الخميس 6 أيلول (سبتمبر) 2012

إيران: لا نفرق بين التهديدات العسكرية «الإسرائيلية» والأمريكية وسنرد بحال تعرضنا لهجوم

الخميس 6 أيلول (سبتمبر) 2012 par زهير أندراوس

قال قائد عسكري إيراني أمس الأربعاء إن إيران لا تفرق بين المصالح الأمريكية و«الإسرائيلية» وسترد على كلا البلدين في حالة تعرضها لهجوم.

وجاءت هذه التصريحات بعد أن نفى البيت الأبيض تقريراً إخبارياً «إسرائيلياً» عن أنه يتفاوض مع طهران على إبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن أي حرب مستقبلية بين «إسرائيل» وطهران في الوقت الذي يعمل فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الدفاع عن نفسه من اتهامات من خصمه في الانتخابات بأنه شديد اللين في موقفه من إيران.

ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء عن علي فدوي قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني قوله «فصل النظام الصهيوني عن أمريكا لا معنى له ويجب علينا ألا نعترف بأن «إسرائيل» منفصلة عن أمريكا».

وقال فدوي «على هذا الأساس فإن الأمريكيين فقط هم الذين يتخذون الآن موقفاً ينطوي على تهديد للجمهورية الإسلامية... إذا ارتكب الأمريكيون أصغر حماقة فلن يتركوا المنطقة بسلام».

وأجرت إيران - التي يمكن أن تصل صواريخها إلى «إسرائيل» والأهداف الأمريكية في المنطقة - تدريبات عسكرية وكشفت عن أسلحة تم تحديثها في الأشهر القلية الماضية بهدف إظهار قدرتها على الدفاع عن نفسها من أي ضربة تستهدف مواقعها النووية.

وتقول «إسرائيل» إن وجود إيران مسلحة نووياً يمثل خطراً على وجودها. ويعتقد ان «إسرائيل» هي الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية في «الشرق الأوسط». وتنفي طهران أنها تطور أسلحة وتقول إن برنامجها النووي سلمي.

ومع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني دعا رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو إلى تشديد الموقف من إيران ليرفض بذلك ضمنياً تأكيد أوباما على المساعي الدبلوماسية والضغط من خلال العقوبات لوقف النشاط النووي الإيراني.

وفي حين ان «إسرائيل» ستتوقع مساندة أمريكية إذا قررت ضرب إيران فإن مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة لمح إلى أن واشنطن لن يجري استدراجها لأي صراع.

ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن مارتن ديمبسي قوله «لا أريد أن أكون متواطئاً إذا اختاروا أن يفعلوا هذا».

وأنهى نتنياهو بشكل مفاجئ اجتماعاً للحكومة المصغرة المعنية بالشؤون الأمنية أمس قائلاً إن أحداً في الاجتماع سرب تفاصيل عن مباحثاتها حول إيران.

وبموجب القانون «الإسرائيلي» فإن أي قرار بخوض حرب مع إيران سيتطلب موافقة الحكومة المصغرة المعنية بالشؤون الأمنية. وقال مسؤول في الحكومة طلب عدم نشر اسمه إنه لم تتخذ مثل تلك القرارات خلال اجتماع الثلاثاء.

من جانبه ألغى رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتانياهو الأربعاء اجتماعاً للحكومة الأمنية المصغرة بعد «تسريبات» للصحافة لمناقشات كان من المفترض ان تبقى سرية وكانت بدأت الثلاثاء بشأن إيران بحسب ما أعلن بيان صادر عن مكتبه.

وقال البيان «اعلن رئيس الوزراء إلغاء الجلسة المتواصلة لليوم الثاني على التوالي».

وأشار البيان الى انه «بعد وقت وجيز من انتهاء اجتماع الثلاثاء حدث أمر خطير: تم تسريب معلومات من مداولات المجلس. امن الدولة ومواطنيها منوط بالقدرة على إجراء مداولات سرية وعميقة في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية حيث يتم فيه استعراض جميع الوقائع والآراء والتداعيات».

وكان رؤساء وكالات الاستخبارات «الإسرائيلية» قدموا الثلاثاء تقريرهم السنوية للحكومة الأمنية المصغرة خاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

وأضاف البيان ان «شخصاً معيناً مس بشكل خطير بالثقة التي يمنحها مواطنو «إسرائيل» لهذا المنتدى. هذا الشخص خرق القواعد الأكثر أساسية المتعلقة بإجراء مداولات في المجلس الوزاري المصغر وشوه سمعة هؤلاء الذين حضروا الجلسة ولم يسربوا معلومات من مداولاتها».

وغضب نتانياهو من ما نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت» اليومية التي عنونت عددها الأربعاء «خلافات حول إيران في الأجهزة الأمنية» مشيرة الى ان «وزراء المجلس الأمني المصغر تفاجأوا أمس باكتشافهم بأن الأجهزة الأمنية المختلفة بينها خلاف حول الموضوع الإيراني».

وأوضح نتانياهو «ليس لدي أي شكوى ضد وسائل الإعلام التي تقوم بواجبها (...) لدي مسؤولية حيال مواطني دولة «إسرائيل» وأمن الدولة ولذلك الغي هذه الجلسة».

وبحسب صحيفة «يديعوت احرونوت» فان احد هذه الخلافات متعلق بمدى الضرر الذي سيلحق بـ«إسرائيل» في حال شن هجمة ضد المنشات النووية الإيرانية.

وقال مصدر مجهول الهوية «شارك في الاجتماع» للصحيفة «سمعنا معلومات مفصلة ومقلقة للغاية حول تقدم البرنامج النووي الإيراني. الإيرانيون انطلقوا في سباق تجاه القنبلة ويبدو بأن لا شيء قادر على إيقافهم».

وأشارت الصحيفة الى ان الوزراء قاموا بتقديم قائمة جديدة لعقوبات «تشل» إيران كفرض حظر تجاري او فرض حظر على جميع الرحلات الجوية الى إيران.

وكان الاجتماع عقد بينما تتزايد التكهنات في وسائل الإعلام وتصريحات المسؤولين «الإسرائيليين» حول احتمال شن ضربة عسكرية «إسرائيلية» على المنشآت النووية الإيرانية مع او بدون مساعدة الولايات المتحدة الأميركية.

وتشتبه «إسرائيل» القوة النووية الوحيدة في «الشرق الأوسط» لكن غير معلنة، والغرب بسعي إيران لامتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الأمر الذي تنفيه طهران.

وتقول «إسرائيل» ان حيازة إيران سلاحاً نووياً سيشكل تهديدا لوجودها.

وحذرت «إسرائيل» من أنها لا تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية لمنع طهران من حيازة القنبلة النووية التي ستشكل بنظرها «تهديدا لوجود» الدولة العبرية.

وقالت تقارير صحافية «إسرائيلية»، أمس الأربعاء، إن خلاف أجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية» حول البرنامج النووي الإيراني برز خلال اجتماع الحكومة «الإسرائيلية» المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) أمس.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الخلاف تمحور حول المرحلة التي تفقد فيها عملية عسكرية «إسرائيلية» ضد المنشآت النووية الإيرانية القدرة على التأثير على استمرار تطوير البرنامج النووي.

ودام اجتماع «الكابينيت» 7 ساعات، ويتوقع أن يُستأنف اليوم، وتمحور حول البرنامج النووي الإيراني، وتناول أيضاً صعود «الإخوان المسلمين» إلى الحكم في مصر والوضع في سورية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين «إسرائيليين» شاركوا في اجتماع «الكابينيت» أمس قولهم إنه «استمعنا لمعلومات مقلقة جداً فيما يتعلق بتقدم البرنامج النووي» تبين منها أن «الإيرانيين يسيرون بسرعة كبيرة نحو القنبلة (النووية) ولا يبدو أن أي شيء يمكن أن يوقفهم».

واستعرض كل من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء أفيف كوخافي، ورئيس «الموساد» تمير باردو، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» يورام كوهين، تقييمات أجهزتهم حيال القضايا التي تم بحثها في اجتماع «الكابينيت».

ونقلت إذاعة الجيش «الإسرائيلي» عن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، قوله إن المجتمع الدولي لا يعي حجم مخاطر البرنامج النووي الإيراني.

وقال ليبرمان إنه «إذا حصلت إيران على قدرة نووية مثبتة فإن هذا سيشكل انهياراً لجميع التفاهمات والإتفاقات حول عدم نشر سلاح الدمار الشامل، والنتيجة المباشرة ستكون سباق تسلح جنوني في «الشرق الأوسط» كله ومع كل التبعات المترتبة عن ذلك، ولذلك فإنه على الأسرة الدولية استيعاب تبعات وعواقب إيران نووية».

واعتبرت تقييمات الاستخبارات «الإسرائيلية» أن إيران تسرع في تقدم برنامجها النووي وأنها تستغل المحادثات مع مجموعة (5 + 1) من أجل القيام بذلك، كما تناولت التقارير الاستخبارية تقديرات حيال تأثير العقوبات على إيران واستمرار تطوير برنامجها النووي.

واقترحت أجهزة الاستخبارات سلسلة عقوبات من شأنها أن تشل الاقتصاد الإيراني ولم تتم ممارستها حتى الآن وبينها فرض حظر على التجارة الخارجية ومنع تحليق الطيران الإيراني.

وذكرت التقارير أن الدول الأوروبية تعارض عقوبات كهذه لأنها تتخوف من تأثيرها على الاقتصاد الأوروبي الذي يواجه أزمة عميقة.

ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني عن مسؤول «إسرائيلي» رفيع المستوى وشارك في اجتماع «الكابينيت»، قوله إن إيران «ليست منفلتة فيما يتعلق بنشاطها النووي، ولذلك فإن الوضع مقلق لكنه ليس مخيفاً».

وأضاف المسؤول نفسه أن «إسرائيل» «تلعب بوكر» مقابل الغرب انطلاقاً من عدم رغبتها في أن يسود شعور بأن ثمة مزيد من الوقت لمعالجة الموضوع النووي الإيراني.

وبدا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد هدّأ من حدة تصريحاته ضد إيران خلال اليومين الماضيين على أثر تصريحه أمس الأول بأنه في حال وضعت الولايات المتحدة خطوطاً حمراء أمام إيران فإن من شأن ذلك أن يقلل من احتمالات مهاجمتها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2181380

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2181380 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40