الأربعاء 3 نيسان (أبريل) 2013

تغطية استشهاد الأخ ميسرة أبو حمدية

القدس العربي القطرية
الأربعاء 3 نيسان (أبريل) 2013

استشهاد الاسير ابو حمدية في سجون الاحتلال يلهب الاراضي الفلسطينية
«واسرائيل» ترفع حالة التأهب على الحدود مع غزة تحسبا لصواريخ المقاومة

استشهاد الاسير ميسرة ابو حمدية (65 عاما) من مدينة الخليل في سجون الاحتلال فجر الثلاثاء الاراضي الفلسطينية التي شهدت مواجهات في معظم اراضي الضفة الغربية كان اعنفها في محافظة الخليل مسقط رأس الشهيد.
وفيما رفعت سلطات الاحتلال حالة التأهب عقب استشهاد ابو حمدية اصيب عشرات المواطنين والأسرى الثلاثاء اثر مواجهات غاضبة اندلعت مع قوات الاحتلال الاسرائيلي في مدينتي الخليل ونابلس وداخل عدد من السجون الاسرائيلية.
وفي الوقت الذي أجرت فيه سلطات الاحتلال اتصالات مع السلطة الفلسطينية لتهدئة الاوضاع تداعى المئات من الشبان لمسيرات شعبية في الاراضي الفلسطينية انتهت بمواجهات مع قوات الاحتلال في العديد من مناطق الضفة الغربية، وذلك على وقع التنديد الفلسطيني باستشهاد ابوحمدية وهو مكبل اليدين على فراش الموت في سجون الاحتلال.
وكان وزير الاسرى عيسى قراقع اعلن صباح الثلاثاء عن استشهاد أبو حمدية 64 عاما، في قسم العناية المكثفة في مستشفى سوروكا، بعد معاناته من مرض السرطان نتيجة الإهمال الطبي ابذي تعرض له في سجون الاحتلال.
وقال قراقع ‘انها جريمة بشعة وخطيرة عن سبق الإصرار ارتكبت بحق الاسير ميسرة بسبب الإهمال الطبي والتلكؤ بالإفراج عنه’.
وطالب قراقع بلجنة دولية عاجلة للتحقيق في ظروف استشهاده وتعرضه لإهمال طبي متعمد منذ سنوات، وحمل قراقع حكومة إسرائيل ومصلحة السجون المسؤولية عن هذه الجريمة.
واشار قراقع الى التوتر الشديد الذي تعيشه سجون الاحتلال، معلنا بانه اصيب اكثر من 30 اسيرا بعد اعلانهم العصيان على السجانين عقب علمهم باستشهاد زميلهم.
وكان ابو حمدية ضابطا متقاعدا برتبة لواء اعتقل عام 2002، وحكم بالسجن المؤبد، ويعاني من سرطان في الحنجرة ونقل قبل ايام من سجن ايشل في بئر السبع الى مستشفى سوروكا نظرا لتردي وضعه الصحي.
وفيما ودع ابو حمدية الحياة الدنيا من على سرير الموت في مشفى سوركا الاسرائيلي دارت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال وسط الخليل حيث أصيب عدد من الشبان بحالات اختناق وبالرصاص المطاطي خلال المواجهات التي اندلعت في منطقة باب الزاوية وسط الخليل وقرب الحرم الابراهيمي جنوبي المدينة.
وفي نابلس شمال الضفة الغربية دارت مواجهات بين العشرات من الشبان وجنود الاحتلال عقب انتشار نبأ استشهاد ابو حميدية، في حين اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة المساكن الشعبية شرق نابلس، حيث جرت مواجهات مع عدد من الشبان هناك.
وفيما شهدت المدن الرئيسية بالضفة الغربية مواجهات مع قوات الاحتلال الثلاثاء دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية على الحدود مع قطاع غزة تحسبا لاطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية هناك ردا على استشهاد ابوحمدية.
وذكرت اذاعة جيش الاحتلال الثلاثاء ان اسرائيل رفعت درجة تأهب قواتها في المنطقة الجنوبية المحاذية لقطاع غزة في ظل استشهاد ابو حمدية في مشفى سوروركا الاسرائيلي.
وقالت الاذاعة ان حالة التأهب اعلنت الليلة قبل الماضية بعد تاكد الاجهزة الامنية من موت الاسير ابو حمدية، موضحة انها لن تسمح بتهديد امن بلدات جنوب اسرائيل ولن تسمح في الوقت ذاته للاسرى الفلسطينيين بابتزاز دولة اسرائيل.
وطالبت الاجهزة الامنية الاسرائيلية سكان بلدات جنوب اسرائيل بتوخي الحيطة والحذر من احتمالات تعرض منطقتهم لنيران وصواريخ الفصائل الفلسطينية.
وعلى وقع رفع قوات الاحتلال حالة التأهب على الحدود مع قطاع غزة تواصلت حملة التنديد والاستنكار الفلسطينية والتهديد بالثأر لدم الاسير ابو حميدية حيث نعت منظمة التحرير الشهيد، وحملت سلطات الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاده، وقالت: ‘إن تعمد سلطات الاحتلال اهمال علاج الأسير ابو حمدية وعدم تقديم الرعاية الصحية له يعتبر جريمة ضد الانسانية مع سابق الاصرار والترصد، وخرق صريح للقانون الدولي والبند 91 من اتفاقية جنيف على نحو خاص’.
وأضافت: إن قضية استشهاد أبو حمدية ليست قضية فردية، وانما قضية حقوق جماعية تنتهكها القوة القائمة بالاحتلال، وعلى الضمير العالمي والمنظمات الحقوقية والدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة إخضاع حكومة الاحتلال وإدارة السجون والمعتقلات للتفتيش والرقابة والمساءلة على انتهاكاتها، لقد آن الأوان لمحاسبة اسرائيل امام المحاكم الدولية، وتطبيق القانون الدولي والقانون الانساني الدولي على الأسرى الفلسطينيين’.
وتابعت: ‘ما زلنا أمام خطر شديد يحدق بالأسرى المضربين عن الطعام، وما زال هناك عشرات الحالات التي تعاني من أمراض مزمنة وبحاجة الى العلاج، ويتحتم على العالم التحرك العاجل على ضوء تدهور حالتهم الصحية، وهم يمثلون أعلى قيم التضحية والنضال’.
وجددت المنظمة التأكيد على انها ماضية في جهودها للتوجه الى مجلس الأمن لإلزام اسرائيل باحترام حقوق الأسرى، ومتابعة قضيتهم ومطالبهم العادلة ومواصلة التحرك الشعبي والدبلوماسي على الصعيد الدولي لدعم نضالهم المشروع والمكفول قانونيا وحقوقيا.
ومن جهتها حملت الرئاسة الفلسطينية حكومة اسرائيل المسؤولية، وقال الرئيس محمود عباس، إن الحكومة الإسرائيلية بتعنتها وغطرستها رفضت التجاوب مع الجهود الفلسطينية لإنقاذ حياة الأسير أبو حمدية، مضيفا : لقد حاولنا فيما مضى العمل على إطلاق سراحه لتأمين العلاج للشهيد، ولكن الحكومة الإسرائيلية رفضت التجاوب مع جهودنا وإطلاق سراحه، ما أدى إلى استشهاده رحمه الله.
واشار عباس الثلاثاء في مستهل اجتماع للجنة المركزية لفتح الى تقديم الجانب الفلسطيني احتجاج رسمي للحكومة الاسرائيلية، وقال ‘قدمنا احتجاجا للحكومة الإسرائيلية ولكل المؤسسات الدولية وللعالم أجمع على هذا العمل الذي قامت به الحكومة الإسرائيلية وادى إلى استشهاد الأسير أبو حمدية في سجونها، ولكن نحن سنستمر في نضالنا من أجل تحرير الوطن والأسرى’.
ومن جهته قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة ‘هذا ما حذرنا منه منذ وقت طويل، حيث أن استمرار اعتقال الأسرى والإهمال الطبي يؤديان لتداعيات خطيرة’، محذرا من استمرار مسلسل القتل البطيء للأسرى، وداعيا إلى إطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال.
ومن جهته نعى رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض أبو حمدية، ومدينا بشدة استمرار سياسة الأهمال الطبيّ المُتعمد التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى، والمماطلة في تقديم العلاج اللازم لهم والتشخيص المتأخر في اكتشاف مرض السرطان الذي استفحل في جسد الشهيد أبو حمدية والعديد من الأسرى الآخرين، مُعتبراً أن هذه الممارسات كانت سبباً رئيسياً في استشهاده.
وساد الاستنكار عموم ابناء الشعب الفلسطيني في حين نعت حركة فتح الاسير، محملة حكومة الاحتلال المسؤولية المباشرة عن استشهاده، ومعتبره ذلك جريمة اسرائيلية ارتكبت بحق الانسانية، في حين أكدت القوى الوطنية والاسلامية في قطاع غزة الثلاثاء، أنها تدرس التطورات الخطيرة في السجون الاسرائيلية وستتخذ القرارات المناسبة للرد على جرائم الاحتلال بحق الاسرى.
وقال خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خلال مؤتمر صحافي عقدته القوى الوطنية والاسلامية في غزة ‘إننا نحمل الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الاسير ميسرة أبو حمدية داخل السجون’، داعيا جميع أبناء الشعب الفلسطيني الى التعبير عن غضبهم على هذه الجريمة، كما دعاهم للصمود والتوحد في مواجهة جرائم الاحتلال المتواصلة والتي آخرها جريمة قتل الاسير أبو حمدية.
كما طالب القيادة الفلسطينية بعدم التردد وضرورة التوجه لمحكمة الجنايات الدولة والمطالبة بتقديم الاحتلال لمحكمة جرائم الحرب الدولية لمحاكمته على جرائمه بحق الاسرى الفلسطينيين، وداعيا الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وجميع المؤسسات الحقوقية الى تحمل مسؤولياتها اتجاه هذه الجريمة البشعة وبذل كل الجهود لحماية الاسرى الفلسطينيين ومحاكمة الاحتلال الاسرائيلي على جرائمه.
وتابع ‘ندعو أيضا الاشقاء في جمهورية مصر العربية الى القيام بواجبهم في مواجهة الجرائم الاسرائيلية المستمرة بحق الاسرى الفلسطينيين والزام الاحتلال ببنود اتفاق التهدئة واتفاق الكرامة الخاص بالأسرى’.
ومن جهتها دعت حركة حماس إلى أكبر هبة جماهيرية نصرة للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد د. سامي أبو زهري في تصريح صحافي ارسلت نسخة منه لـ’القدس العربي’ الثلاثاء أن الاحتلال سيندم على جرائمه المتواصلة بحق الأسرى في سجون الاحتلال.
ومن جهته حمل أبو السبح في مؤتمر صحافي حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد أبو حمدية، مضيفا ‘آن الأوان ألا يركن الاحتلال الصهيوني إلى الهدوء وإلى الأمن’، محذراً من تزايد عدد الشهداء بين صفوف الأسرى.
وطالب الجامعة العربية باتخاذ موقف جاد تجاه قضية الأسرى لإنقاذ حياتهم، وقال السبح مخاطبا رئيس الجامعة العربية : ‘ يا دكتور نبيل العربي إن استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية أمانة ولابد من اتخاذ قرار من قبل الجامعة’.
ومن جهتها دعت لجان المقاومة في قطاع غزة الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة بضرورة البدء العملي لتنفيذ عمليات أسر جنود اسرائيليين كطريقة وحيدة لإنهاء معاناة الاسرى في سجون الاحتلال، مشددة على أن الصمت والمواقف الخجولة تشجع اسرائيل على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الأسرى.
ومن جهتها حملت حركة الجهاد حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات استشهاد أبو حمدية، داعية للانتفاض نصرة للاسرى.
ومن ناحيتها طالبت الهيئة الوطنية للمؤسسات الأهلية الفلسطينية بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف استشهاد أبو حمدية، في حين حذرت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين وجناحها العسكري كتائب الناصر صلاح الدين من ان الاحتلال سيدفع أثماناً باهظة ثمن جرائمه ويفتح أبواب جهنم بوجه بإهماله الطبي للأسرى، ويتحمل المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير أبوحمدية، مطالبة مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي لتحمل المسؤولية القانونية والإنسانية لإيقاف هذه الانتهاكات بحق الأسرى.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 3 / 2181804

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار فلسطينية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2181804 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40