الاثنين 10 كانون الأول (ديسمبر) 2012

كيف أغتيل أحمد ياسين؟ أسرار وتفاصيل العملية تُنشر لأول مرة

الاثنين 10 كانون الأول (ديسمبر) 2012

بثت قناة العدو العاشرة في التلفزيون الصهيوني تحقيقاً مطولاً صور عملية اغتيال الشيخ احمد ياسين، وكأنها عملية استخباريه معقدة وعملية عسكرية تطلبت مهارات متفوقة، وتبرز القناة أهمية التفاصيل التي تكشف لأول مرة طريقة اتخاذ القرار باغتيال الشيخ أحمد ياسين وعدد من قادة المقاومة الفلسطينية، من بينهم عبد العزيز الرنتيسي، ويكشف التحقيق أن القرار باغتيال الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي اتخذ في الجلسة نفسها التي ترأسها رئيس الحكومة الصهيونية الأسبق «ارييل شارون» ووزير حربه آنذاك «شاؤول موفاز».

«مقود السرعة» .. كود أحمد ياسين

ويكشف التحقيق أن تقديرات جهاز المخابرات الصهيونية كانت تخشى من أن توسع المقاومة الفلسطينية رقعة علمياتها بعد اغتيال الشيخ ياسين إلى كل بقاع يوجد عليه يهود في العالم، وأجرت القناة مقابلات مع أبرز المسؤولين الصهيونيين العسكريين الذي أشرفوا على عملية الاغتيال، وهم رئيس جهاز المخابرات الصهيونية الأسبق ووزير الجبهة الداخلية الحالي «آفي ديختر» وقائد الطيران الحربي الصهيوني الأسبق «دان حالوتس» ووزير الحرب الأسبق وقائد حزب كديما «شاؤول موفاز» الذي كشف لأول مرة أن جيش الاحتلال أطلق اسم «مقود السرعة ـ الغير» على عملية اغتيال الشيخ ياسين. وتستهل القناة التحقيق بالإشارة، « إلى أن العشرات من العسكريين والعشرات من الطائرات وعدد لا محدود من الوسائل الاستخبارية التكنولوجية والبشرية كانوا شركاء في عملية الاغتيال، تلك العملية التي أشرف عليها وزير الحرب وقائد اركان العدو، ورئيس الاستخبارات وقائد الطيران الحربي، كل هؤلاء الرجال راضون عن أنفسهم اليوم».

وتستذكر القناة أن رئيس الحكومة الصهيونية الذي اتخذ قرار الإفراج عن الشيخ ياسين كان «نتنياهو» الذي اضطر لذلك جراء فشل عملية اغتيال نفذها الموساد بحق خالد مشعل في الأردن، مضيفةً «أن ذلك كان بناءً على افتراض أن ياسين المريض والمشلول لايشكل خطراً على الكيان الصهيوني، هذا الافتراض بحسب القناة ثبت خطؤه في اللقاء الصحافي الأول معه بعد الإفراج حيث أكد على حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الصهيوني.

ثم تجري القناة مقابلة مع رئيس جهاز الإستخبارات آنذاك «آفي ديختر» حيث تقدمت القناة للمقابلة معه بالقول، « آفي ديختر وزير حماية الجبهة الداخلية و رئيس الإستخبارات في فترة تصفية ياسين يملك تاريخاً شخصياً طويلاً مع الرجل الذي تحول بالنسبة إليه إلى نوع من الهوس»، ويقول «ديختر» عن تجربته مع الشيخ ياسين للقناة، «لقد شككت بالشيخ ياسين في كثير من الأمور، في أمر واحد لم أشك هو أن يصبح معتدلاً. إنه يعرفنا جيداً، هذا الرجل «المعوق» المسكين صاحب الصوت المخنوق والذي يعاني من التهاب رئة خطير، ولكن هذا الرجل شرير، وأنا لم أشاهد في حياتي كل هذا الشر في مثل هذا الجسد الضئيل». على حد قوله.

ديختر: الرجل «المعوق» كان قادرا على أداء مهامه

وتعلق القناة على اللقاء مع ديختر بالقول، «خلال الانتفاضة الثانية اتضح أن الرجل «المعوق» والمريض الذي خشي الاحتلال أن يموت في السجن قادرٌ على أداء مهامه، الصورة الاستخبارية التي طرحت على طاولة وزير الحرب في تلك الأيام «شاؤول موفاز» لم تبق مكاناً للشك، ويزعم
وزير الحرب الصهيوني آنذاك للقناة في هذا السياق، «لقد كان من رواد العمليات الانتحارية ضدنا
أيضاً في الدلفيناريوم وفي نتانيا والقدس في قائمة طويلة من الهجمات الاستشهادية، عشرات الهجمات». ثم تسأل القناة «موفاز»، «ماهي المعلومات التي أكدت لكم أن ياسين من كان يصدر الأوامر؟».

ويرد «موفاز» قائلا، «هذه المعلومات مستقاة من آلاف الاعتقالات التي نفذت في تلك الفترة ومن المحادثات التي تتم بينهم، ومن معلومات استخبارية حصلنا عليها، وكان لدينا معلومات من أكثر من مصدر تؤكد أن ياسين يفتي بمشروعية العمليات الاستشهادية».

وبعد لقاء «موفاز» تعود القناة لتسأل «ديختر»، «هل كان هناك خلافات بينك وبين وزير الحرب «شاؤول موفاز» بخصوص ضرورة تصفية ياسين؟ أنت كنت ترى ضرورة تجربة وسائل أخرى؟» فيردّ قائلا، «في الواقع لم يكن هناك خلافات كانت هناك نقاشات، المعضلة كانت ليس هل سنمسّ به أم لا بل هل يمكن استخدام وسائل أخرى. لقد خشينا من موجة ردّ واسعة النطاق أكثر مما نعرف، لقد خيشنا انا وعدد غير قليل من القيادات أن تمتد الهجمات خارج نطاق الكيان الصهيوني».

وتسأل القناة «موفاز»، «هل في النهاية مالت الغالبية نحو تنفيذ التصفية؟» فيقول «موفاز»، «أنا أعتقد أن القادة وكل من كان مسؤولاً في تلك الأيام كان مؤيداً لذلك، محللي الاستخبارات كانوا متشككين وكان يتوجب عليهم التحذير من تداعيات اليوم الذي سيلي التصفية». وتتابع القناة، «عندها نقلت التوصية إلى رئيس الحكومة شارون وماذا تم في تلك الغرفة؟»، فيقول «موفاز»، «ذهبنا إلى شارون الذي اقر الأمر ولكن النقاشات عند شارون كانت قصيرة نسبياً واستمع إلى الجميع برويّة ولكنه أكمل النقاش قائلاً، «أنا أساندكم ومن الآن عليكم إيجاد الطريقة والزمن المناسب لفعل ذلك».

خطأ استراتيجي

وتنتقل القناة بعد ذلك إلى رئيس جهاز المخابرات الصهيونية «آفي ديختر» ليزعم للقناة أن جهازه حصل على معلومات تفيد أن قادة المقاومة الفلسطينية السياسيين والعسكريين سيجتمعون في شقة في غزّة، لافتاً أن القائد العام لكتائب القسام محمد ضيف الذي يلاحقه الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً شارك في الاجتماع بالإضافة إلى الشيخ ياسين»، وأضاف «ديختر» في هذا السياق، «في السادس من أيلول عام ألفين وثلاثة كان ذلك التاريخ الذي نُقش في وعيي لأنها كانت المرة الوحيدة في حياتي التي أتذكر فيها المقاومة الفلسطينية ترتكب خطأً استراتيجياً. لقد امتلكنا معلومات استخبارية جيدة حول اجتماعات قادة المقاومة السياسيين والعسكريين مع أني لا أحب هذا الفصل بين السياسي والعسكري، وكان ثمة نقاش لديهم وكانت لدينا معلومات جيدة ودقيقة، وعلمنا بالضبط في أي منزل يوجدون.

كان هناك ثلاثة إمكانيات لمنازل قد تقام فيها الجلسة، تأهبنا، المنازل كانت جاهزة من حيث الأسهل بالنسبة لنا ومن حيث الأقل سهولةً، ولعب الحظ لصالحنا ، وكان هناك نقاش هل هم في الطابق العلوي أم أنهم في قبو، لقد حرصنا خلال تنفيذ عمليات التصفية أن لا نلحق الأذى بالمدنيين، وأنا أذكر مكالمة، كنا أربعة أشخاص على الخط الهاتفي السري نفسه، أنا ووزير الحرب ورئيس الحكومة وقائد الجيش، وكان هناك نقاش هل سنقصف باستخدام قنبلة تزن طن أو بواسطة قنبلة نصف طن. عندها أتذكر اللحظة التي اندلع فيها النقاش عندنا في أوساط الجهات التنفيذية، بحضور قائد الجيش ونائبه ورئيس الاستخبارات العسكرية والبقية، وكان التساؤل أي ذخيرة سنستخدم، ونحن كنا نتذكر القنبلة التي ألقيت على صلاح شحادة والتي أدت إلى المساس بخمسة عشر شخصاً بريئاً. في اللحظة التي يبدأ فيها الشك، القصة تتوقف لحسن حظنا، حماس كانت في ذلك المنزل، عملوا كما نرغب، لقد تصرفوا وكأنهم ينفذون أوامرنا ولقد مددوا اللقاء لساعات وكان هناك معضلة، بعد أن تقلينا التعليمات أن نتوقف في لحظة احتدام النقاش وكنت أتحدث مع وزير الحرب ورئيس الحكومة في النهاية اقتنعوا أنه بالإمكان تنفيذ العملية رغم أن احتمالات النجاح منخفضة.»

وتتوجه القناة إلى قائد الطيران الحربي الصهيوني آنذاك «دان حالوتس» لتسأله عن تلك المحاولة لاغتيال قادة حماس، «هل قرروا بخلاف رأيك أم أنك كنت شريكاً باتخاذ القرار في أعقاب ما تم مع صلاح شحادة؟» فيرد «حالوتس»، «أنا لا أذكر حتى أقول لكي أنني طلبت قنابل أدق أو لا، ولكن في النهاية قرروا أن يكون وزن القنابل أقل مما طلبت بكثير».

ياسين هرب مشياً

وتعود القناة إلى «ديختر» ليقول، «الطيران الحربي نفذ مهمته بدقة واستهدف المكان الذي خططوا الاجتماع به وكل الطابق الثاني دمر كلياً، ولكن المشكلة في لحظة انفجار القنبلة شاهدنا هربا جماعيا، وهناك من شاهد الصور، وهناك من أقسم أنه شاهد احمد ياسين هارباً مشياً من المنزل ولكن كان ذلك كما يبدو مجرد أسطورة».

ويعقب وزير الجيش الصهيوني آنذاك «شاؤول موفاز» على فشل محاولة اغتيال قادة حماس بالقول، «وظهر تساؤل هل نُخرج الطائرات مجدداً إلى السماء لنحاول اغتيال كل واحد منهم بشكل منفرد، وأنا أعتقدت أن ذلك ليس أمراً صائباً ولن يكون فعالاً، لأنه قد لا ننجح ولذلك قررنا الانتظار لفرصة أخرى».

عملية الاغتيال

كررت القناة إلقاء الضوء على كيفية اتخاذ قرار اغتيال ياسين التي نجحت بالقول، «في الرابع عشر من شهر آذار عام ألفين وأربعة انفجر انتحاري في ميناء أسدود وقتل عشرة من العمال الصهيونيين، وفي ذلك اليوم إجتمع المجلس الوزاري المصغر وقرر استئناف الاغتيالات». ويقول «موفاز» للقناة وهو يطلع معدة التحقيق على دفتر ملاحظاته الذي وثق فيه قرار اغتيال ياسين والرنتيسي، «أنا أوثق كل الاجتماعات منذ سنوات، هنا حددت الفترة، لقد كانت جلسة تقدير موقف في أعقاب الهجوم في أسدود في الخامس عشر من آذار، لن أريك كل شيء وهنا التوصيات وهناك توصية حول التساؤل، كيف تمت العملية، وهنا توصية حول كيف نحمي هذه المنشآت، وهنا قررنا التصعيد بمواجهة قادة حماس وهنا صدر قرار عملية لاستهداف الرنتيسي المسوؤل عن الهجمات، وهنا قرار بشأن إغلاق القطاع».
وتسأل معدّة التحقيق موفاز، «لكن أرى الرنتيسي ولم أرَ ياسين» فيرد «موفاز»، اسمه موجود هنا أنظري لقد كنا نطلق على ياسين رمز « مقود السرعة ـ غير السرعة»، إنه اسم عملية اغتيال ياسين» وتنهي القناة الحديث مع «موفاز» إلى الحديث مع «ديختر» ليقول، «بعد أيام من ذلك القرار، المعلومات الاستخبارية القادمة حول الشيخ ياسين قدمت لنا صورة واضحة عن تحركاته». ويقول «موفاز» للقناة، «ياسين يسكن في حي «الصبرا» جنوب القطاع ولقد كان يعلم أننا نريد تصفيته، ولذلك كان حذراً جداً ولا يخرج من منزله إلا إلى مكانين فقط، إلى منزل شقيقته وإلى المسجد».

ويتحدث ديختر عن تحركات الشيخ ياسين قبل اغتياله قائلاً، «في أحد الأيام لاحظنا أنهم يقودونه في الليل إلى المسجد». ويصف «موفاز» تلك اللحظات، «وكنا جالسين في انتظار أن يخرج ليدخل إلى الجيب وثم لإصدار التعليمات ولكنه لم يخرج وأصبحت الساعة الثانية عشر ليلاً وسألوني، ماذا نفعل، قلت لهم لن ننتظر حتى ينهي صلاته، ولكن كل المنظومة التي تدربت على تنفيذ التصفية يجب أن تبقى في مكانها».

ويكشف قائد الطيران الحربي الصهيوني آنذاك «دان حالوتس»، «الطائرات تحلق في الجو بشكل متواصل على مدار الساعة، طبعاً يتم استبدالها كل فترة. نحن نتحدث عن طائرات بطيار ومن دون طيار وطائرات استطلاع وأيضاً الكثير من الأمور التي لا يجب أن نتحدث عنها». ثم يقول «موفاز»، «جاء الهاتف في الساعة الرابعة والنصف فجراً وعلمنا بوجود تجمّعٍ على باب المسجد وكان برفقته ما بين ستة إلى سبعة حراس من مسلحي حماس حيث كانوا يحيطون به وقادوه على كرسيه نحو منزله».

ويضيف «ديختر»، «لقد دفع حراس ياسين كرسيه المتحرك بسرعة ولكن بعد ثواني من خروجه من المسجد تم تشخيصه بدقة». وتسأل القناة «ديختير»، «لقد شاهدتموه عبر كاميرات طائرات الاستطلاع؟» فيرّد، «عندما أقول شاهدته لا تظني أني رأيته كما نرى بالعين، أن نراه استخبارياً أمرٌ معقد جداً، يعني أننا نرى عبر التصوير من الجو ومن الأرض». ثم يقول قائد الطيران الحربي الصهيوني، «في تلك اللحظة كان هناك سرب طيران، واقترب القائد وقال أنا استطيع التنفيذ ونفد بشكل دقيق».

أفعى غزة تعوّض رأسها بسرعة

وتختم معدّة التحقيق التلفزيوني بالقول: «منذ عام ألفين وواحد، اغتال الاحتلال الصهيوني داخل غزّة فقط مئتي شخصية من الكبار وهذا لا يشمل المئات من المسلحين العاديين، كل من شارك في عملية تصفية ياسين يعتقد حتى اليوم أن التصفيات هي الطريقة الأكثر فعالية ضد فصائل المقاومة الفلسطينية ففي حال ضرب رأس الأفعى لن تتمكن الأفعى من اللسع لوقت ما، ولكن أفعى غزّة تعوض رأسها بسرعة مثلما تستبدل الأفعى جلدها».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 75 / 2181402

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع عين على العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2181402 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40