أمريكا لمحمود عباس: فياض قبلك في السلطة....!

قالت مصادر رسمية ان الاجتماع الذي كان من المقرر ان يجمع مساء الخميس الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض، وكان من المحتمل ان يقدم فيه فياض استقالته، قد تم تأجيله، وذلك بعدما استبعدت واشنطن رحيل فياض.

واكدت مصادر فلسطينية رسمية ان اللقاء الذي كان من المقرر ان يجمع عباس، الذي عاد امس الى رام الله عبر عمان من اجتماعات عربية في قطر، بفياض، تم تأجيله الى اجل غير مسمى.

وكان ممثل لوزارة الخارجية الاميركية قال في لندن انه، على حد علمه، فان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لن يستقيل من منصبه، وقال “انه باق في منصبه على حد علمي”، ما فهم منه أن واشنطن مصرة على بقاء فياض..!

هذا وذكّر مصدر أمريكي أن الولايات المتحدة في مشروع السلطة الفلسطينية قد أعطت التفويض لرجلين منذ البداية الأول هو سلام فياض حتى قبل محمود عباس الذي اضطرت لفرضه على ياسر عرفات كرئيس وزراء لها والثاني هو الجنرال كيت دايتون وفريقه في شأن أجهزة السلطة وإعادة رسمها.

وكان عضو اللجنة المركزية« لحركة فتح جناح السلطة» عزام الاحمد اكد في وقت سابق في حديث لاذاعة صوت فلسطين ان “اجتماعا سيعقد الخميس بين رئيس الوزراء سلام فياض والرئيس عباس ، لحسم استقالة فياض من عدمها بعد الخلاف الذي حصل بينهما اثر قبول رئيس الحكومة استقالة وزير المالية نبيل قسيس”.

واوضح ان “الرئيس عباس يصر على ان قسيس لا يزال وزيرا للمالية واليوم يجب أن يقرر فياض” ما اذا كان سيبقى قسيس وزيرا وإلا يقدم رئيس الحكومة استقالته.

وفي وقت سابق قال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى ان فياض “جهز رسالة استقالته تمهيدا لتقديمها (الخميس)« للرئيس» عباس”. واوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته ان فياض كان اعد استقالته منذ 23 آذار لكن تأخر تقديمها بسبب زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ورحلات عباس الخارجية. وقال مسؤول من فتح ان عباس خاطب اعضاء« المجلس الثوري لفتح السلطة» خلال الاجتماعات التي انتهت الجمعة قائلا “انني غاضب على الحكومة اكثر منكم جميعا”.

من ناحية أخرى واصلت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، أمس، عربدتها في الضفة الغربية، بينما توغلت بشكل محدود شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وأطلقت النار على شاب فلسطيني معوق أثناء عملية اعتقاله، ومعه 10 فلسطينيين في أنحاء مختلفة من الضفة، فيما أصيب 5 فلسطينيين وجندي “إسرائيلي” بجروح، خلال مواجهات في بيت لحم، في وقت اقتحم مستوطنون متطرفون يتقدمهم سياسيون “إسرائيليون” الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل بذريعة عمل برنامج تلفزيوني مصور و ذلك بعد يومين من اقتحام المسجد الأقصى لقوة من الجنود الصهاينة بينهم مجندات بلغ عددهم 170 في صحبة عشرات المستوطنين الذين دنّسوا باحات الاقصى.

ورفضت “إسرائيل” خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لاستئناف مفاوضات التسوية التي تقضي بالتفاوض بداية حول قضيتي الأمن والحدود، فيما أقدمت كندا على خطوة تجاوزت فيها القوانين والأعراف الدولية عندما اجتمع وزير خارجيتها جون بيرد مع وزيرة القضاء والمسؤولة عن ملف المفاوضات تسيبي ليفني في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، في مؤشر يحمل اعترافاً ضمنياً بسيادة الاحتلال عليها . واعتبر رئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، أن التحركات الأمريكية الأخيرة تهدف إلى إعادة ترتيب المنطقة كي تكون “إسرائيل” جزءاً منها، مشدداً على أن “محاولات تصفية القضية الفلسطينية ستفشل، ومحاولات ترتيب المنطقة بعيداً عن روح الإسلام والعروبة والثورة وإرادة الشعوب ستفشل أيضاً” .

إلى ذلك، دفعت الضغوط الغربية والأمريكية، خصوصاً، إلى تأجيل لقاء كان مقرراً أمس بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض لحسم الخلافات بينهما، والتي تتمحور أساساً حول استقالة وزير المالية نبيل قسيس .

وقال ممثل لوزارة الخارجية الأمريكية على هامش اجتماع مجموعة الثماني في لندن إنه، على حد علمه، فإن فياض “لم يقدم استقالته وفق معلوماتي . لن يقوم بذلك . إنه باق (في منصبه) على حد علمي”، ما اعتبر رسالة مسبقة من الجانب الأمريكي لعباس قبيل اللقاء الذي تم تأجيله، وذلك بعدما أجمعت معظم المصادر الفلسطينية على احتمال استقالة فياض .