الأربعاء 6 آذار (مارس) 2013

شافيز لن يموت

الأربعاء 6 آذار (مارس) 2013

ترددت أمس علي شبكة الإنترنت أنباء تفيد وفاة الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز بعد صراع مع السرطان في أحد مستشفيات العاصمة كاراكاس. رغم أن الرئيس يعالج في العاصمة الكوبية هافانا، وتردد أيضاً أن الحكومة الفنزويلية لم تعلق علي الخبر حتى ساعة متأخرة من مساء أمس بما يوحي بصحة تلك الأنباء، وبعد ساعات قليلة تم تكذيب الخبر.
الزعيم الفنزويلي يمر بمحنة حقيقية، وربما لا يكون الموت بعيداً عنه، ورغم التكذيب فقد تكون هناك دلائل عن قرب وفاته بالفعل نظراً لخطورة حالته.
الموت في حد ذاته لن يكون مفاجأة، فكلنا سنموت، إلا أن الاهتمام الذي يحظي به شافيز ليس في فنزويلا وحدها ولكن في جهات العالم الأربع يؤكد أن الرجل يمثل قيمة كبيرة لكل المناضلين في العالم.
شافيز طراز نادر من الزعماء المخلصين والمحبين لشعوبهم، رجل تتسق أفكاره مع أفعاله، أعلن انحيازه للفقراء في بلاده ولم يخذلهم، وحقق لهم طفرات هائلة في مستويات دخولهم، وضيق المسافة بينهم وبين الأغنياء منذ تم انتخابه رئيساً لبلاده في فبراير 1999.
حارب المرض والفقر والأمية وسوء التغذية فاستحق ثقة الناخبين مرة أخري في 2006، ليفوز بولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في السابع من أكتوبر الماضي علي منافسه إنريكو كابريليس بفارق 10%، وكان من المفترض أن يكمل مهامه الرئاسية منذ يومين بأداء اليمين الدستورية ليكمل مشواره مع فقراء فنزويلا، وحالت حالته المرضية دون ذلك.
الشعب الفنزويلي لم يكن أقل إخلاصاً من رئيسه، فأعلن تمسكه بالزعيم حتي يتجاوز محنة المرض، وقضت المحكمة العليا في فنزويلا بتأجيل أدائه اليمين الدستورية حتي يتماثل للشفاء.
وسواء تماثل شافيز للشفاء أم طالت عليه المحنة أو في أسوأ الفروض توفي بسبب السرطان، فإن هذا لا ينفي وجود حالة وفاء وتوافق نادرة بين رئيس دولة وشعبه، بين زعيم نذر نفسه لخدمة شعبه فبادله الشعب وفاء بوفاء، وإخلاصاً بإخلاص، وحباً بحب.
لن أتحدث عن سجل الرجل المتميز والمشرف خلال مسيرته السياسية، ولا عن مواقفه الإيجابية المحترمة تجاه القضايا الدولية، ولا عن أفكاره التي تعكس حساً وطنياً نادراً وإدراكاً سياسياً واعياً، ولكني أحاول تأمل حالة زعيم ذاب عشقاً في بلاده فدافع عنها بكل كيانه، ووقف كالصخرة في مواجهة كل المؤامرات الدولية التي حيكت ضده لإعلانه الصريح معاداته للإمبريالية ولمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية.
شافيز رجل يجبرك علي احترامه وتقديره حياً وميتاً.
سيموت كما يموت كل البشر. ولكن سيرته كزعيم وطني مخلص لن تموت.
هكذا يكون الزعيم.

- عبدالخالق صبحى / مصر



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2182177

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2182177 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40