الأحد 16 كانون الأول (ديسمبر) 2012

مصر وحسم المصير السياسي

الأحد 16 كانون الأول (ديسمبر) 2012

تعيش ميادين مصر مخاضا سياسياً عسيراً هذه الأيام، حيث تشهد عشرات الاعتصامات والتظاهرات المؤيدة أو المعارضة لاستفتاء اليوم حول الدستور. وقد شهدت الاسكندرية أمس صدامات دموية بين المؤيدين والمعارضين ما نتج عنها عشرات القتلى والجرحى .

اليوم السبت سيجري الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد مع صدور دعوات من المعارضة إلى أنصارهم بالتصويت بكلمة (لا) من أجل إسقاط هذا المشروع وإفشاله، وقد دخل على خط دعوات الرفض الكاتب السياسي محمد حسنين هيكل الذي طالب الشعب المصري بالمشاركة في الاستفتاء بكلمة (لا) .

إن الإعلان الدستوري ـ الفتنة، هو الذي فجّر الاحتجاجات الأخيرة، واعتبره المعارضون إعلانا دكتاتورياً ورفضوه رفضاً قاطعاً، ودعوا أنصارهم للنزول إلى الشوارع والميادين، ليعبّروا عن احتجاجهم على هذا الإعلان، وقد حاول الرئيس محمد مرسي أن يتحايل على المصريين والتخفيف من حدة الاحتقان الشعبي ضد إعلانه الدستوري إلا أن ذلك لم يسعفه، بل زاد الضغط الشعبي إلى مرحلة المطالبة بإسقاط الرئيس مرسي .

المراقبون السياسيون يعتقدون بأن الاحتجاجات السياسية ستزيد حدتها وقد تأخذ أشكالا جديدة من المواجهة التي ستكون شرارتها النتائج التي سيسفر عنها الاستفتاء الذي سيجري على مرحلتين، الأولى اليوم، على ان تكون المرحلة الثانية السبت المقبل في 22 من الشهر الجاري.

ميادين التحرير تنتفض

وفي تفاصيل أمس، تزايدت أعداد المتظاهرين في ميدان التحرير وميادين المحافظات المصرية الذين شاركو بمليونية لا للاستفتاء عقب صلاة الجمعة للتأكيد على رفضهم لمشروع الدستور الجديد الذي أدى إلى انقسامات كبيرة داخل المجتمع المصري وأطيافه في ظل إصرار الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين» والتيار الإسلامي لتمريره وإقراره.

ففي ميدان التحرير وسط القاهرة سادت الهتافات المنددة بمشروع الدستور الجديد الذي من المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى للاستفتاء عليه اليوم وبقرارات مرسي التفردية، حيث تعالت الهتافات المستنكرة لمواقف وإجراءات مرسي وجماعة «الإخوان» والرافضة للاستفتاء على الدستور بعد صعود والدة أحد قتلى الأحداث الدامية في محيط قصر الاتحادية الرئاسي في وقت سابق الشهر الجاري إلى المنصة المنصوبة في الميدان وسط القاهرة، وبعد مطالبة الأم الثكلى بمعرفة مصير ابنها الثاني المقبوض عليه في الأحداث المذكورة.

كما تعالت أصوات المتظاهرين وبكاؤهم وسط حالة من الهتافات المناهضة لجماعة «الإخوان المسلمين» بعد صعود شقيقة أحد قتلى منطقة ماسبيرو تطالب بوحدة المتظاهرين وتؤكد على نسيج الأمة الواحد وترفض تصريحات الدعاة التي تنال من وحدة مصر.

دماء في الإسكندرية

وفي الاسكندرية أصيب عشرات المتظاهرين المصريين وأحرقت ثلاث سيارات بعد تجدد الاشتباكات إثر اعتداء أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» على متظاهرين معارضين لمسودة الدستور المصري الجديد، ولتمسك الرئيس مرسي بإجراء الاستفتاء في موعده مؤكدين أن تمسكه بقراراته يشكل تحدياً للإرادة الشعبية.

وشهدت ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية اليوم تظاهرة حاشدة رفضاً لمسوّدة الدستور الجديد ولقرارات مرسي التفردية مرددين هتافات منها «يسقط يسقط حكم المرشد» و»الأخوان.. بلطجية» و»الشعب يريد إسقاط النظام».

كما حمَل المتظاهرون لافتات كتب عليها «الجمعية التأسيسية باطلة والدستور طائفي» و»الشعب يريد محاكمة مرسي». كما أشعل المعارضون النار في 3 سيارات فيما قامت حشود من قوات الأمن المركزي على متن ناقلات جنود بمنع افراد من المؤيدين للرئيس المصري من استخدام السيوف التي كانوا يشهرونها في وجه المتظاهرين المعارضين.

وقال شاهد عيان «رأيت 13 مصاباً بجروح وكدمات سقطوا في الشوارع في منطقة محطة الرمل بمحيط مسجد القائد إبراهيم». وأضاف أن «الحجارة والزجاجات الفارغة والأسلحة البيضاء استخدمت في الاشتباكات التي تلت هتافات ضد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بعد أن دعا خطيب الجمعة الشيخ أحمد المحلاوي للتصويت بنعم على مشروع الدستور». وتابع أن «المعارضين أشعلوا النار في ثلاث سيارات ظنا منهم أنها استخدمت في نقل الحجارة والزجاجات الفارغة والأسلحة البيضاء».

ثم وزع المتظاهرون بياناً رافضاً للدستور حمل عشر مواد قالوا إنها تحمل ألغاماً وإن وجودها في دستور مصري يشكل كارثة معتبرين أن مسودة الدستور تقمع الحريات وتعطي الرئيس صلاحيات مطلقة.
وأكد البيان أن مسودة الدستور لا تحمي الحقوق الاجتماعية ولم تلزم الحكومة بالرعاية الاجتماعية وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية وتوزيع عادل للدخل.

من جانبها، وضعت قوات الأمن المركزي في موقع الأحداث حواجز أمنية للفصل بين المؤيدين والمعارضين.

مخاوف جبهة الانقاذ

وبدأ المعتصمون منذ فجر أمس بالاستعداد لمليونية «لا لمشروع الدستور» بتعليق العديد من اللافتات منها «لا لدستور الإخوان».

ونظّم حزب التيار الشعبي العديد من المسيرات من ميدان التحرير إلى منطقة الزمالك وبولاق أبو العلا وعابدين والعتبة والسيدة زينب وميدان العتبة ومصر القديمة والمنيل ودار السلام والمعادي وحلوان والحديقة اليابانية والمشروع الأميركي للتوعية بمخاطر الموافقة على مشروع الدستور المطروح للاستفتاء.

من جهة أخرى، ركزت الصحف المصرية الصادرة صباح أمس على الانقسامات الحادة وموجات الغضب في الشارع المصرى جراء الاستعجال بالاستفتاء على الدستور المصري الجديد.

إن جبهة الإنقاذ الوطني أعربت عن مخاوفها العميقة من غياب الشروط اللازمة لضمان نزاهة عملية الاستفتاء وعدم تلبية الشروط التي طالبت بها الجبهة في بيانها في هذا الصدد ويأتي على رأسها إتمام عملية الاستفتاء على الدستور في يوم واحد فقط وضمان الإشراف القضائي الكامل على عملية التصويت والسماح للمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية بمراقبة عملية الاستفتاء دون أي معوقات إلى جانب توفير التأمين اللازم.

بدوره، أعلن حزب التجمّع المصري رفضه المشاركة في الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد لأنه لن يتم «منح الحياة لاستفتاء باطل على دستور باطل» منددا باندفاع مؤسسة الرئاسة المصرية لإجراء الاستفتاء على الرغم من الإضراب الشامل لقضاء مصر.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2165918

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165918 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010