يا ميسرة....

يا ميسرة

فات أن أقول أنها المؤامرة ، وأيدٍ متاجرة، بلحم شعبنا، بجرح أرضنا،وتنتشي بأبلغ الوقاحةِ المفاخرةْ، كما تكون العاهرة تقدِّمُ المحاضرة، .......

.............................

ميسرةْ
ههنا المفخرةْ
وعزَّةٌ مُنَشَّرةْ
وَوَردةٌ مثابرةْ
ومثلُها عزمُ الرجالِ وصولةٌ لا تُشْتَرى
ههنا ميسرةْ
في جنَّةِ الله العليِّ وروضهِ المعطّرةْ
رَوَْحٌ وريحانٌ ونورٌ لا يزولُ وعشقُ سرَّ من أرى
با ميسرةْ
هذا هو الفجرُ الأنيقُ وصحبةٌ مُسْتَبْشِرةْ
هذا هوَ المجدُ العتيقُ وعصبةٌ مستنفَرةْ
فارفعْ غطاءكَ واسترحْ
واتلُ السّلامَ على الأحبةِ لا تخفْ
لا يا أخي، فالحاضرونَ لكَ الذينَ تُحبُّهمْ
والقادمونَ منَ الحنينِ وطحنِ شوْقٍ قد جرى
وادخلْ بأجنحةِ الحبيبِ فمثلُكَ اليومَ شغافٌ طاهرةْ
تَسْري على عبقِ الخطى زهراً
وتوقدُ شمعَها تاجاً يعمدُّ باحةَ الدربِ الطويلِ
ولمْ يصلْ من أول المعراجِ ظلُّك بعدُ
فاستعدْ ما قد سرى
يا ميسرةْ.....

2

بأيٍّ لحنٍ أستعدُّ لكي أردِّدَ نجمتكْ
بأيِّ قافيةٍ أغنّي صحبتَكْ
بالجرمقِ المشهودِ في ساحِ الوغى؟
بالصُّبحِ في وجهِ الفلكْ؟
بالعزمِ في قهرِ الُمحالِ وجَسْرِ لغزِ الاحتشادْ؟
ما أعظمكْ
ما أعظمكْ
بأيٍّ سفرٍ أستزيدُ؟ بما مضى
بما قضى
بالحقِّ لا يذوي على زندِ الرجالِ
ولا ينامُ بما استقامَ ولمْ يُمرِّغنا الشَّرَكْ
بأيِّ عاصفةٍ تريدُ سلامَها؟
خذْ كلَّ لحنٍ لم يُقلْ عندَ الزنادِ
ولا تَلُمني في مغارةِ خيبةٍ حطَّتْ هناكَ
وغادرتْ بينَ القوافلِ واللغةْ
لم يبقَ إلا معصمكْ
وبعضُ أسماءِ الحقولِ فما قضتْ تلكَ الخيولُ
كتيبةٌ للآخرةْ
وجلُّها كان احتباساً في الغيومِ وبعضُها الآنَ معكْ
بَرَداً ،يجلِّلُ ميسرةْ
عٌرساً ،يجلجلُ ميسرةْ
عهدٌ سيبقى يُنشِدُ العشقَ الذَّبيحَ ولا يكفُّ عنِ النِّداءِ بمنْ سلكْ....

3

خطابنا الآن انتهى في المارقينْ
ولم يعدْ إلا الذي بدأت بهِ لغةُ الطريقِ
بما ترسَّمَ في الوتينْ
وما تخلَّدَ في اليقينْ
كلُّ اللغاتِ المستباحةِ والمعاجمُ في سقوطِ الأبجديةْ
فلتمتْ تحتَ الحريقْ
لا لمْ تعدْ ذاتَ زمانٍ أو مكانٍ بيننا
ولم تكنْ يوماً تليقْ
فالسَّنابلُ لا تقومُ على ترابٍ مُلتَبسْ
مستباحٍ بالخديعةِ والغوايةِ والدنيّةْ
ومثلُها كانَ الغريقْ
والحياةُ تُسْتَحَقُ لواقفِ الرّوحِ المعتّقِ بالإباءِ
وصانعِ المجدِ مطيّةْ
عندها تحلو الحياةُ وتُستثارُ المشربيَّةْ
هذا بيانُ الاستعادةْ
فاسترحْ يا ميسرةْ
فالحروفُ المستجدَّةُ بعدَ عرسكَ يا أخي
لن تكونَ سوى الرصّاصةْ
وجملةٍ مفجِّرةْ
وغابةٍ من أقحوانَ تسيرُ موعدَ للصّهيلِ
على شفاهٍ للأغاني السّاحرةْ
يا ميسرةْ....يا ميسرةْ..........

2-4-2013