التقدير السنوي للاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية»: نواجه محيطاً إقليمياً أكثر توتراً وأشد إسلامية

وخلافاً للتقديرات التي سادت في السنوات الأخيرة، والتي كانت تتحدث عن استبعاد احتمالات الحرب، حذر كوخافي من أن التغييرات في «الشرق الأوسط» قد تقود إلى الحرب. وكان رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو قد هدد لبنان بحرب مدمرة إذا أقدم «حزب الله» على استفزاز «إسرائيل».

وأشار كوخافي، في تقديره السنوي الذي سلمه إلى رئيس الأركان الجنرال بني غانتس، إلى أن «الشرق الأوسط» أصبح أقل استقراراً وأكثر إسلامية. وأضاف «إننا نقدر أن دولة «إسرائيل» ستواجه في العام المقبل محيطاً إقليمياً غير مستقر، متوتر، وأشد إسلامية من السابق، وهي تتعاطى مع سلسلة أزمات، إقليمية وداخلية، ترفع منسوب الحساسية لدى كل اللاعبين، وقد تقود، حتى من دون تخطيط مسبق، إلى اشتعال الوضع».

وفي مستهل كلامه، أشار كوخافي إلى أن «تقدير الاستخبارات السنوي المعروض أمامكم اليوم هو ثمرة سيرورة طويلة، أساسية وشاملة لجمع المعلومات، وتحليلها ودراستها. وهذه السيرورة تقودها وحدة الأبحاث، وتستند إلى مجمل المنظومات وقدرات جمع المعلومات القائمة في شعبة الاستخبارات، وتلك التي تطورت في خلال العام الأخير».

ويهدف التقدير السنوي الذي يعرض أمام القيادة العليا للجيش «الإسرائيلي» أولاً، ثم القيادة السياسية، إلى تحديد وجهة المخاطر والتحديات المحيطة بالدولة العبرية. وغالباً ما يخدم التقدير في صياغة الخطط الاقتصادية والعسكرية والديبلوماسية. وكما سلف فإن الاستخبارات تعاملت مع العقدين الأخيرين على أنهما وفرا لـ«إسرائيل» نافذة فرص للتطور، لأنها في الغالب كانت تشير إلى تدني احتمالات الحرب الشاملة. ولم يتوقع التقدير السنوي «الإسرائيلي»، في العام الماضي، التحولات الكبيرة التي جرت في المنطقة. وواضح أن الإشارة إلى احتمالات الحرب تخدم الزيادات التي يريدها الجيش على ميزانيته، في ظل تزايد الحديث عن تقليص الميزانية العامة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي.

وفي هذا السياق، ثمة أهمية لتطورين في «إسرائيل»، أحدهما يتعلق بمناقشة «هيئة التسعة» الخطر الذي يواجه «إسرائيل» في شبه جزيرة سيناء، وهو خطر مستجد، والثاني تهديد نتنياهو للبنان. وقد اجتمعت «هيئة التسعة»، وهي الهيئة الأمنية السياسية الأعلى في الحكومة «الإسرائيلية»، للبحث في طريقة تعامل مصر مع الخطر «الإرهابي» في سيناء. ودعا قسم من الوزراء إلى عدم كبح النفس أمام إدخال مصر لقوات مدرعة إلى سيناء، في حين شدد آخرون على أن ذلك تم من أجل دحر الإرهاب الذي لـ«إسرائيل» مصلحة في هزيمته.

وقد حضر الاجتماع رئيس الأركان الجنرال غانتس. وتمت الإشارة إلى أن الخطوات المصرية في سيناء غير كافية، وأن مصر لم تعد تولي بما فيه الكفاية اهتماماً بحدودها مع كل من السودان وليبيا. ورأى وزراء أن إهمال الحدود مع هذين البلدين هو ما سهل انتقال المعركة إلى سيناء على حدود «إسرائيل». عموما أشار الوزراء إلى المعضلة التي يرون فيها الموقف «الإسرائيلي» اللازم إزاء ما يجري في سيناء.

ومن ناحية ثانية، وعلى خلفية تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا، أطلق نتنياهو تهديداً جديداً تجاه لبنان، قال فيه أن «إسرائيل» سترد على كل استفزاز من جانب «حزب الله». وذكرت «هآرتس» أن هذا التهديد بعثه نتنياهو إلى لبنان عبر دبلوماسي غربي رفيع المستوى التقاه قبل بضعة أسابيع في القدس المحتلة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول «إسرائيلي» اطلع على أمر اللقاء بين الدبلوماسي الغربي ونتنياهو قوله إن رئيس الحكومة «الإسرائيلية» أوضح أن «إسرائيل» ترى في «حزب الله» جزءاً من الحكم اللبناني، وبناء عليه إذا هاجم الحزب «إسرائيل» فإن الجيش سيرد بشدة، ولن يميز بين «حزب الله» والدولة اللبنانية التي يعمل على أراضيها. وقال «من ناحيتنا حكومة لبنان هي المسؤولة عن كل ما يجري على أراضيها».