الأحد 10 آذار (مارس) 2013

عباس ودحلان !

الأحد 10 آذار (مارس) 2013 par عبدالشافي صيام العسقلاني

الشكر لله أولا وآخرا على نعمه الكثيرة علينا وخاصة نعمة الشفاء إذا تعرض الإنسان لعارض صحي وإلى من يقف إلى جانبه ساعة الشدة والحاجة وهل هناك أعظم من الزوجة والولد والأبناء الذين يحيطون بك سوار أمان ودفء ومحبة ولا تمضي لحظة دون أن يرن جرس الهاتف يعلن حالة اطمئنان من أبنائك والأقربين وأحبابك . ومن الأصدقاء الذين تشكلت علاقتك الحديثة بهم .
وحتى يصب هذا الكلام في مساره الصحيح فلا يسعني قبل أن أبدأ كتابة هذا المقال إلا أن أعبر عن عميق الشكر والامتنان
للسويد حكومة وشعبا على الرعاية الصحية والإنسانية والإجتماعية التي يلقاها المواطن السويدي والمقيم دون تمييز خاصة إذا ما تعرض هذا الإنسان لمرض اضطره لدخول المستشفى إذ يتلقى خدمة علاجية واهتماما إنسانيا ربما تضع السويد في المرتبة الأولى بين دول العالم في هذا المجال ، إذ عشت هذه التجربة هذه الأيام .
لذا آعتذر من القراء الكرام لتوقفي عن الكتابة بسبب وعكة صحية آدخلتني المستشفى ومنعتني من مرافقة القلم في رحلته على السطور وبين السطور .
وربما كان من بين آكثر الناس سعادة لمرضي ، المآزوم محمود عباس ، إذ يتمنى المسكين آن أغادر الحياة ليرتاح من حالة “الطبرخان” التي سببتها له المقالات التي آكتبها والتي اشتكى منها وقال آنا آقرآ كل حرف يكتبه عني عبد الشافي صيام .
هذا المقال لن اتعرض فيه للسيد عباس ، وهئنذا “أسيـّد” عباس وأقول عنه السيد عباس حتى لا يظن السيئون من أصحاب الظن السيء أنني لست عادلا في الخصام .
لكنني سأتحدث عن إمعات الشعب وضفادع الشبق المنحرفة الذين ما زالوا ينقون في مجارير قضاء الحاجة يعلنون عن حضورهم ودعمهم لمشروع عباس التصفوي ، وغير العائد إلا بوظائف يضمنها عراب التسوية الأمريكي لفترة زمنية محددة ويسقط بعدها كل شيء .
فهل حقا هناك رجال يقبلون على أنفسهم أن يصنفون من المحاسيب على عباس ، إذ يقال هؤلاء من جماعة عباس ، ولا أظن أن لغتنا الجميلة تحمل تعبيرا أكثر سماجة من هذا التعبير الذي بات يندرج على أناس كنا نظن أن الشعر المفتل تحت أنوفهم بأنه لشوارب رجال ، وهل فقد الناس الكرامة والقيم حتي يتحولون إلى قيم مضافة تضاف إلى سراويل هذا أو سراويل ذاك ؟
ما دعاني لكتابة هذا المقال انشغال الساحة الفلسطينية وبعض الدول العربية “الممذرة” بقضية الخلاف بين عباس ودحلان .
الشعب الفلسطيني المناضل المضحي المكافح والذي يعتلي بتضحياته أعلى المراتب النضالية بين الشعوب ويحظى على الاحترام الأممي لما تعرض له من حرمان وقهر ووحشية وظلم من العدو الصهيوني ، هذا الشعب لا يختصر في قضية تافهة بين شخصين ـ مع احترامنا لمن نريد ـ يتصارعان على السلطة والنفوذ والمصالح الشخصية ، فلماذا يختلفان لو كانت المصلحة هي لفلسطين ومن آجل فلسطين ؟
عباس يريد أن يفرض نفوذه وتمرير مشروعه بقوة الانصياع للمطالب الأمريكية والصهيونية لإقرار مشروعية الاحتلال الصهيوني وبآنه يمثل الشرعية لوجود إسرائيل والتي على الفلسطينيين والعرب المؤيدين لعباس أن يعترفوا بها .
والذين يرفضون اللعبة التي باتت مكشوفة فإنهم يصنفون من قبل أجهزة السيد عباس على قوائم الإرهاب والعنف وتخريب السلام طالما أنها تتعارض مع أحلام عباس التآمرية والتي باتت مكشوفة منذ تصريحه الملعون بأن صفد هي أرض إسرائيلية وأن علاقته بها علاقة سياحة زارها أو لم يزرها .
بالنسبة لنا لتكن “صفده” هذه ( وهي عزيزة علينا كأي أرض فلسطينية ) أيا تكون .. اصطبلا .. أو مكبا للنفايات .. أو أي شيئ آخر . ولا تشكل لنا عملية التنازل الواردة في تصريح السيد عباس آي خروج عن الثابت الوطني الذي كثيرا ما يتردد في البيانات تحت مسمى الثوابت التي لم تعد فلسطينية كما يدعون ، طالما لم يخرج مواطن “صفداوي” واحد ليقول بأن صفد ليست مزرعة يملكها عباس ليتنازل عنها ، ولا شك أن كثيرين يفهمون ما قصده المحامي عباس بحديثه عن صفد ، فهو بالطبع يقصد التعميم من باب التخصيص ، وهنا فإننا نرفض رفض الطاعة أن نتنازل عن حقنا وأرضنا ومساقط رؤسنا . وكما جاء في الأثر بأن المتنازل عن “صفد” كالجالس على وتد .
ما نود التنويه إليه أننا لسنا معنيين بقضية (عباس ـ دحلان) ولا الساحة الفلسطينية أصلا معنية بهذه القضية التي يتستر خلفها عباس للتلاعب بالوقت والضحك على الشعب لسرقة الزمن لتغطية نفسه أطول فترة ناهبا للسلطة بحجة حل القضية .
سأذكر القراء الكرام بأن النسيان يبدو أنه قد أضحى مرضا منتشرا بيننا . ألم يكن “السيد عباس” أكثر المطالبين بتعيين نائب للأخ الرئيس الراحل أبو عمار وتعيين رئيس وزراء والحد من صلاحيات القائد المرحوم أبو عمار ؟
فلماذا لا يقوم عباس بتعيين السيد دحلان نائبا له وتنتهي الحكاية ونخرج من أزمة تكاد تطيح بالحركة إن لم تكن قد أطاحت بها .
لقد أسقطت الأزمة رموزا كانت كبيرة حسب ظننا ـ الخاطئ ـ للأسف عندما تقزموا في أزمة المؤتمر السادس إلى “براغيث” تنظيمية يقرصون هنا ويلدغون هناك إرضاء لرغبات عباس التي اشترت الذمم وتم استبعاد أبناء التنظيم الحقيقيين الذين ناضلوا والذين ضحوا والذين حموا الحلم الفلسطيني في ساعات الشدة بوقفات الرجال وتضحيات الرجال والتي لم تعرق بها يوما أجساد “دبيكة المواقف” الذي صنع بهم عباس ومن تآمر معه مؤتمر التلاعب .
الكلام الذي أطلقه “شباق” عباس بعد المؤتمر المرفوض والدعايات الطنانة الرنانة لم يتحقق منها إلا عبارات الكذب والدجل .
السؤال .. والسؤال .. والسؤال ..
متى سيصحوا العقلاء ؟
وليذهب عباس لما بعد صحوة العقلاء .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2181418

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2181418 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40