الأحد 9 أيلول (سبتمبر) 2012

وما فيّاض إلا موظف عند عبّاس

الأحد 9 أيلول (سبتمبر) 2012 par د. فايز أبو شمالة

هل انحصرت مشاكل الفلسطينيين في سوء تخطيط الحكومة التي يرأسها سلام فيّاض؟ وهل انكمش الهمُّ الفلسطيني حتى صار فشلاً إدارياً لحكومة سلام فيّاض؟ ومتى كان رئيس أي حكومة هو صاحب القرار السياسي والاقتصادي والأمني؟ أليس الأصل في كل المآسي الفلسطينية هو القرار السياسي المسقوف بالأفق «الإسرائيلي»؟ وهل كان فياض هو المسؤول عن التوقيع على الاتفاقيات السياسية والأمنية والاقتصادية التي استثمرها الصهاينة حتى النهاية؟

لا نبرئ سلام فيّاض من المسئولية، بل نحمله هو وحكوماته المتعاقبة جزءاً من مسؤولية خداع المواطن الفلسطيني، وتوريد الأوهام له مقابل صمته على زحف المستوطنين، واغتصابهم أرضه، لا نبرئ سلام فيّاض، ونحمله مسؤولية قتل المقاومين بدم بارد، ونحمله مسؤولية جريمة إغراق المقاومين بمياه الصرف الصحي في قلقيلية، وتسهيل مهمة الجيش «الإسرائيلي» لتصفية المقاومين في نابلس، وإلقاء القبض عليهم في الخليل، وتعذيبهم في سجون الضفة الغربية، ومع ذلك لا يجوز أن نلقي على كاهل سلام فيّاض بكامل المسؤولية، لتتم تبرئة المسؤول الأول محمود عبّاس، ولا يصير مهاجمة فيّاض للدفاع عن رئيسه، ولا يصح حرق فيّاض كي يخضر عود عبّاس ليعاود النمو والتمدد، والتوسع في التنسيق الأمني مع المخابرات «الإسرائيلية».

لا نبرئ شخص سلام فيّاض، ولكن الغباء أن يكون فيّاض هو الكبش الذي يذبح على عتبة المعبد التفاوضي، وإذا كان على الشعب الفلسطيني أن يتهم ويدين فالأولى بالمسائلة هو المسؤول عن سلام فيّاض، الذي كلفه برئاسة الوزراء، وأعطاه كل تلك السنوات من عمر القضية الفلسطينية، كي يفعل بعقل الشعب ووجدانه ما يشاء.

قبل اثني عشر عاماً في أيلول سنة 2000، كان الفلسطينيون يمتلئون حقداً وكراهية ومقتاً واحتقاراً للسلطة الفلسطينية التي أهانت مستقبلهم، وصغرت شأنهم، وسخفت حقوقهم، وسفّهت قضيتهم، وأضاعت مصيرهم، وكان الوضع على وشك الانفجار في وجه القيادة التي خذلت الشعب، في ذلك الوقت من سنة 2000 جاءت زيارة شارون المسجد الأقصى خشبة الخلاص التي ركبتها السلطة لتحرف الانتفاضة باتجاه «إسرائيل».

ماتت الانتفاضة بعد أن ذبحت بيد القيادة الفلسطينية الحالية، وتم استبدال شخص صار أكثر نفوذاً اسمه سلام فيّاض بشخص نافذ في السلطة اسمه خالد سلام.

فهل ستنجح القيادة ذاتها في حرف سهم الغضب الفلسطيني المنطلق اليوم إلى رأسها، لتوجهه إلى صدر شخص اسمه سلام فيّاض!؟ وهل سيخرج النهج السياسي بريئاً، ليصير تحميل شخص سلام فيّاض مسؤولية الانهيار التام والشامل والعام في كافة مجالات الحياة؟! وهل سيتم استبدال شخص آخر اسمه فيّاض سلام بشخص سلام فيّاض؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2178006

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178006 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40