الأربعاء 3 نيسان (أبريل) 2013

تغطية استشهاد الأخ ميسرة أبو حمدية

السفير اللبنانية
الأربعاء 3 نيسان (أبريل) 2013

ميسرة أبو حمدية: شهيد سرطان الاحتلال
- امجد سمحان

لم يشكل استشهاد الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية أمس مفاجأة للفلسطينيين، فالوفاة كانت محتومة. وذلك لسبب واضح، إسرائيل قررت إرسال الرجل المصاب بالسرطان لتلقي العلاج الكيميائي قبل أيام قليلة فقط، بعدما كان المرض تفشى أصلاً في رقبته ونخاعه الشوكي، لتبقى الاحتمالات مفتوحة أيضاً على مزيد من الشهداء في الحركة الأسيرة، وبينهم اليوم 25 مصاباً بالسرطان و1500 آخرون، العديد منهم في وضع حرج.
ويعم الحداد اليوم الأربعاء الأراضي الفلسطينية، حيث ستشهد إضراباً شاملاً رداً على استشهاد أبو حمدية. أما الحركة الأسيرة فكان جوابها واضحاً، إضراب عن الطعام في كل السجون، بعدما حصلت أصلاً مواجهات بين شرطة الاحتلال والأسرى الغاضبين على استشهاد رفيقهم. ووفقاً لوزير شؤون الأسرى عيسى قراقع فإن «حوالى 30 أسيراً أصيبوا أمس بجروح في سجون عدة شهدت مشاحنات ومواجهات بين الأسرى والسجانين».

وكما كان متوقعاً، لم يشعل استشهاد أبو حمدية غضب رفاقه الأسرى فقط، فلم تسكت الضفة الغربية، وخصوصاً الخليل، مسقط رأس الشهيد، حيث اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال، الحجارة مقابل الغاز والرصاص المطاطي، ما أسفر عن إصابة العشرات. كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 11 مواطناً مقدسياً، وأصيب العشرات بعد قمع قوات الاحتلال لاعتصام سلمي نظم في باب العامود احتجاجاً على استشهاد أبو حمدية. إلى ذلك، سقط صاروخ من قطاع غزة في منطقة غير مأهولة في جنوب الأراضي المحتلة، ربما يأتي أيضاً في إطار الرد الفلسطيني.
ما حصل «جريمة مع سبق الإصرار»، بحسب قراقع، فسلطات الاحتلال تعمدت «المماطلة في علاجه واستخفت بحياته بشكل كبير»، وبالتالي استشهد «أبو حمدية بسبب الإهمال الطبي، فبعدما أصبحت حالته خطيرة جداً، تم تحويله إلى المستشفى، وهناك أعطي أبرا لعلاج الإنفلونزا بدلاً من علاج السرطان».
أما سجون الاحتلال فهي «وباء حقيقي يهدد حياة الأسرى»، وفقاً لقراقع، الذي طالب بتنفيذ قرار منظمة الصحة العالمية بإرسال لجنة تقصي حقائق مع الصليب الأحمر، فضلاً عن قرار البرلمان الأوروبي بإرسال بعثة تقصي حقائق برلمانية حول ظروف الأسرى في السجون، وإلا فستكون النتيجة «استقبال المزيد من الجثث»، بحسب تعبيره.
يذكر أنه يوجد في سجون الاحتلال حالياً حوالى خمسة آلاف أسير، من بينهم 1500 يعانون من أمراض مختلفة و25 مصاباً بالسرطان، كما يتواجد 18 منهم باستمرار في مستشفى سجن الرملة العسكري، بسبب أمراضهم الخطيرة والمزمنة.
أما عائلة الشهيد فقالت، على لسان شقيقته زهيرة أبو حمدية: تم «اغتياله في وضح النهار وبشكل متعمد». وأوضحت أن الأخير كان يتلقى العلاج وهو مقيد في سريره، مشيرة إلى أن الأطباء لم يتمكنوا من إعطائه الأبر التي كان يحتاجها بسبب عدم قبول حراسه فك قيوده. وأضافت: «عندما رأيته للمرة الأخيرة لم تتعدَّ مدة الزيارة عشر دقائق، لأنه لم يكن قادراً حتى على الكلام. وكانت آخر كلمة قالها لي: أريد أن ارتاح».
وبعد استشهاد أبو حمدية، يجدر التذكير دائماً بالأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وعلى رأسهم الأسير سامر العيساوي، خصوصاً بعدما نقل مدير الوحدة القانونية في «نادي الأسير الفلسطيني» المحامي جواد بولس تأكيد الأطباء أنه يواجه خطر الموت. وهو المضرب عن الطعام منذ 255 يوماً.
وبالرغم من وضعه الصعب، إلا أن العيساوي نقل عبر بولس تعازيه لعائلة الشهيد أبو حمدية وللشعب الفلسطيني ولجميع أحرار العالم، وقال في رسالة: «لقد سقط ميسرة ضحية لقهر السجان الإسرائيلي، وفداءً لمعركة العزة والكرامة الذي سطر حروفها الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد».

- الشهيد أبو حمدية
هو من مواليد الخليل في 25 أيلول العام 1949، درس الحقوق في جامعة بيروت العربية، إلا أنه لم يكمل دراسته بسب الملاحقة والاعتقال. انخرط في صفوف الثورة الفلسطينية في العام 1968، وتم اعتقاله مرات عدة بين العامين 1969 و1978. انتسب إلى حركة فتح في العام 1970. عاد الأسير الشهيد إلى الضفة الغربية في العام 1998، حيث انتقل للعمل في جهاز الأمن الوقائي.
أعيد اعتقاله في 28 أيار العام 2002، وتم توجيه لائحة اتهامات طويلة ضده، من بينها ما يعود إلى ما قبل اتفاق أوسلو. وفي الثاني من حزيران العام 2005، حكم عليه بالسجن 25 عاماً، وهو أب لأربعة أبناء، حرموا من زيارته منذ تاريخ اعتقاله. ولم تكتفِ سلطات الاحتلال بذلك، حيث استأنف الادعاء العام ليُحكم عليه بالسجن المؤبد في 22 نيسان العام 2007. أما السلطة الفلسطينية، فرقته إلى رتبة عميد، ثم أحالته إلى التقاعد في العام 2008.
بدأ الأسير أبو حمدية يعاني من آلام في الحلق منتصف العام الماضي، وبحسب «مركز الإعلام الحكومي الفلسطيني» فإنه «وبعد مماطلة من قبل سلطات الاحتلال، تم تأكيد وجود خلايا سرطانية في حلقه مطلع العام 2013».
وبحسب بيان وزارة الأسرى، فقد ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة بعد وفاة أبو حمدية منذ العام 1967 إلى 207 أسرى، من بينهم 71 استشهدوا نتيجة التعذيب، و54 بسبب الإهمال الطبي، و74 نتيجة القتل والتصفية أثناء الاعتقال، وسبعة آخرون سقطوا بعد إطلاق النار عليهم من قبل حراس وجنود الاحتلال داخل السجون.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5 / 2176700

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2176700 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40