريخ باتجاه العمق «الإسرائيلي»، بما في ذلك، إطلاق صواريخ باتجاه «تل أبيب» ومنطقة وسط «إسرائيل» كلها، والتي تُعتبر عصب الدولة العبرية.

في السياق ذاته، قال موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن صناع القرار في «تل أبيب» أدركوا أن الخطر الأكبر في حالة وقوع هجوم ضد إيران ليس بالضرورة سيكون صواريخ إيران بعيدة المدى، وإنما عشرات آلاف الصواريخ والقذائف التي يحتفظ بها «حزب الله» على الحدود الشمالية، ونقل الموقع عن مسؤولين سياسيين رفيعي المستوى في «تل أبيب» قولهم إن «حزب الله» هو الذراع الطويل لإيران، وبلا شك فإنه من المتوقع أن يطلق النار على «إسرائيل» بآلاف من الصواريخ، وباستطاعته تغطية «إسرائيل» بآلاف من الصواريخ وبنطاقات مختلفة.

يشار إلى أنه وفقاً للتقديرات «الإسرائيلية» فإن «حزب الله» يمتلك صواريخ «سكود» يمكن أنْ تصل إلى مسافات واسعة، ومع ذلك، فإن الجيش «الإسرائيلي» حدد بنك أهداف كبير في لبنان، مصمم لتمكين سلاح الجو من ضرب منصات الصواريخ بعيدة المدى. وبحسب دراسة لـ«مركز أبحاث الأمن القومي» في «تل أبيب»، فإنه وفقاً لتقديرات المخابرات «الإسرائيلية» فإن ترسانة «حزب الله» العسكرية تشمل 60 ألف صاروخ، القادرة على إحداث أضرار واسعة النطاق في «إسرائيل»، لأنها متطورة جداً ودقيقة للغاية.

بالإضافة إلى ذلك، قالت الدراسة، إن «حزب الله» قام بنشر الصواريخ والمقذوفات في أكثر من 160 قرية لبنانية في الجنوب، وخبأها تحت الأرض، الأمر الذي يجعل من الصعب استهدافها، ولكن، أضافت الدراسة، على الرغم من تصريحات نصر الله بأنه ماضٍ في الاستعداد للمواجهة القادمة مع «إسرائيل»، فإن السواد الأعظم من المواطنين اللبنانيين يتحفظون من جولة حرب أخرى.

وخلصت الدراسة إلى القول إنه على الرغم من تحفظات اللبنانيين وعلى الرغم من التقديرات «الإسرائيلية» بأن «حزب الله» لن يُقدم على مواجهة أخرى وجديدة مع الدولة العبرية بسبب الثمن الباهظ الذي سيدفعه لبنان، فإن اعتماده الكلي على إيران، وتدخل ضباط الحرس الثوري الإيراني في الجناح العسكري للحزب، لن يتركا للأمين العام للحزب مفراً، وعندما سيتلقى الأمر من طهران، بمهاجمة «إسرائيل» فإنه سيفعل ذلك، وبالتالي فإنه من غير المستبعد بالمرة أن يقود نصر الله المنطقة برمتها إلى حرب شاملة، ستكون نتائجها مدمرة وغير متوقعة للبنان وللبنانيين، كما صرح في مرات عديدة الكثير من المسؤولين الأمنيين والسياسيين «الإسرائيليين»، كما زعمت الدراسة أن الشعب اللبناني ربات رهينة لـ«حزب الله»، الذي يُمثل الأهداف الإيرانية والسورية ويعمل على تحقيقها، على حد تعبيرها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2165340

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165340 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010