الثلاثاء 4 أيلول (سبتمبر) 2012
الخارجية الأمريكية تفرج عن وثائق 1973....

«إسرائيل» كانت مستعدة لانسحاب سريع في حرب أكتوبر

الثلاثاء 4 أيلول (سبتمبر) 2012

أظهرت الوثائق السرية التي أفرجت عنها إدارة الوثائق بوزارة الخارجية الأمريكية في مجلد ضخم تفاصيل محاضر اجتماعات وزير الخارجية آنذاك هنري كيسنجر مع كبار المسؤولين حول الصراع العربي «الإسرائيلي»، بداية من مفاوضات فصل القوات على الجبهتين المصرية والسورية. وكشفت الوثائق الدور التاريخي الذي لعبه كيسنجر وصب في مصلحة «إسرائيل».

القراءة المبدئية في صفحات المجلد الرقم 26 الذي يحتوي على 1100 صفحة، والذي حصلت «الخليج» على نسخة منه، توضح أن «إسرائيل» كانت مستعدة لانسحاب سريع، كما توضع اعتراف كيسنجر في أحد الاجتماعات بأن «إسرائيل» خسرت حرب 1973 بسبب إستراتيجيتها التقليدية غير المحدثة، والتي كانت تعتمد على الانتصار في حرب على جبهة واحدة وليس على جبهتين، وقال إنه أبلغ «إسرائيليين» يوم 6 أكتوبر/ تشرين الأول بأن تكتيكاتهم فاشلة، إلا أنه حاول في الوقت نفسه لوم الولايات المتحدة ضمناً عن هزيمتها بقوله في أحد الاجتماعات بعد بدء الحرب بأسبوعين إن «إسرائيل» لم تبادر بالهجوم لأن الولايات المتحدة كانت على مدى السنوات الأربع السابقة للحرب تحضها على الاعتماد على التحركات الدبلوماسية وبالتالي، والكلام لكسينجر، كان لديها اعتقاد بأن العرب ضعفاء جداً.

هذا التوثيق يرد ربما للمرة الأولى على ما دأبت «إسرائيل» عليه منذ حرب أكتوبر وربما حتى الآن، من ترديد مزاعم بأنها كانت قد حصلت على معلومات حول اعتزام المصريين شن حرب عليها، ولكنها امتنعت عن المبادرة بالحرب لأن أمريكا منعتها.

الأمر الأهم الذي تظهره هذه الوثيقة الجديدة هو إلقاء الضوء على الدور الخطير الذي قام به كيسنجر لمصلحة «إسرائيل»، إذ تذكر أنه في الوقت الذي كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون متفقاً مع وزير خارجيته كيسنجر على أن «إسرائيل» يمكن أن تهزم العرب بمساعدة أمريكا، فإن نيكسون مع ذلك وعقب الحرب كانت لديه قناعة بأنها لن تقدر على الحرب مرة ثانية، وتظهر الوثائق كيف قال كيسنجر إن «إسرائيل» عليها تقوية موقفها باستخدام الدبلوماسية وليس فقط بالوسائل العسكرية وانه «إذا ما استطعنا منع استمرار الحرب فمن الممكن قلب الوضع، وبدلاً من المواجهة يمكن التوصل إلى حل».

وتظهر القراءة المبدئية أيضاً كيف كانت «إسرائيل» وقتها مستعدة للانسحاب السريع وكيف تدخل كيسنجر طالباً التمهل ونجح بالفعل عن طريق سياسة ابتدعها وسماها سياسة «الخطوة خطوة» في شراء الوقت لمصلحة «إسرائيل» التي لم تنسحب بالفعل إلا بعد مرور سنوات طويلة.

أيضاً من اللافت وفي هذا المجلد تحديد توثيق بداية الحرب الأهلية في لبنان ويركز على الفترة فيما بعد انهيار الجيش اللبناني في مارس/ آذار 1976 وذلك عقب إخلاء السفارة الأمريكية ببيروت، وحيث ينتهي المجلد باجتماع سري بين كيسنجر والسفراء الأمريكيين في دول «الشرق الأوسط» في ما يعرف بمجلس الاستراتيجيات لـ«الشرق الأوسط».

يذكر أن هذه الوثائق المفرج عنها تشكل 40 مجلداً كل منها تزيد صفحاته على الألف صفحة ويتبعها 15 ملحقاً، ولعل أهمها المجلدات التي حملت أرقام 24-25-26 والتي تكشف بوضوح غير مسبوق عن حقبة ما قبل وما بعد حرب أكتوبر أي مابين أعوام 1969 و1976. والسياسات الأمريكية تجاه منطقتنا و«إسرائيل».

وكانت وجهة نظر كيسنجر، حسب ما جاء بالوثائق أن «سياسة الخطوة خطوة» ستمنع أزمة صغيرة مثل حدوث هجوم إرهابي التأثير على المفاوضات، لذا رأى التمهل عبر هذه السياسة والتي أداها عبر رحلاته المكوكية الشهيرة بالدخول في مفاوضات فض الاشتباك والتي أبرمت خلالها اتفاقية فصل القوات الأولى بين مصر و«إسرائيل» في يناير/ كانون الثاني 1974 ثم الثانية في سبتمبر/ أيلول 1975، إضافة للاتفاقية الوحيدة بين «إسرائيل» وسوريا في مرتفعات الجولان لفصل القوات في مايو/ أيار 1974.

[rouge]-[/rouge] [bleu]المصدر: جريدة «الخليج» الإماراتية | حنان البدري - واشنطن.[/bleu]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2177233

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع خبايا وأسرار   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2177233 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40