الثلاثاء 4 كانون الأول (ديسمبر) 2012

ايران و حزب الله والاخوان وحماس

الثلاثاء 4 كانون الأول (ديسمبر) 2012 par ناصر قنديل

منذ الثمانينات برز الدور الذي لعبه الأخوان المسلمون في الحرب على سوريا وكانت الحرب التي شنها النظام العراقي السابق على إيران بتمويل خليجي وتوريط غربي بهدف تدمير القدرتين العراقية والإيرانية .
قاد الخليج وحكامه الحربين على أساس إشعال فتنة مذهبية في المنطقة تحاصر القومية العربية التي مثلتها سوريا والعراق بوجه كامب ديفيد والثورة الإسلامية التي مثلتها إيران لشعوب المنطقة .
رغم ذلك بقيت القيادة الإيرانية وإستطرادا كان حزب الله الذي كان قيد التشكل والنمو آنذاك يميلان للرهان على دور للإسلاميين في مصر والمنطقة وخصوصا التنظيم المركزي الذي يقودهم وهو الأخوان المسلمون .
سقط الرهان على الجهاديين بداية رغم إغتيالهم للسادات عندما جاهروا بتحولهم نحو القاعدة فكرا وتنظيما و تطوروا في كنفها على عدائية لا تفسرها الشعارات الدينية والسياسية المعلنة من قبلهم ضد إيران ولاحقا ضد حزب الله .

بقي الأخوان في الميدان ، وكانت المعادلة أن الأخوان هم الفريق الرئيسي في المعارضة المصرية لنظام مبارك وأنهم الحضن الخلفي لحركة حماس التي تتشكل رسميا على إيقاع إنتفاضة الحجارة عام 87 .
ذهب الراحل ياسر عرفات إلى أسولو وبدا ان الرهان على حماس يصيب رغم أن البدايات في دعمها كانت على حساب نمو حركة الجهاد التي قادها الشهيد فتحي الشقاقي بصدق المقاومين .
مرت سنوات وإيران وحزب الله يحملان أملا بنهضة التيار الإسلامي بقيادة الأخوان لصالح عملية تحول في المنطقة تعيد الإعتبار لمفهوم الصراع الرئيسي مع إسرائيل .
بالتأكيد لم يكن معيار إيران ولا حزب الله الموقف من تغيير ديمقراطي ولا من تنمية إقتصادية كما قد يتذرع يساري ليبرالي مثل عزمي بشارة فالبوصلة هي فلسطين بكل وضوح .
حركة النهضة التونسية التي نمت وترعرت في حضن إيران ودعمها والتي خاطب قائدها الغنوشي السيد نصرالله بعد تموز2006 بإمامي وسيدي وقائدي ظهرت في حضن الغرب بعد الثورة التونسية.
الأخوان في مصر الذي قيلت فيهم قصائد المديح والتمييز عن أخوان سوريا لم يتورعوا عن المجاهرة بتمسكهم بإتفاقيات كامب ديفيد وخرج محللون يدورون في فلكهم يتحدثون عن الأولويات فما بقيت فلسطين اولوية .
ياسر الزعاترة الذي كان يصول ويجول على قناة الجزيرة بعد معارك غزة بين فتح وحماس متحدثا عن المقاومة كأولوية يقول علنا أن الأولوية باتت ترسيخ الحكم الأخواني في مصر .
جاءت حرب غزة لتكون إختبارا أميركيا إسرائيليا لتجربة الأخوان في مصر وغزة وهي إختبار يجري أمام أعيننا والحصيلة ترسيخ مكانة الأخوان ومعهم حماس في حلف قطر تركيا مصر الموجود بقوة في الحضن الغربي .
تفاهمات غزة تقول أن المقاومة لم تعد اولوية بوصفها أعمالا عدائية وأن حركة مثل الجهاد الإسلامي التي تشكل الحليف الأقرب للمقاومة وافقت على التفاهمات بلا تحفظ ووصفت بلسان رئيسها الرئيس المصري بعمر بن الخطاب .
الأولوية ليست ترسيخ الحكم الأخواني بل إسقاط سوريا لإتمام صفقة تمت وحلف المقاومة يراهن على تحييد تركيا وقطر ومسايرة السعودية والتقرب من فريق الحريري ومسالمته .
الصفقة تمت برعاية اميركية وموافقة إسرائيلية و تعالى أطرافها على خلافاتهم فتمسك السعودية بيد محمود عباس لإعلان فلسطين دولة ومراقب .
يشارك بعضنا بالتصفيق لأكذوبة نصر ديبلوماسي مضمونه الحقيقي الإعتراف بإسرائيل وإنهاء قضية اللاجئين وحق العودة من جهة والتخلي الأبدي عن فلسطين ال48 أصل وروح قضية فلسطين .
وأمسكت مصر وقطر بيد حماس نحو تهدئة وإعلان دعم مسار عباس والقبول بدولة على أرض 67 وتدريجا التموضع في إطار الصفقة الكبرى .
شرط تسليم البضاعة أميركيا اي قيام دولة فلسطينية فدرالية بين غزة والضفة بشروط مختلفة في كل من إقليم الغرب وإقليم الجنوب وفقا لمقتضيات الأمن ا«لإسرائيلي» أن يسلم الحلف المقابل رأس سوريا .
تركيا ومصر والسعودية وقطر «وإسرائيل» في قاطرة ربطت بها حماس وفتح والحلف لا يخجل من أولوياته ولا يتردد في إعلان أن معركته الفاصلة هي سوريا و يسيطرون على خلافاتهم التي يقولون أنها تكتيكية .
واضح أن مستقبل مشروع المقاومة بالمقابل يتقرر في سوريا ويتردد حلف المقاومة بقول هذا ويتردد ويتصرف على انه جرح نازف يجب وقفه وكأن الحرب يمكن أن تخاض بطرق أخرى.
لن يتغير شيئ في الأخوان ولو اضاء حزب الله وإيران اصابعهم شموعا لهم .
في مصر ثورة شعبية حقيقية ضد الأخوان وتردد في التعامل معها وهو في مكانه لأن المطلوب فحص موقف هؤلاء الثوار من قضية المقاومة وفلسطين لكن الفحص على الطرفين الأخوان وخصومهم .
ليس مقبولا ان يبقى معسكر المقاومة مفتت على اساس الأيديولوجيا بين ديني وعلماني وقومي او مربكا بسبب ما يثار حول الحرب على سوريا وكانها قضية الاصلاح او حرب نظام ومعارضة فيصدق أن بمستطاعه النأي بالنفس وهو يعرف العكس .
لا دور لروسيا ولا لإيران ولا لحزب الله ابعد من الحدود الكيانية لبلدانهم إذا سقطت سوريا ولا مستقبل لفلسطين والمقاومة إذا سقطت سوريا والنصر السوري نصر جامع لكل الحلفاء .
ها هو الحريري وصقره علنا يفاخرون بتورطهم ولا يرف لهم جفن وها هي السعودية تقف ضد ميرسي لترث الثورة عليه وترث قطر هناك لكنهم ضد سوريا وإيران والمقاومة في مركب واحد .
سوريا قوية بشعبها وجيشها لكن الحرب تدور على مستوى قدرات دول العالم وامكانات التجييش الطائفي والمذهبي .
ليس مطلوبا أن يقاتل احد في سوريا ولا ان يرسل قواته بل ان يحسم الاوهام حول الاخوان وحول ما جرى في الامم المتحدة وكيف جرى بيع نصر غزة.
ان يعلن رفض المهزلة ويعلن وقوفه مع فلسطين وروحها التي تختنق في ارض ال48 ويعلنها بوصلة الانحياز ويسال الشيخ رائد صلاح هل انت مع المهزلة فالتحق بها واذا كان المطران عطالله حنا وامام الأقصى بن ابراهيم قلبهم على فلطسين من خافقات سوريا فهم الحلفاء .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2165975

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165975 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010