الأحد 6 كانون الثاني (يناير) 2013

تجويع الفلسطينيين لتركيعهم

الأحد 6 كانون الثاني (يناير) 2013 par بركات شلاتوة

بات واضحاً أن الشعب الفلسطيني استنفد كل الخيارات، وأيقن أنه مع محتل غاصب متعجرف مثل “إسرائيل” فإن الانتفاضة هي الحل، لذا فإن الضفة الغربية المحتلة باتت ساحة مفتوحة للمواجهات مع جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين على مدار الساعة، إثر اعتداءات وتنكيل وتضييق متصاعد ضد الفلسطينيين والاعتداء عليهم في عقر دارهم من قبل غلاة التطرّف من المستوطنين وبحماية من الجنود الصهاينة .

وبالرغم من انتهاج المستوطنين سياسة “تدفيع الثمن” ضد القرى والمدن والتجمعات الفلسطينية منذ وقت طويل، بحيث لم تسلم من اعتداءاتهم المساجد والكنائس والحقول والمواشي، إلا أن أياً منهم لم يتم توقيفه أو محاكمته “إسرائيلياً”، كما أن السلطة لم تسع بحق للرد على هؤلاء المتطرفين سياسياً أو ميدانياً، ما سمح لهم بالذهاب بعيداً وصولاً إلى التهديد باستهداف حياة الفلسطينيين لا ممتلكاتهم فقط، بعد كتابة شعارات في الخليل جنوب الضفة تحيي مقولة أول رئيسة وزراء للكيان غولدا مائير وهي أن “الفلسطيني الجيّد هو الفلسطيني الميّت” .

الرد على هؤلاء أتى شعبياً على شكل مواجهات واشتباكات باتت تقترب يوماً بعد آخر من انتفاضة تجتاح الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وتحولهما إلى كتلة من اللهب في وجه المحتلّين، لكن السلطة، التي من المفترض أن تقوم بواجباتها تجاه هذا التصعيد، لم تبتعد عن خانة التهديد والتلويح بحل نفسها و”تسليم مفاتيح” الضفة للاحتلال، كما أنها لم تخرج عن طور الإدانة والاستنكار في مواجهة غول الاستيطان الذي أتى على أراضي الدولة الفلسطينية ولم يبق منها إلا الفتات .

المؤسف أن حركة “حماس” التي كانت تهاجم في السابق اتفاق أوسلو المقيت، ها هي اليوم تهرول نحو فتات السلطة أيضاً ويطلب نائب رئيس مكتبها السياسي، موسى أبو مرزوق من الرئيس محمود عباس تسليم “حماس” المفاتيح بدلاً من رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو على قاعدة “الأقربون أولى بالسلطة” كما قال، متناسياً أن حركته كانت تنعت “أوسلو” الذي أقام السلطة بأنه “باطل هو وما بني عليه”، فهل أصبحت المبادئ تبدّل كما المعاطف، أم أن الباطل يتحوّل إلى حق بالتقادم؟

كان من المفترض أن تشجع الحركة الرئيس عباس على حل السلطة والمسارعة إلى الوحدة وتبني استراتيجية مقاومة في مواجهة العدو الصهيوني بعيداً عن الاتفاقات والالتزامات والاستحقاقات، خاصة بعدما أثبتت أنها تملك قوة وسلاحاً وبإمكانها أن توجع الاحتلال بعد أن هزمته في العدوان الدموي الأخير على قطاع غزة .

الآن وفي سياق التآمر الدولي على الشعب الفلسطيني وقضيته والسعي لتركيعه من خلال سياسة التجويع حيث لا مال ولا غذاء ولا دواء، فإن على هذا الشعب أن يواصل مسيرته النضالية التي جبل عليها، وأن يفجر غضبه بركاناً في وجه المحتلين ويعتمد على سواعده في تحرير أرضه بعيداً عن وعود السلام الفارغة والمساعدات المشروطة المذلّة .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2165458

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165458 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010