الخميس 24 كانون الثاني (يناير) 2013

قراءة وتحليل في الانتخابات الصهيونية

أ . أسامة الطويل / أبو المعتصم
الخميس 24 كانون الثاني (يناير) 2013

يشهد الشارع الصهيوني حالة من الجدل السياسي حول مصير وشكل الحكومة الصهيونية القادمة ، حيث انه وبعد صراع دام عدة شهور أفرزت الانتخابات حكومة استيطانية جديدة برئاسة النتن نتنياهو وهذا ما يسعى ويطمح إليه المستوطنون حيث عُرِف في السابق بان من يريد الوصول لكرسي الحكم ما يسمى بدولة الاحتلال عليه أن يوغل في الدّم الفلسطيني ولكن هذه المرّة اختلفت المعادلة بان من يريد الوصول إلى سدة الحكم عليه أن يتوغل في الأرض الفلسطينية والاستمرار في تهويد المدينة المقدسة وبناء المزيد من المعابد والكنس والمستوطنات تمهيداً لهدم المسجد الأقصى ، فهاهو الشارع الصهيوني يرسم معالم السياسة الجديدة للحكومة القادمة من خلال ما أفرزته نتائج الانتخابات ، التي تدفع باتجاه حكومة يمنية متشددة وعلية نرى أن المستقبل السياسي القادم قاتم اللون في اتجاه التعامل مع الملف الفلسطيني وهذا ينذر بكارثة محققة إذا لم نتدارك ذلك الأمر .

إنّ رفض إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف وفرص سياسية الأمر الواقع في التغيير الديموغرافي لمدينة القدس ومحيطيها والاستمرار في التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية يؤكد على أنّ الشارع الصهيوني قد عبر عن رأيه بكل وضوح وصراحة دون الالتفات إلى الخلف ، وهكذا يؤكد لنا بان كل قطاعات الشارع الصهيوني تعمل من اجل تحقيق هدفهم وهو القضاء على حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة .

وعلى ضوء ما تقدم يتبادر إلى أذهان المواطنون العرب العديد من الأسئلة وفي مقدمتها . ما العمل ؟ وأين الطريق ؟ وماذا نحن فاعلون ؟ وما الموقف العام من ذلك ؟ وهل ستتغيرّ الإستراتيجية العربية في مواجهة مخططات هذه الحكومة المتطرفة . وهل ستسقط مبادرة السلام العربية ليحل محلها مبادرة حكومة حرب عربية تحسّباً لأي طارئ قد يحدث ؟ وهل ستقوم الدول العربية بإغلاق سفاراتها وإيقاف التطبيع ؟ ام انه سيتم إلغاء كافة الاتفاقيات الموقعة ما بين الدول العربية وما يسمى بدولة الاحتلال وفي مقدمتها اتفاقية كامب ديفيد ووادي عربة وغيرها من الاتفاقيات وصولاً إلى اتفاق أوسلو .

كل هذه التساؤلات تحتاج منا إلى إجابات صريحة وواضحة للخروج بإستراتيجية موحدة للتصدي بحزم لما هو قائم وقادم .إن المرحلة التي نعيشها دقيقة وحرجة للغاية وتنذر بوضع مأساوي جدّ خطير تجاه الشعب الفلسطيني .

إن الاستمرار في إستراتيجية التفاوض مع المحتل يشكل له طوق نجاه وهروب إلى الأمام في ظل استمراره في الاستيطان وتهويد القدس تحت ذريعة رفض الفلسطينيين الجلوس إلى طاولة المفاوضات من جديد .

أن الجميع يتساءل ما جدوى وفاعلية الاجتماعات واللقاءات العربية والإسلامية المتتالية في ظل غياب إستراتيجية عربية إسلامية موحدة تنقذنا مما نحن فيه ؟

وما جدوى ما يسمى بالربيع العربي الذي يتغنّى به الجميع بأنه بارقة أمل نحو مستقبل مشرق لأمةٍ عربية إسلامية .

إن الصمت العربي والدولي حاليا يشكل مدخلاً جديداً من مداخل التسلط والملاحقة من قبل النظام السياسي الدولي الذي يهدف إلى تقسيم المنطقة العربية وفق إستراتيجيته وعلى رأس هذه الدول أمريكا . ونحن نرى أن هذه المحاولات تعتبر محاولة لضرب كل الباحثين عن الحرية وعن الاستقلال والديمقراطية وعن وطن موحد تحت ذريعة ما يسمى بالإرهاب .

والى متى سيستمر هذا المسلسل الذي يستنزف قدرات الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية وفي الختام أمل واطمح أن تجد كلماتي هذه آذاناً صاغية وقلوب واعية قبل فوات الأوان لان الجميع مستهدف



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2181945

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2181945 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40