الثلاثاء 12 شباط (فبراير) 2013

عن الديمقراطية «الإسرائيلية» مرة أخرى

الثلاثاء 12 شباط (فبراير) 2013

- أنس زاهد : كاتب سعودي

تحدثت في مقالي الأخير عن الضلالة التي يروج لها الكتاب العرب المؤيدون للتطبيع مع العدو الصهيوني، والتي ترتكز على التسويق لإحدى أكبر الأكاذيب «الإسرائيلية.». وأقصد بها تصوير الكيان «الإسرائيلي» باعتباره رمزاً من رموز الديمقراطية.
الديمقراطية لا قيمة لها خارج إطار العدالة والحرية.. هذه هي الديمقراطية الحقة التي يعتد بها.. أما الديمقراطية المبنية على الاحتلال والاستيطان وسرقة الأوطان والتمييز العنصري وإبادة وتهجير الشعوب ، فهي لا تستحق الاحترام لأنها تصطدم بشكل مباشر وسافر، مع الخلقية أو المرجعية القِيمية التي تكتسب الديمقراطية شرعيتها منها.
الديمقراطية تحتاج أوطاناً، و«إسرائيل» التي ارتكزت في قيامها على شرعية القوة وحدها، ليست وطناً وإنما مشروع عنصري واستيطاني تم طبخه في أروقة المخابرات الاستعمارية. وهناك فارق كبير بين الأوطان وبين المشاريع القائمة على ذهنية التآمر والمصنوعة في وكالات وأجهزة المخابرات العالمية.
الديمقراطية في جوهرها ضد العنصرية، وأية محاولة للتوفيق بين الضدين، الديمقراطية والعنصرية، ستنتج نظاماً قائماً على الازدواجية والنفاق والفصام. وهذا هو النموذج الذي قدمته «إسرائيل» للعالم منذ تأسيسها.
وبغض النظر عن هذه الخلفية القِيَمية، فإن من يروجون لأكذوبة الديمقراطية الإسرائيلية، دائما ما يوردون حقائق مجتزأة ولا تتسق مع السياق التاريخي والسياسي العام لما يسمى بدولة إسرائيل. هؤلاء مثلا يتجاهلون النفوذ السياسي الكبير الذي تتمتع به المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي كانت ولا تزال الضامن الوحيد لأمن« إسرائيل». «الإسرائيليون» يعرفون أنهم بدون هذه المؤسسة وجنرالاتها، لا يستطيعون الحفاظ على وجودهم، وهذا هو السبب في أن «الإسرائيليين» مستعدون دائما للتغاضي عن الفساد المستشري في جسد المؤسسة العسكرية والذي يتجلى ضمن ما يتجلى، في كل ذلك النفوذ السياسي الصامت الذي يتمتع به الجيش« الإسرائيلي».« الإسرائيليون» يدركون أن الجيش هو صاحب الدولة الحقيقي، وكل« إسرائيلي» يعرف أن المجتمع يجب أن يكون في خدمة الجيش قبل أن يكون الجيش في خدمة المجتمع.. وهذا ما يفسر قدرة« إسرائيل» على حشد أكثر من ستمائة ألف مقاتل على الجبهة رغم الانخفاض الكبير في عدد سكانها قياساً لهذا الكم الضخم من المقاتلين.
الديمقراطية« الإسرائيلية» مجرد جدار مهترئ، ولكنه مطلي بقشرة من الذهب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2180744

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2180744 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40