الأحد 16 كانون الأول (ديسمبر) 2012

المجرم ليبرمان يستقيل عقب اتهامات بالفساد والعدو يتوجّس من انتفاضة ثالثة

الأحد 16 كانون الأول (ديسمبر) 2012

ليس غريباً ان تُصدر المحكمة العليا في كيان الاحتلال قراراً بفصل وزير الخارجية افيغدور ليبرمان على خلفية اتهامات موجهة له في قضايا فساد وخيانة بالامانة، ومطالبات سياسية واجتماعية واسعة بذلك، فهو بالأساس يتصرف كرجل مافيا وليس رجل« دولة».
وعلى خلفية هذا القرار، اعلن ليبرمان أمس استقالته من منصبه بعد يوم من اتهامه «بإساءة الائتمان» قبل خمسة اسابيع من الانتخابات التشريعية في «اسرائيل».

وقال ليبرمان في بيان «لست ملزما قانونيا بتقديم استقالتي ولكنني قررت التخلي عن مهامي كوزير للخارجية ونائب لرئيس الوزراء». وأضاف «تخليت على الفور عن حصانتي البرلمانية وبعد ان كنت موضوعاً للملاحقات القضائية وجلسات الاستماع لستة عشر عاما فإنني اريد دون تأخير انهاء هذه المشكلة ورد اعتباري».

وأكد ليبرمان في البيان «اتخذت هذا القرار مقتنعا بأن مواطني «إسرائيل» يستطيعون الذهاب الى صناديق الاقتراع بعد حل هذه المشكلة» معتبرا ان ذلك «يعني بأنه يجب على المحكمة ان تدلي برأيها في القضية قبل الانتخابات، وعندها يمكنني خدمة مواطني «إسرائيل» وان اكون جزءا من القيادة القوية المقبلة والموحدة في مواجهة التحديات الامنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها دولة «اسرائيل». ويتزعم ليبرمان حزب «إسرائيل» بيتنا اليميني القومي المتطرف.

قتلة الشهيد الجعبري يتفاخرون

هذا نشرت صحيفة «معاريف الإسرائيلية» أمس، ولأول مرّة مقابلات مع عدد من عناصر الجيش «الإسرائيلي» الذين كانوا يراقبون القائد العسكري في المقاومة الفلسطينية، الشهيد أحمد الجعبري، ويشرفون على تشغّيل وتوجيه الطائرات من دون طيار وقد ألقت إحداها صاروخاً نحو سيارة الجعبري وقتلته.
وتحدّث المشاركون في عملية اغتيال الشهيد الجعبري عن مراقبته التي «امتدت لسنوات» وعن لحظات اتخاذ القرار بإلقاء القنبلة القاتلة عليه.
وتُقدم صحيفة معاريف لهذه المقابلات وتقول «في مقابلة خاصة، وفي غرفة مكيّفة وسط الكيان تحدّث الجنود، مشيرين بفخر وزهو لما قاموا ويقومون به».
إذ قالوا «على الرغم من أننا نجلس في غرفة مكيّفة، ولا نغوص في الرمال أو نشتم رائحة الحرائق إلا أننا نتصرف ونشعر بالضبط كجنود في الميدان، ونحسّ بنبضات قلوبنا تضرب في صدورنا بقوة».
ومن أبرز ما جاء في هذه المقابلات، وأحاديث المشاركين في عملية اغتيال الشهيد الجعبري المقتطفات التالية:
لسنوات طوال كنا نستعد لهذه اللحظة، ولقد شاهدناه مراراً وعرفنا من هو، وماذا يمثّل، ولكن كان يجب اختيار المكان والوقت المناسبين للتنفيذ فأولاً وأخيراً، ما نقوم به سيؤدي إلى قتل شخص.
استمرّت عملية المتابعة والمراقبة لمنزل الجعبري يوم اغتياله، مدة ثلاث ساعات ونصف من دون انقطاع، ساد خلالها هدوء مُطبق على المكان، وفي لحظة واحدة خرج الهدف من المنزل، فتغيّر مزاجنا بشكل فوري.
طائراتنا كانت تحلق فوق المنطقة لفترات طويلة، وكانت تزوّدنا بالمعلومات الدقيقة لحظة بلحظة، وكنا قادرين على تحديد أين هو بالضبط، ومع من يجلس، معه في السيارة أو بشكل أصح من لا يجلس معه في السيارة.
في اللحظة التي تلقينا فيها الأوامر بالتنفيذ، أصبحت المسؤولية كاملة علينا من دون أي تدخل من أحد، ويجب اختيار المكان المناسب للتنفيذ، وإعطاء القيادة إشارة بأن المكان نظيف ومناسب لعملية القصف.
بعد التنفيذ شاهدنا العملية في الأخبار، علماً أن مشاهدي الأخبار الآخرين لم يعلموا كم من الوقت استغرقت عمليات التعقب والمتابعة لبلوغ لحظة التنفيذ المحصورة بثوان عدة شاهدها العالم.
بعد التنفيذ تصافحنا جميعاً وهنأنا أنفسنا على النجاح الذي أحرزناه.
وإذا أردت أن تسألني كيف نمت تلك الليلة، سأقول لك «بعد التنفيذ نمت بشكل جيد» قال أحد أعضاء فريق الاغتيال في حديثه للصحيفة.

الانتفاضة الثالثة

من جهته، كشف المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، «أليكس فيشمان»، النقاب عن أن فرضية العمل الأساسية السائدة في مداولات أجهزة الأمن «الإسرائيلية»، ومن ضمنها جلسة مداولات خاصة عقدها رئيس أركان الجيش «الإسرائيلي» قبل أسبوعين، تقول، «إن الظروف اللازمة لاندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية قد تكون نضجت، وكل ما تبقى هو الشرارة التي ستشعلها».
ويضيف، إنه على هذا الأساس تقرر حالياً، وبشكل جدي، إجراء تغييرات في نمط عمل قيادة المنطقة الوسطى لجيش الاحتلا، بدءاً من تغييرات تكتيكية في استعدادات وانتشار قوات جيش العدو للتعامل مع تظاهرات ومواجهات حاشدة، وانتهاءً بإعداد قوات على أهبة الاستعداد تحسباً لحالات تلزم استدعاء قوات كبيرة في حال تدهور الأوضاع في الضفة الغربية. وبعبارة أخرى فإن جيش العدو يستعدّ بقوات أكبر وبوسائل أكثر لتفريق المظاهرات.
ويقوم الجيش، بموازاة ذلك، بجمع وتركيز معلومات استخباراتية، يشارك فيها جهاز «الشاباك»، ليس لجمع المعلومات عن تنظيمات ومجموعات تابعة للمقاومة الفلسطينية فقط وإنما لفحص اتجاه الشارع الفلسطيني وروحه المعنوية وتوجهاته التي قد تؤشر إلى احتمالات اندلاع الأوضاع في الضفة الغربية أيضاً.
كما يحافظ كبار القادة العسكريين في قيادة المنطقة الوسطى على حوار مع قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، إذ يتضح أن هؤلاء لا يكلفون أنفسهم في الفترة الأخيرة، مشقّة الوصول إلى مواقع الأحداث والتظاهرات.
وبحسب «فيشمان» فإنه في حال لم تكن هذه الخطوات كافية لاحتواء الأوضاع في الضفة الغربية، سيلجأ الجيش إلى خطط جاهزة ومعدّة مسبقاً تعتمد على تعزيز القوات الموجودة في الضفة الغربية خلال وقت قصير.
وأكد «فيشمان» فإن هذه التطورات «السلبية» حسب تعبيره قد بدأت قبل شهور من عميلة «عمود السحاب» لا سيما على خلفية رفع أسعار المواد الغذائية والوقود بشكل كبير. وقد حاولت السلطة الفلسطينية في بداية الأمر، منع الاحتكاك مع العدو، لكن سرعان ما تواصلت هذه الأحداث وتنامت بدعم وتوجيه من السلطة نفسها ضد الكيان الغاصب التي تم تصويرها باعتبارها المسؤولة عن هذه الأوضاع.
وكان لحركة حماس هي الأخرى، ومعها التنظيمات المعارضة لحركة فتح دور في هذه التطورات، فقد أعادت هذه التنظيمات تنظيم قواعدها في الضفة الغربية واستئناف نشاطها فيها. وقال «فيشمان»: «إن حركة حماس التي شعرت باستقرار قوتها في القطاع انتقلت إلى المرحلة الثانية من خطتها للسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية، أعادت بناء آلية تركّز جهود إعادة بناء شبكتها وبنيتها الاجتماعية الاقتصادية الدعوية في الضفة الغربية».
وبدأت الذراع العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، وبموازاة النشاط الاجتماعي المذكور، بإقامة خلايا عسكرية في الضفة الغربية، وفي منطقة الخليل على نحو خاص، حيث يقوم «جهاز الشابك» بمحاربة هذه الخلايا، لا سيما من خلال حملات الاعتقال ووقف عمليات تهريب الأموال إلى الضفة الغربية.
وادعى «فيشمان»، أن حركة حماس قامت خلال عدوان «عمود السحاب» بالإيعاز لرجالها في الضفة الغربية بتكثيف عملياتهم وصولاً إلى إشعال انتفاضة ثالثة تعمّ الضفة الغربية بهدف سحب الجيش «الإسرائيلي» الموجود قرب غزّة وتوجيهه إلى الضفة الغربية. وبالفعل فقد تضاعفت النشاطات العنيفة في الضفة الغربية خلال هذه الفترة بـ300% بما في ذلك زرع العبوات الناسفة. صحيح أن قدرة حماس على تنظيم عمليات في الضفة محدودة لكن الحماس لهذه العمليات يواصل تغذية أعمال العنف في الضفة الغربية.
ويلفت «فيشمان»، إلى أن الأمر البارز في هذا السياق ليس عدد العمليات، وإنما الجرأة التي تتسم بها، فقد تم إغلاق طريق رقم 443 قرب بيت حورون من قبل فلسطينيين يحملون أعلام فتح وحماس والجبهة الشعبية مرات عدة. فهم يبلغون السائقين على الطريق أنهم يسافرون في منطقة محتلة ولذلك يقومون بإغلاق الشارع. وهذه ظاهرة جديدة نسبياً قويت بعد الاعتراف بالسلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وتعكس هنا رموزاً سيادية لدولة.
كما تشجّع عملية المصالحة بين السلطة وحماس أعمال العنف ضد الكيان الغاصب. فقد توقفت السلطة الفلسطينية عن محاربة مؤسسات الدعوة التابعة لحماس «التي تشكل الوقود الذي يغذي «إرهاب حماس» ولم تعد تصادر الأموال، ولا تقوم بإغلاق المؤسسات الخيرية التابعة إلى حماس، ما يلزِم الجيش «الإسرائيلي» بالعودة إلى شنّ حملات اعتقالات واسعة.
ويخلص فيشمان إلى القول إن الميدان ناضج لاندلاع الانتفاضة، لكن الشعور السائد في صفوف الأجهزة الأمنية المهنية التي تعمل مقابل الفلسطينيين، هو أنه في هذه الفترة وعشية الانتخابات لا يوجد في صفوف المستوى السياسي «الإسرائيلي» من يتخذ القرارات اللازمة لنزع فتيل هذه القنبلة الموقوتة.

خرق التهدئة

من جهتها، أفادت مصادر طبية فلسطينية أن مواطناً أصيب بجراح عصر أمس، جرّاء إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وبحسب المصادر، فإن الشاب محمد قديح، 22 عاماً، أصيب بعيار ناري في يده جرّاء إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال باتجاه مجموعة من المواطنين.

مواجهات خلال مسيرة بلعين

وفي سياقٍ متصل، أطلقت قوات الاحتلال الصهيوني الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، باتجاه المشاركين في مسيرة بلعين الأسبوعية المناهضة للاستيطان والجدار عند وصولهم إلى محمية أبو ليمون قرب جدار الفصل العنصري، ما أدى إلى إصابة طارق عدنان أبو رحمة، 16 عاماً، برصاصة مطاطية في يده، ومحمد أديب أبو رحمة، 18عاماً، برصاصة مطاطية في الظهر، وعشرات المواطنين ونشطاء سلام ومتضامنين أجانب في حالات اختناق شديد.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، وجابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات والأغاني الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمؤكدة على ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى.
وقالت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، «إن مسيرة اليوم تأتي تحت عنوان «رفض سياسة القتل العمد من قبل قوات الاحتلال» وتعليمات قيادة جيش الاحتلال «الإسرائيلي» القديمة الجديدة بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العزل. كما تأتي نصرة للأسرى المضربين عن الطعام».
ودعت اللجنة الشعبية إلى استمرار وتوسيع فعاليات المقاومة الشعبية في جميع محافظات الوطن وبأشكالها كافة للرد على سياسة الاحتلال العنصرية.

قمع مسيرة المعصرة الأسبوعية

إلى ذلك، قمعت قوات الاحتلال أمس، مسيرة المعصرة الأسبوعية السلمية المنددة بجدار الضم ومنعتها من الوصول إلى مكان الجدار.
وأفاد منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم حسن بريجية، أن المسيرة التي جاءت إحياءً لذكرى انطلاق الانتفاضة الأولى وتضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام، انطلقت من أمام المدخل الرئيس للقرية باتجاه مكان الجدار، إلا أن جنود الاحتلال اعتدوا على المشاركين ومنعوهم من الوصول للجدار.
وأضاف أن المشاركين نظموا اعتصاماً في المكان، وأكدوا أن قضية الأسرى تحتاج أكثر من مؤتمر بغداد والأهمية تكمن في تدويلها ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، إضافة إلى ضرورة توسيع المشاركة الرسمية والشعبية التضامنية مع الأسرى.

كرّ وفرّ في مخيم عايدة

كما تجددت ظهر أمس، المواجهات بين الشبان في مخيم عايدة شمال بيت لحم، وقوات الاحتلال «الإسرائيلي».
وأكدت مصادر صحافية أن المواجهات اندلعت ما بين الشبان وجنود الاحتلال عند المدخل الشرقي للمخيم القريب من المسجد، وإن الجنود أطلقوا قنابل الغاز المدمع باتجاه الشبان ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
بالإضافة إلى هذا، أصيب مساء أمس شاب برصاص جيش العدو شرق جباليا، كما أصيب آخر بحالة اختناق جرّاء استنشاقه للغاز.
وقالت مصادر طبية، «إن شاباً يبلغ من العمر 19 عاماً، أصيب برصاصتين في قدميه بالقرب من تلة أبو صفية شرق جباليا ونقل إلى مستشفى العودة في المحافظة الشمالية، كما أصيب مواطن آخر بحالة اختناق بعد إطلاق القوات «الإسرائيلية» الغاز على مواطنين بالقرب من الحدود ونقلوا الى مستشفى العودة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 4 / 2165872

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165872 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010