الثلاثاء 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2012

مصطلحات يهوديّة ـ صهيونية غيّرت مفاهيم الأمّة

الثلاثاء 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2012

لقد درجت الأمّة العربيّة في القرن الحادي والعشرين، على استخدام مصطلحات في القاموس السياسيّ للصراع مع العدوّ الصهيونيّ، هي في أحسن الأحوال، مصطلحات تخدم الفكر الصهيونيّ، على حساب الوعي القوميّ للأمّة العربيّة جمعاء، هذا إن لم نقل إننا نستعمل هذه المصطلحات في لغتنا ونردّدها كالببغاوات دون تفكير، فنحن بذلك نكون مقلدين بشكل أعمى لكل ما يريده منا عدو الأمة.

من هذه المصطلحات ما أوردته في الجدول، والتي اخترت منها الأكثر شيوعاً واستعمالاً وتأثيراً على الوعي الجماعيّ للأمّة:

المصطلح اليهوديّ

المصطلح الصحيح

التعليق على المصطلح

الشـرق الأوسط

المشرق الإسلامي، العالم العربيّ، المنطقة العربيّة الإسلاميّة.

“الشرق الأوسط” جاء كمقدّمة ضروريّة للتعايش مع اليهود، ولإفساح مكان للكِيان اليهوديّ في المنطقة العربيّة الإسلاميّة، وذلك للإقرار أن يكون اليهود عضواً في جسم الدول العربيّة والأمّة الإسلاميّة، ما يعطي اليهود صفات الجوار، ووحدة المصير، والمشاركة في القرار، ولتكييف المواطن العربيّ على تقبّـل “الكيان المعتدي”، والصواب أن نطلق على هذه المنطقة: المشرق الإسلاميّ، أو العالم العربي، أو المنطقة العربيّة الإسلاميّة.

دولـة «إسرائيل»

الكِيان اليهوديّ

“دولة إسرائيل” هي “الكِيان اليهوديّ” الغاصب، فإذا اعتمدنا مصطلحهم يكون هذا اعتراف بدولتهم وسيادتهم على أرض فلسطين، وحقهم في الوجود على تلك الأرض المغتصبة، وفي ذلك تطبيع للمواطن العربيّ على تقبل الكِيان المعتدي، ليصبح جزءاً في منظومة المنطقة العربيّة والإسلاميّة، واعتبارها دولة لها سيادتها، وقانونها، واحترامها، لتعويد العقل العربيّ والإسلاميّ على قبول طمس اسم فلسطين ومحو رسمها من خريطة العالم.

التطبيـع

الاستسلام

التطبيع كمصطلح واستراتيجيّة برز لتذويب العداء مع اليهود وكِيانهم المغتصِب لأرض فلسطين، ولإجراء عمليّة تغيير في النفسيّة العربيّة والإسلاميّة وتعديلها لتتعايش، وتتقبّـل الكِـيان اليهوديّ كجزء طبيعيّ من المنطقة مع حفاظ اليهود الصهاينة بمشروعهم العدوانيّ، والتسليم به كحقيقة قائمة والاستسلام لإرادته ومخططاته، ولهذا أصبحت مصطلحات السلام والتعايش مع اليهود مصطلحات تتكرّر على مسامعنا ويشدو بها الإعلام صباحاً ومساءً.

المطالب الفلسطينيّة

الحقوق الفلسطينيّة

يصف اليهود الحقوق الفلسطينيّة بأنـّها مطالب، وهم يريدون بهذا تهوين حقوق الفلسطينيّين، فأصبحت بذلك قضيّة المستوطنات حقـاً يهودياً، وأصبحت عودة الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم مطلباً فلسطينياً، وأصبحت القدس كعاصمة أبدية حقاً يهودياً، وحقنا في القدس مطلب فيه نظر، وبعد أن كانت عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم حقاً لا تنازل عنه، أصبحت مطلباً يمكن استبداله بالتعويض.

أرض الميعـاد

أرض فلسطين

استخدم اليهود الصهاينة أسطورة “أرض الميعاد” لتأجيج الحماسة الدينيّة لدي اليهود للانتقال إلى فلسطين، انطلاقاً من الادعاءات التوراتيّة التي حرفتها أيديهم، والتي ترى أنّ أرض فلسطين ملك لليهود وحدهم، وهدف اليهود من إطلاق هذا المسمّى “أرض الميعاد”، لتحاشي استخدام مصطلح أرض فلسطين الذي ينسف ادّعاءاتهم من أساسها بما يحمله من دلالات على الوجود الإسلاميّ في فلسطين، ولإقناع العالم بشرعيّة الوجود اليهوديّ على أرض فلسطين.

حائط المبكى

حائط البراق

وهو الحائط الذي يقع في الجزء الجنوبيّ الغربيّ من جدار المسجد الأقصى المبارك، ويُطْلِقُ عليه اليهود “حائط المبكى” فقد زعموا أنـّه الجزء المتبقـّي من الهيكل المزعوم، وتأخذ طقوسهم وصلواتهم عنده طابع العويل والنواح على الأمجاد المزعومة، وكان تجمع اليهود حتـّى عام 1519م قريباً من السور الشرقيّ للمسجد الأقصى قرب بوابة الرحمة، ثمّ تحوّلوا إلى السور الغربيّ، والثابت شرعاً وقانوناً بأنّ “حائط البراق” جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك.

الإرهاب والعنف الفلسطينيّ

الجهاد ومقاومـة الاحتلال

يصف الإعلام اليهوديّ مقاومة الاحتلال داخل فلسطين بالإرهاب والعنف لنـزع صفة الشرعيّة عن تلك المقاومة ونبذها، وتهييج الإعلام العالميّ على كلّ من يُقاوم الكِيان اليهوديّ المغتصب لأرض فلسطين، بهدف إعطاء اليهود المبرّر، والذريعة لاستمرار مكائدهم، وجرائمهم، واعتداءاتهم على المسلمين في فلسطين، وإقصاء المصطلحات والمسمّيات الجهادية، لتنحية الإسلام في الصراع على فلسطين، وتغييب شعيرة الجهاد من واقع الأمّة المسلمة، وإخماد كلّ صوت ينادي باسم الجهاد حتـّى لا ترتفع راية جهادية.

العمليّات الانتحاريّة

العمليّات الجهـاديّة

يصف اليهود أيّ مقاومة لكِيانهم الغاصب بأوصاف تدلّ على شنيع الفعل والهدف، ومن تلك المسمّيات إطلاق مصطلح عمليّات انتحاريّة، وعلى منفـّذيها “انتحاريّين” لما يحمله الانتحار من معنى قتل النفس بسبب مشاكل نفسيّة، أو ماليّة، أو ضجر ويأس المنتحر من الحياة، وكذلك ينعتونها بالعمليّات الجبانة، ووصف منفـّذها بالجبن، وذلك لإبعاد دوافع الجهاد والنكاية بالعدوّ اليهوديّ الصهيونيّ الغاصب.

معتقل فلسطينيّ

أسـير فلسطينيّ

لطمس جريمة احتلال واغتصاب أرض فلسطين، وطيّ مصطلحات الحرب وما ينتج عنها من أسر وقتل، فقد أجاد اليهود في إبعاد وصف “الحرب” للمعركة القائمة بين الفلسطينيّين واليهود، فأطلقوا لفظ المعتقلين على الفلسطينيّين القابعين في سجون الاحتلال، لأخذ الحقّ في معاملتهم كمجرمين خارجين على القانون وعدم معاملتهم كأسرى حرب قائمة، وإبعاد لصفة الاغتصاب والاحتلال لأرض فلسطين، واعتراف بكِيانهم وسيادتهم على أرض فلسطين، وإعطاؤهم مبرر الدفاع وتوجيه السلاح لحماية ما اغتصبوه من أرض وممتلكات.

هيكل سليمان

المسجد الأقصى

يزعم اليهود أنّ المسلمين بنوا المسجد الأقصى مكان المعبد الذي يعتقدون أنّ النبيّ سليمان عليه السلام قد بناه، ولهذا يُطْلِقون على البقعة المقام عليها المسجد الأقصى “هيكل سليمان”، وذلك للتهيئة والعمل لهدم المسجد الأقصى، وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه، فعلى الرغم من التناقض الشديد عند اليهود وعدم اتفاقهم حول شكل الهيكل وموقعه، إلا أنـّهم متـّفقون جميعاً على هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، والثابت في مصادرنا الإسلاميّة أنّ ما قام به سليمان عليه السلام في بيت المقدس، ليس بناء لهيكل، وإنـّما هو تجديد للمسجد الأقصى المبارك.

فلا شك أنّ تلك المصطلحات اليهوديّة المسمومة والمتجدّدة التي أوردناها على سبيل المثال لا الحصر، دخلت كلّ بيت، وفي آذان كلّ سامع عبر وسائل الإعلام المتعدّدة العربيّة منها خصوصاً، لذلك اعتدنا سماعها، ونكرّرها ببغائياً من دون التفكير فيها، ولكننا مع الإصرار على العودة إلى المصطلحات الصحيحة، والتحذير من المقاصد اليهوديّة سنعتاد على استخدام المسمّيات والمصطلحات الصحيحة التي تلتزم بالثوابت الإسلامية والعربية الأصيلة.

- محمد أمين الضناوي



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2180861

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مواجهة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2180861 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40