الاثنين 14 كانون الثاني (يناير) 2013

ما بين الرصاصات الأولى والمفاوضات العبثية

الاثنين 14 كانون الثاني (يناير) 2013

تربعت القضية الفلسطينية على عرش القضايا الأساسية المطروحة على الساحة السياسية العربية والدولية، فهذا الجزء الهام الذي هو عقدة الوصل بين مشرق الأمة ومغربها، له دور أساس في أي مشروع عربي، ففلسطين تُغتصب والعرب لا يحركون ساكناً وهم في سُبات عميق، وكأن القضية لا تعنيهم، فأصبح أغلبهم ينفذون الإملاءات الخارجية، ويخضعون لرغبات الخارج، وينفذون المشروع الصهيو - أميركي في المنطقة، إما بسبب المصالح الخاصة، أو من أجل الحفاظ على المقاعد.

إن انطلاقة الثورة الفلسطينية التي نالت موقعها البارز عند الجماهير العربية، شكلت محوراً رئيسياً من قضايا الأمة، وارتبطت بها قضية التحرر والنهوض والوحدة، لهذا حظيت باهتمام وطني وقومي وعالمي واسع، لاسيما أنها أعادت إحياء القضية الفلسطينية ووضعتها في سلم الأولويات، وكلما اقتربت فلسطين من تحقيق الحلم الوطني في الحرية والاستقلال، ازدادت المخاطر والتحديات والخيانات العربية، والقصور في مواجهة الاحتلال الصهيوني وأدواته الاستيطانية التي تتحرك بغطاء غربي متحالف مع الأنظمة القطرية العربية، على الرغم من أن الشعب العربي يعي أهمية فلسطين في الحياة العربية وفي استقلال الأمة.. فعندما انطلقت الرصاصات الأولى في العام 1965، لم تكن تعبّر عن مشاعر الشعب الفلسطيني في وطنه المحتل وشتاته فقط، بل كانت أيضاً تعبيراً عن مشاعر شعبية عربية إسلامية، ففلسطين حية في وجدان الأمة، وفي كل قومي عربي تنبض فيه روح التحرر.

إن اغتصاب فلسطين عام 1948 كان بمساعدة المجتمع الغربي، الذي كانت تتزعمه بريطانيا آنذاك، حيث قدمت كل الدعم للكيان الصهيوني من أجل تأسيس وطن قومي يهودي له في فلسطين، ومنحهم أراضي شاسعة على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وكل ذلك كان بتسهيل من النظم العربية، ومن المضحك المبكي أن قائد جيش الإنقاذ العربي لمواجهة العصابات الصهيونية في فلسطين كان جنرالاً بريطانياً يُدعى غلوب باشا.

لقد تحركت الثورة الفلسطينية وفق ظروف صعبة من خارج الوطن، ومقيّدة بنظم عربية متحالفة مع الغرب والكيان الغاصب، إلا أن الاحتضان الشعبي العربي أمّن لها المناخات المناسبة لتكبر وتستمر، على الرغم من بعض الأخطاء، والتآمر الذي أدى إلى مجازر أيلول الأسود، بتعليمات من الملك حسين بن طلال، وعندما فشلت مهمتهم لجأوا إلى الصهيوني، الذي قام بالاجتياح عام 82 لمطاردة الفلسطينيين، الذي كان من نتيجته خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان، لأن حجم المؤامرة على الوجود الفلسطيني كان أقوى من الاحتضان الشعبي، الذي ساهم في توقيع اتفاق أوسلو، الذي شرّع الوجود الصهيوني تحت عنوان “الواقعية السياسية”، فناقضت هذه الاتفاقية الأهداف الأساسية للرصاصات الأولى عام 1965، ومن المؤسف اليوم أن “حماس” التي انطلقت كمقاومة، بدأت تسير قياداتها على نهج القيادات السابقة التي خضعت للتسويات تحت وعود موهومة.

لقد تحولت القضية الفلسطينية، بسبب بعض القيادات، إلى أشبه بنزاع على السلطة وليس على تحرير الأرض وتثبيت الحقوق، وهنا تقع على عاتقنا المسؤولية الوطنية الكبرى، التي تفرض علينا أن نوجّه طاقاتنا نحو تحرير فلسطين، لأن الطريق إلى تحررها ما زالت لأمامنا طويلة وشاقة.

في ذكرى الرصاصات الأولى التي ما زلنا نحتفل بها، كل القوى الفلسطينية مدعوّة لأن تضع جانباً الأجندات الخاصة، والتنافس على السلطة، لأن وحدة الشعب الفلسطيني والتمسك بالبندقية هما الوسيلتان لتحرير فلسطين.

- ميسم حمزة



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2181826

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2181826 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40