الجمعة 31 آب (أغسطس) 2012
وبدا الاحتفال وكأن نصراً تم تحقيقه للسنة ضد الشيعة!

مرسي يعيد الزمن إلى الوراء من السب على المنابر إلى «الترضي»

الجمعة 31 آب (أغسطس) 2012

احتفل كثير من مناصري الرئيس المصري محمد مرسي بترضيه على الخلفاء الراشدين في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر عدم الانحياز المنعقد في طهران.

وبدا الاحتفال وكأن نصرا تم تحقيقه للسنة ضد الشيعة مما يستدعي عرض حقائق تاريخية عن موضوع السب والتكفير في العالم الإسلامي.

ويذكر أن إيران، ممثلة بمرشد الثورة علي خامنئي، قد منعت سب الخلفاء بفتوى، وقبلها أمر الخميني بإقامة صلاة مشتركة بين الشيعة والسُنّة، ولا يمكن لهذه الصلاة أن تقام بلا تحريم أو تجنب سب الصحابة، وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدون الثلاثة. وإن قضية السب عند متعصبي الشيعة، والتكفير عند متعصبي السنة، نشطت بعد المواجهات الطائفية، حتى أخذت تتبناها فضائيات تثير بها عوام المذهبين.

تاريخيا بدأ السب على المنابر لغرض سياسي واستمر للغرض نفسه، لكن تحول تدريجياً إلى تقاليد مذهبية ونوازع شخصية، مع أنه ذو منشأ سياسي. كان العام 40 من الهجرة عاماً فاصلاً في تاريخ الإسلام، وهو سقوط الخلافة الراشدة التي تولاها أربعة خلفاء، ثلاثة منهم لقوا حتفهم اغتيالاً وقتلاً: عمر وعثمان وعلي.

أما الحسن بن علي، الذي اتفق المسلمون على ولايته بعد قتل والده، فصالح معاوية بن أبي سفيان وأنهى حرباً بين أهل الشَّام وأهل العراق دامت لسنوات.

لكن ما أبدعه معاوية بن أبي سفيان هو السب من على أعواد المنابر، ولا تبدأ خطبة في آفاق الدولة الإسلامية، إلا بسب علي والعلويين جميعاً، مع الصلاة على محمد، واتخذت كنية أبي تراب، التي قيل إنها كنية كنّاه بها النبي عندما وجده متوسداً التراب، ككنية تشنيع وحط من شخصيته. مع أن الترابيين ظلت على مدى التاريخ يوصف بها المتواضعون والزاهدون عادة، فليس هناك أكثر مِن التراب تواضعاً.

كان محبو علي بن أبي طالب يسمعون سب صاحبهم، بل إن البراءة منه تتم بالسب، ويبدو أن هذا الأمر استخدمه معاوية بدمشق خلال صراعه مع علي، ويفهم هذا من قول علي بن أبي طالب لأصحابه، في واحدة مِن خطبه: في السبِ سبوني وفي البراءة لا تتبرؤون مني.

يبدو أن هذا السب الذي استمر نحو نصف قرن من الزمان، أي من السنة 40 إلى 99 وهو العام الذي تولى فيه عمر بن عبد العزيز الخلافة، فأوقف السب، لهذا يُقدّر أتباع علي ومحبوه مِن شيعة وسُنة هذا الفعل، إضافة إلى أن الرجل عُرف بزهده وعدله، لهذا ضُم اسمه إلى الخلفاء الراشدين، فاعتبر الخليفة الخامس، وإن جاء ذلك في حديث نبوي، لكن أحد رواته هو الفقيه المعروف سفيان الثوري، لذا نقول «إن هذا الفقيه هو الذي أشاع هذه التسمية لعمر بن عبد العزيز كخليفة راشدي خامس».

ويبدو أن إحدى أسباب رفعة منزلة علي بن أبي طالب وآله، إلى مصاف التقديس، هو ردة فعل على السَّب والشَّتم، وفي أكثر الأحوال أن السلطة عندما تعادي شخصا ما وتحاربه في حياته ومماته، وهي غير عادلة، تلفت النظر إليه وتثير الإعجاب به. ظل السب متبادلا لكن بشكل غير رسمي، وقد حاول الخليفة العباسي إعلان سب معاوية، ورده عن ذلك أحد القضاة، ثم حاولها المعتضد بالله وكذلك رده أحد الفقهاء، ولم يعلن السب المضادة رسمياً إلا في العهد الصفوي بإيران.

فكان سب الخلفاء الراشدين الثلاثة، وعلى الأكثر الإثنين، واحدا من مكملات المذهب الرسمي الجديد، وهو الشيعي، الذي اتخذه الصفويون لمقارعة العثمانيين السنيين. وقد يسأل سائل لماذا لم يشتم الصفويون معاوية مثلاً لماذا الراشدي؟! على أغلب الظن أنهم مقتنعون أن سب معاوية لا يثير معسكر السنة، أي العثمانيين، ولا يُلفت النظر، إضافة أنه لم يكن معادلا لشخصية علي بن أبي طالب.

على أية حال، صار السب يقابل التكفير، فالشيعة يسبون والسنة يكفرون، هذا ما يجري بين السلفيين منهما أو المتعصبين، وقد حاول وما زال يحاول عقلاء الطرفين وقف السب ومنع التكفير، فالقضية واحدة من أضغاث الماضي، التي تسفك الدماء بسببها وتوقد الكراهيات. فمتى يتحقق للمسلمين: لا سب ولا تكفير؟!

[rouge]-[/rouge] [bleu]المصدر : موقع «ميدل ايست أونلاين» الالكتروني | لندن.[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2178079

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178079 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40