الجمعة 7 أيلول (سبتمبر) 2012
تلقت ضمانات رسمية من القاهرة بالمحافظة على السلام وإمدادات الغاز...

«إسرائيل» راضية عن مستوى التعاون الأمني مع مصر بقيادة مرسي

الجمعة 7 أيلول (سبتمبر) 2012 par زهير أندراوس

يبدو أن الضبابية التي سادت العلاقات بين «تل أبيب» والقاهرة بعد تسلم الرئيس المصري الجديد، محمد مرسي، مهام منصبه، بدأت بالتبدد رويداً رويداً، كما بات جلياً وواضحاً، بحسب المصادر الأمنية والسياسية «الإسرائيلية»، أن حقيقة انتماء الرئيس الجديد لحركة (الإخوان المسلمين) لا تُشكل خطراً على اتفاق السلام المُبرم بين البلدين منذ العام 1979.

وفي هذا السياق، نقلت الخميس إذاعة جيش الاحتلال «الإسرائيلي» عن محافل عسكرية رفيعة المستوى في «تل أبيب» قولها إن المؤسسة الأمنية في الدولة العبرية راضية جداً من مستوى التعاون الأمني والإستخباري بين «تل أبيب» والقاهرة في عهد الرئيس المصري محمد مرسي الرئيس الإخواني الأول الذي يصل إلى سدة الحكم في القاهرة، على حد تعبير المصادر، التي أضافت، بحسب الإذاعة، أن القيادة المصرية أبلغت الحكومة «الإسرائيلية» بشكل رسمي بأنها حاسمة في احترام معاهدة السلام بين البلدين، مشيرة إلى أنها ستعمل بكل جهدها لمنع أي تهديد للدولة العبرية من داخل حدود سيناء.

علاوة على ذلك، شددت المصادر على أن المصريين أبلغوا «الإسرائيليين» أن القاهرة ستبذل قصارى جهدها لمنع أي تهديد للأمن بين البلدين، وأوضحت المصادر، أن مصر أكدت أيضاً على أن الغاز الطبيعي سيظل يتدفق إلى «إسرائيل» دون توقف، احتراماً للاتفاقيات بين البلدين، وكشفت المصادر ذاتها النقاب عن أن القاهرة أبلغت «تل أبيب» بأنه تم إلقاء القبض على عدد من منفذي الهجمات على الخطوط الناقلة للغاز الطبيعي إلى «إسرائيل» والأردن.

ولفتت المصادر عينها إلى أن موقف الرئيس المصري في طهران، خلال اجتماع دول عدم الانحياز الخميس قبل الماضي، كان حاداً في مواجهة النظام السوري، فيما لم يتطرق إلى الصراع العربي «الإسرائيلي» إلا بعبارات عامة، على حد قول المصادر العسكرية في «تل أبيب».

أما الإذاعة «الإسرائيلية» الرسمية باللغة العبرية فقد قالت إن زيارة مرسي لإيران شكلت أول زيارة من نوعها لرئيس مصري منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، وأثارت تساؤلات كبيرة وكثيرة، أبرزها: هل ستعتبر تلك الزيارة نقلة نوعية في العلاقات بين القاهرة وطهران نحو التقارب الاستراتيجي بعد ثلاثة عقود من القطيعة؟ أم أنها تحمل رسائل متعددة أبرزها استقلالية السياسة الخارجية المصرية في مرحلة ما بعد مبارك؟.

وقالت الإذاعة أيضاً إن العلاقات بين القاهرة وطهران شهدت شبه قطيعة منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وبالتالي منذ توقيع معاهدة السلام بين مصر و«إسرائيل» في العام 1979. وبحسب محرر شؤون «الشرق الأوسط» في الإذاعة فإن من أبرز الملفات الخلافية بين طهران والقاهرة في عهد مبارك كانت الأزمة حول تسمية بلدية العاصمة الإيرانية لأحد شوارع طهران خالد الإسلامبولى تخليداً لذكرى قاتل الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات عام 1981، لافتاً إلى أنه حدث توتر بارز في العلاقات بينهما خلال عهد مبارك بسبب التدخلات الإيرانية في شؤون بعض الدول العربية ومحاولات طهران لتعزيز مكانة الشيعة في المنطقة على حساب السنة، وكذلك الطموحات النووية الإيرانية، على حد وصفه.

وبرأي المحلل «الإسرائيلي»، فإن القشة التي قصمت ظهر البعير بين القاهرة وطهران، هو الموقف من الأزمة السورية، إذ أن الرئيس المصري طالب برحيل الرئيس السوري، د. بشار الأسد، وهو الحليف الإستراتيجي الأقوى للجمهورية الإسلامية في إيران.

في السياق ذاته، قال محلل شؤون «الشرق الأوسط» في صحيفة «هآرتس» العبرية، د. تسفي بارئيل إنه قد يبدو غريباً في عهد مرسي، ولكن التنسيق الأمني بين الجانبين هو الأفضل في عصر سيطرة الإخوان المسلمين على مصر، مشيراً إلى أن المسؤولين في الدولة العبرية يتجنبون التعليق عن هذا الموضوع الذي وصفوه بالحساس، مشيراً إلى أنه من الممكن أنْ يضر في العلاقات بين البلدين، لكن المسؤولين المصريين و«الإسرائيليين» اعترفوا بصعوبة أن تكون العلاقات الدافئة بين وزارتي الدفاع علنية في ظل المسيرات الصاخبة التي تم تنظيمها أمام مقر السفارة «الإسرائيلية» للمطالبة بطرده عقب مقتل 16 جندياً مصرياً في سيناء.

وتابع المحلل قائلاً إن الاتصالات بين الجانبين المصري و«الإسرائيلي» يمكن وصفها بشهر العسل، وخصوصاً بين كبار القادة العسكريين الميدانيين من قبل وزارتي الدفاع والمخابرات المصرية من جهة، ووزارة الأمن «الإسرائيلية» من جهة أخرى، وعن تلقى الجانبين تحذيرات من هجمات أخرى على غرار الهجوم الأخير، الذي راح ضحيته 16 جندياً مصرياً.

وأشار بارئيل إلى العلاقة الجيدة للواء رأفت شحاتة، الذي تم تعيينه مديراً للمخابرات المصرية، مع الجانب «الإسرائيلي» منذ سنوات طويلة، أهمها مشاركته الجادة في إنهاء ملف صفقة شاليط الذي تسلمه بنفسه من قيادة كتائب القسام الجناح المسلح لـ«حماس»، وسلمه بنفسه أيضاً للجانب «الإسرائيلي»، وأنه يعرف قادة «إسرائيل» جيداً ويعمل معه نائب القنصل المصري السابق في «إسرائيل» نادر الأعصر الذي يعرف شوارع «تل أبيب» جيداً، على حد تعبير المحلل «الإسرائيلي».

وبرأي بارئيل فإن دور مصر كفيل الآن بان يتغير، مقابل عهد مبارك، الذي لم يتردد في التعاون في تفعيل عقوبات على غزة، فإن مرسي لا يرغب في أن يتورط في وضع يواصل فيه هو بالذات سياسة مبارك في كل ما يتعلق بغزة، ولهذا فإنه سيحتاج إلى تنازلات من جانب «حماس»، ولا سيما في مجال النشاطات المسلحة، وهذا على ما يبدو فهمه خالد مشعل، على حد قوله.

وخلص إلى القول إن الكرة انتقلت إلى ملعب «حماس»، والسؤال هو كم سينجح هنية، مشعل وباقي قيادات الجناح السياسي في إقناع الجناح العسكري في الحركة بالحاجة إلى تغيير الإستراتيجية ونقل دور الوصي السياسي من سورية إلى مصر، لافتاً إلى أن الحجة القوية الكفيلة بان تستخدمها القيادة السياسية لـ«حماس» هي أن حكم الإخوان في مصر هو الفرصة الكفيلة بتعطيل سيطرة «إسرائيل» على معبر رفح، وبالتالي تحطيم سياسة الحصار، على حد تعبيره.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 50 / 2177863

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2177863 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40