الاثنين 3 أيلول (سبتمبر) 2012

هل اكتشف الطيراوي ألاعيب ليبرمان؟

الاثنين 3 أيلول (سبتمبر) 2012 par د. فايز أبو شمالة

ماذا يريد «ليبرمان» من محمود عبّاس؟ لماذا يشن هذا اليهودي المتطرف الهجوم تلو الهجوم، ويتوعد عبّاس بمصير مشؤوم؟ سؤال يحير العقلاء! لماذا يصر ليبرمان على وصف عبّاس بالإرهابي السياسي، بينما عبّاس لم يدخر جهداً في التعاون الأمني مع «الإسرائيليين» إلى أبعد مدى؟! وعبّاس لم يرفع عصاً على جنود الاحتلال «الإسرائيلي»، وعبّاس يكرر في كل صباح أن خياره الوحيد هو المفاوضات مع المحتلين وليس مقاومتهم! وهل كان يحلم ليبرمان هو وأجداده السياسيون اليهود، أن يجدوا في منامهم شخصية فلسطينية مثل شخصية محمود عبّاس، تعادي المقاومة علانية! وتداري تهويد القدس بدعوة المسلمين إلى زيارتها! وتغطي على التمدد الاستيطاني؛ بوضع شرط وقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات؟!

ويبقى السؤال قائماً: لماذا يهاجم ليبرمان محمود عبّاس؟ بل يهاجم وزير حكومة رام الله رياض المالكي، وهو المعروف بعشقه لقاءات «الإسرائيليين»، والحديث معهم عن التعايش والأخوة الإنسانية؟ لماذا يهاجم ليبرمان رياض المالكي الذي ألقى عشرات المحاضرات السياسية في أوساط اليهود عن مستقبل المنطقة المزدهر تحت ظلال السلام؟ وهل فاضت عدوانية ليبرمان إلى حد عدم التمييز بين الصديق والعدو أم توفر له بديل سياسي فلسطيني، أبدى استعداده سراً لأن يقود المرحلة القادمة، ويقدم إلى «الإسرائيليين» أكثر بكثير مما يقدمه محمود عبّاس ورياض المالكي؟ وهل يهاجم ليبرمان عبّاس والمالكي لرغبة خاصة حزبية في نفس يعقوب، ولاسيما أن التطرف قد صار سلعة استهلاكية في أوساط المتدينين اليهود؟ وهل نفهم من ذلك أن كل تنازلات محمود عبّاس السياسية لا ترتقي إلى أدنى أطماع اليهود المتطرفين؟ وماذا يريد هؤلاء المتطرفون من القادة الفلسطينيين أكثر من ذبح المقاومة، والوقوف بعيداً على أبواب الأمم المتحدة، وتوسل الاعتراف بدولة على الورق بعد استئناف المفاوضات، وبعد غض الطرف عن توسع المستوطنات؟ ماذا يطلب أولئك المتطرفون اليهود، وماذا يوقف أطماعهم؟ أو ما الذي يشبعهم، ويرضيهم، ويجعلهم يبتسمون في وجه القيادة الفلسطينية الأزلية؟

ويبقى السؤال قائماً، رغم حديث عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» توفيق الطيراوي الذي اتهم وزير خارجية حكومة رام الله رياض المالكي بأنه يتساوق مع السياسية الأمريكية و«الإسرائيلية»، فيما يتعلق بالطلب الفلسطيني من الأمم المتحدة بمنح فلسطين عضوية فيها!

فما هذا التناقض؟ وكيف يلتقي ليبرمان اليهودي العنصري مع القيادي الفلسطيني توفيق الطيراوي، ويتفقان على مهاجمة رياض المالكي حتى وإن كان الهجوم من زاويتين مختلفتين! ففي الوقت الذي شبه ليبرمان رياض المالكي بوزير الإعلام النازي «غوبلز»، واعتبره خطراً على «إسرائيل»، أكد توفيق الطيراوي في بيان صحفي أن إعلان المالكي تأجيل السلطة الفلسطينية تقديم طلب العضوية في الأمم المتحدة، يعدٌ استخفافاً بعقل المواطن الفلسطيني أولاً، وبحقه الاستراتيجي الذي دافع عنه بالدم والنفس ثانياً. وليس مسموحاً للمالكي أن يخرج بموقف كهذا دون أن تقرره القيادة من خلال أطرها الرسمية، ومضى الطيراوي يقول: «إن تصريح المالكي يسيء بكل الأشكال للقيادة الفلسطينية ومصداقيتها أمام شعبها، ويتساوق مع الطلب الأمريكي «الإسرائيلي» بعدم توجه فلسطين إلى الأمم المتحدة»!.

ويبقى السؤال قائماً: ماذا يهدف ليبرمان من هجومه على عبّاس والمالكي؟ أو ماذا يهدف توفيق الطيراوي من هجومه العلني على المالكي؟ هل أراد الكشف عن بعض ألاعيب ليبرمان السياسية، ومحاولاته تلميع صورة المالكي، وإلباسه الثوب المزركش بالوطنية؟! إن كان ذلك كذلك، فهل ينطبق على محمود عبّاس ما ينطبق على رياض المالكي؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 48 / 2179021

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

45 من الزوار الآن

2179021 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40