السبت 20 نيسان (أبريل) 2013

حركة فتح إلى أين – إصلاح أم تفتيت .؟

السبت 20 نيسان (أبريل) 2013 par د.محمد ناصر الخوالدة

يشدني بين قوافل المناضلين وأصحاب المواقع والباحثين ورؤساء مراكز البحث (التي لا وجود لها) الذين تستضيفهم القنوات العربية، وخصوصا الذين لهم علاقة بالسلطة الفلسطينية , والتنظيمات الفلسطينية , وبالخصوص ممن هم أعضاء في حركة فتح ( الحزب الحاكم ) . لن أُسَمّْي أحدا ولن اطعن في كفاءة أحد (وأنا أصلا لا أحب أن احفظ اسم أحد)، لكن الحقيقة أن حضور الأغلبية الساحقة منهم مجرد استعراض وتعبئة وقت. معلومات اغلبها لا تزيد عما يقال وقيل و تلوكه الألسن منذ سنين طويلة . هؤلاء الذين يحاولون , إتحافنا , بالمعلومات , من خلال انتقاء الكلمات المختارة , والمكررة للأسف . يوهمون أنفسهم , بأنه في مقدرتهم إقناع المشاهدين , بأنهم الحريصين على المصلحة العليا للشعب الفلسطيني , وأنهم من جيل الشباب , الذين , قارعوا المحتل , أو أنهم من المخلصين لشعبهم وقضاياه وانه مغلوب على أمرهم , وليتهم يستطيعون درء المفاسد المحيطة بالسلطة الفلسطينية , لكنهم لا يملكون من القوة , ولا القرار, بحيث يصوبون الأمور ؟! وينسون بأنهم , يشاركون , أو شاركوا , في عملية الفساد , والإفساد , وأنه يجب أن تتم مسألتهم , والبدأ في الكشف عن ملابسات الفساد من خلالهم .
كيف ؟
أولاً : لأنهم جزء من هذه السلطة أو الأطر التنظيمية التي أفرزتهم , وكان الفساد يصول , ويجول أمامهم , وهم صامتون , وموافقون ؟!
ثانيا : قبولهم بمواقع , تعتبر , ترضية , ولشراء صمتهم , عما يجري من تجاوز للأطر التنظيمية , والقفز عن عملية التسلسل في الانتقال من موقع لأخر.
ثالثا : الإقرار بالفساد , بدون الإشارة إلى هويته , يعني أن طرح عملية الإصلاح تكتيكية وليست إستراتيجية , وأن هناك أجنده أخرى تتستر خلف طرح عملية الإصلاح , الغير محدد المعالم .
رابعا : الكل يعرف أن هناك فساد , ولكن , لا أحد يضع مواصفات هذا الفساد , وينظر إلى الفساد , فقط من خلال الأمور المالية والمواقع . ويتم التغاضي عن الفساد الإداري , والتنظيمي , والسياسي , والعسكري ( على صعيد الرتب ) , والفساد الأخلاقي ويمكننا إذا جاز التعبير إضافة الفساد التفاوضي .
فإذا القينا نظرة على ممن يتبوءون طرح مسألة الفساد , والإصلاح , نجد بأنه من الأولى بهم , أن يتقدموا , بتقديم , سيرتهم النضالية , والمالية , وعملية تدرجهم في سلم المراتب , والرتب . وهل يستطيعون تقديم أنفسهم للمسائلة , أمام قانون ( من أين لك هذا ) ؟ .
يشاهدون بالقنوات الفضائية العربية , يقدمون أحكامهم الجاهزة المسبقة على الوضع ، كلها معطيات تبعدهم باستمرار عن التحليل السليم للواقع الفلسطيني , ما قبل أوسلو , وما تلاها من قيام السلطة الفلسطينية . لذا يهربون من واقع الذات إلى مجال الكل ,حتى انهم يستغلون معاناة شعبهم , ويختبئون تحت عباءتها , مجال تخصصهم الكلام العام الذي تغلب عليه العواطف والأيديولوجيا والسياسة. كلام اغلبه غير مؤسس يمكن أن يقوله أي إنسان دون أن يحتاج ليكون محللا أو خبيرا ، أو أبن قضية الأساس فيها هو الاحتلال . بينما المفروض أن يكرسوا جل وقتهم لمقارعة الاحتلال .
يلاحظ , أن حاملي لواء الإصلاح والفساد على أكثريتهم لم يعرفوا , حلاوة الصداقة بين البندقية وصاحبها , ولم يعيشوا التجارب المختلفة للنضال الفلسطيني , بل كانت لهم تجربتهم إن كانت في الداخل أو الخارج , وهي محدودة , وليست متكاملة , وبالأكيد هذا ليس معيبا . الخارجون عن العمل العسكري , هم الوحيدون القادرون على الكلام (لم يستوعب خيالي بعد مشهد مناضل مشهود له بالعمل النضالي ومعروف بمواقفه الجريئة , يجلس بالاستديو يجادل بدون توقف) . لكن مكسب جماعة الإصلاح , والمناضلين ضد الفساد , وراحتهم يكمنان في أن كلامهم غير ملزم وغير محرج لأحد (لا يبكّي الراعي ولا يجوّع الذئب) بل غير جدي في بعض الأحيان لأنه يخرج عن العقل إلى العواطف ويتجاوز التحاليل السياسية الاستراتيجية والعسكرية إلى الخطاب الداخلي .
منهم من يرى في المرحلة الحالية التي يعيشها الشعب الفلسطيني بأنها خرجت عن العسكرة , وعن النهج الذي كان سائدا في الخارج ومنهم من يرى بأن القادمون من الخارج قد ولى عهدهم ؟! . وهناك من أشار إلى الفوضى التي تعصف بالشارع الفلسطيني وهناك من يتحدث عن مخاطر وجود المسلحين , المتموقعون , في شوارع غزة والضفة . وبين القادة , وأبطال الإصلاح , ممن له وضعه التنظيمي سواء على صعيد تنظيم الداخل أو ممن يقبع في الخارج , ومنهم أصحاب الرتب,التي تتجاوز عملية الحصول عليها , سنوات عمرهم !؟ وهم الذين يتداولون , من خلال شاشات القنوات الفضائية ألعربية كل مساء ، مسألة الإصلاح .
أتساءل عن عدد الذين زاروا المخيمات في فلسطين , أو يجلسون مع أبناء الشهداء , أو يعرفون متى تصل مخصصات أسر الشهداء في السنوات العشر الأخيرة.
بعد , اتفاق أوسلو , وما قبله , قيل عن قائد فلسطيني , انه أقترح , إرسال المناضلين إلى بيوتهم , وتقليص عدد , المقاتلين إلى عدد معين , بسبب الضائقة المالية , التي قيل إنها تلم في منظمة التحرير الفلسطينية , آنذاك ؟! لكن هذا القائد , لم يعلمنا هل كان هذا الاقتراح كان سيصيبه مع القيادة الفلسطينية , أم أنه , مع هذه القيادة كانوا منزلين , ولا ينطبق عليهم هذا الاقتراح ؟ وهناك من يحاول إقناعنا , بعدم جدوى النضال الفلسطيني في هذه المرحلة , ومنهم من يشرح تكتيكات لا أحد يفهم منها شيئا ، بما في ذلك المحيطون به . وهناك من يستكثر صرف المخصصات للكوادر في الساحات الخارجية , وهناك مسؤولين ماليين دعوا لعمل الكوادر في قطاعات خاصة وهم لم يشرحوا يوما ما للكوادر الفلسطينية ولم يقدموا شيئا عن آلية جدولة المخصصات أو إلى أين كانت تذهب الإقتطاعات التي كانت تخصم من المخصصات. وأخر يقول أن كوادر الخارج يتواجدون بين أهلهم وأسرهم ، أحيلوهم على التقاعد أو يسرحوا ، وهناك من عارض اتفاقيات أوسلو ، وللأسف لم يستثمر مواقف الرافضين لها مثله ولا عمل شيء ليثبت معارضته كحقيقة واقعة على الأرض ، وهناك من عارض الاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي, ولم يحرك ساكنا ولم يستثمر موقعه إبان اتفاقات أوسلو وما بعدها . والأمثلة كثيرة ممن تصيب الكوادر على مختلف مواقعهم في الداخل والخارج وهذا يعني أن هناك أزمة تعصف حركة فتح ولكن يبقى السؤال فتح إلى أين ؟ .
الأزمة داخل حركة فتح :
إن اشتداد التعارضات والصراعات داخل حركة فتح , والتي طفت على السطح بشكل علني وصريح بعد استشهاد الرئيس أبو عمار , لن تستطيع الأطر القيادية الحالية للحركة أن توقفها أو أن تعزلها . فهناك تيارات بدأت تظهر وتعبر عن نفسها وبشكل صريح وأخذت ترسم الخريطة التنظيمية ذات الرؤية السياسية التي ترى من خلالها مستقبل حركة فتح , وفق رؤيتها ومقاسها وإن التقت مع الطبقية والفئوية أو العشائرية أو الشخصية وحتى لو أدى الآمر إلى رسم خريطة جديدة لفتح , تقوم على التعددية والتبعثر واشتداد الصراعات الداخلية , وبشتى الوسائل للوصول إلى السلطة . وإذا نظرنا إلى الاحتمالات المطروحة لاستمرارية حركة فتح في ظل الوضع الراهن للحركة والذي وصلت بالصراعات الداخلية إلى نقطة ألا رجعة بين التيارات والتي تعمل تحت مسميات عدة , وكل منها له أجندته التي يعمل من خلالها , وينتظر الفرصة المتاحة للانطلاق نحو تطبيقها .
ومن هنا نرى وحسب القراءة المستقبلية لوضع الحركة بان عوامل التغيير وبحسب الطروحات العلنية أو الباطنية للتيارات المتصارعة في حركة فتح [أنها تتمثل بالتالي :
استمرار فتح كما هو حالها الآن الحفاظ على النظام الداخلي والمبادئ التي يحملها النظام الأساسي للحركة , وهو ما يفرض نفسه على طريقة عمل أطرها التي قد تنزل إلى تحت الأرض مع الحفاظ على بعض الأطر العلنية , وهذا يفرض عليها تضييق الأطر والانطلاق بأسس تنظيمية جديدة تحكم أطرها وأتباع أسلوب الديموقراطية المركزية في العلاقات التنظيمية في ظل تكاثر الأعداء أن كان على الصعيد الداخلي الفلسطيني أو في الخارج .
والتحول الثاني الذي قد يطرأ على الحركة , يتمثل في أن تتحول إلى حزب سياسي , وهو اتجاه قد يجد الكثيرين من المناصرين له بعد أن رأوا أن فتح أدت مهمتها كمعبر إلى فلسطين .
وهذا الآمر يتطلب الكثير من المتطلبات التي سيحملها برنامج الحزب الجديد والتي سوف يتضمنا البرنامج الداخلي للحزب والذي لا بد أن يجيب عليها , ومنها حق العودة ، وتحقيق السلام الكامل ، وشكل الدولة المقترحة ، ناهيك عن كافة الجوانب المتعلقة بالعلاقات الداخلية والخارجية ، والأعباء التي ستستدعي القيام بها إذا استلم هذا الحزب السلطة ، من التصدي لكل من يعارض الاتفاقات التي قد توقعها السلطة ، والذي لن يبشر إلا بحرب أهلية .
والاحتمال الثالث تحويل حركة فتح إلى حزب معارض ، وهذا يعني خروجها من المعادلة والتأثير على مجريات الأمور والقضية الفلسطينية ، مما يتيح للسلطة مهما كان شكلها لتثبيت أركانها داخل التجمعات الفلسطينية في ظل الدعم الاقتصادي غير المحدود والذي باتت ملامحه تلوح في الأفق . والذي جعل الكثيرين ممن كانوا محسوبين على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والذين كانوا في الصفوف الأولى للتصدي لما يسمى تيار الإصلاح والنضال السياسي والتفاوض كنهج وحيد للوصول للحقوق الفلسطينية ، من دعة هذا النهج . وقد يستفيد هذا التحول الجديد في حركة فتح إلى استقطاب فئات الشعب المتضررة من سلطة الحكم الذاتي ومن الوضع الداخلي التنظيمي للحركة .
والاحتمال الرابع ، تفتت حركة فتح إلى أحزاب أو تنظيمات .
كل هذه الاحتمالات واردة وهناك من هو جاهز ويتحفز للسير بها ، ويمكننا أن نرى السيناريو المعد والذي بداء العمل به منذ دخول م.ت.ف إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة والذي يتمثل بالتالي :
• إظهار الحركة بدون خطة عمل وأهداف واضحة .
• العمل على إظهار تصادم المصالح والصراع على النفوذ والسلطة والمال والحكم ، داخل كوادر الحركة ، وإلصاق هذا الأمر بالحركة بشكل عام .
• إظهار النعرات التنظيمية الداخلية من خلال (صرف) الرتب والمراتب التنظيمية ، وإيعازها إلى المحسوبية و القبلية والعشائرية .
• إبراز النعرات المناطقية والاستقطاب على هذا الأساس .
• استغلال سعي عدد من القيادات الحركية للبروز على حساب تفتت الحركة أو انحلالها .
ولا بد من الاعتراف بوجود أعوان لإسرائيل قادرين على تخريب استمرارية الحركة . وقد يتمثل ذلك من خلال بلورة الإستراتيجية الإسرائيلية والتي تقول ، لا يوجد هناك بعد شعب فلسطيني مكتمل النمو ، والهوية الوطنية – القومية غير موجودة ، حيث “أن القادة الوطنيين ما يزالون يفكرون بلغة العائلة لا بلغة الولاءات الوطنية كما أن الخصومات الحادة ليست غير عامة . على الرغم من الإقرار الإسرائيلي المتأخر الذي انتزعه الشعب الفلسطيني من الصهاينة والقائل” أن الهوية الفلسطينية تبلورت في مرحلة متأخرة “وبحسب كتاب يودفات – أوهانا” م. ت.ف الاستراتيجية والتاكتيك " (1981 ) ( ص،189) .
• العمل على الاقتتال الداخلي في خضم المرحلة الانتقالية من حياة الشعب الفلسطيني .
• العمل على احتدام الصراع بين الداخل والخارج ، وداخل كل طرف على حدة . في إطار هذا الموقف يجهد الكاتبان ( يودفات وأوهانا ) فكرهما في لا شرعية عودة اللاجئين إلى وطنهم . “..... وفيما يرضى الفلسطينيون الذين لم يتركوا أرضهم واستمروا في الاحتفاظ بها (سكان الضفة الغربية) ، بإنشاء دولة فلسطينية في الأماكن التي يعيشون فيها ، فأن منظمة التحرير الفلسطينية وحيث أن غالبية أعضائها تأتي من المخيمات ، واغلب قياداتها بأيدي المنفيين ، فانه من المحتمل أن يقودوا الدولة الفلسطينية إذا ما انشأت” (ص،68 ) ويقل الكاتبان أيضا : “برغم الشعارات ، فان من المشكوك فيه أن ينالوا ( اللاجئون الفلسطينيون ) قبولا طوعيا من جانب سكان الضفة الغربية ، الذين يعتبرنهم غرباء”.( ص، 68 ) إضافة إلى أن سكان الضفة “ينظرون إليهم باحتقار ... (ص،69) . بل إن الكاتبان توصلان إلى نتيجة مذهلة حقا مفادها أن اللاجئين”غزاة“، إذ يقولان :”إن عنصر الأرض أساسي في المجتمع العربي المحافظ ، وحيث أن اللاجئين لا يملكون أرضا ، فأنهم يعتبرون في وضع اجتماعي أدنى من الفلاحين في الضفة الغربية “..” إن امتصاص اللاجئين الذين لا أرض لهم ، من قبل السكان الأصليين في الضفة الغربية صعب على نحو سيئ . هل يقبل عرب الضفة الغربية بصورة طواعية امتصاص المنفيين واللاجئين الذين هربوا إلى لبنان وسوريا والأردن ؟ هل تقبل طبقة مالكي الأرض العرب ، سيادة عرب غزاة لا أرض لهم ؟ (ص،73-التأكيد لي ) .
• العمل بالتحريض المستمر على بعض القيادات ، والكوادر الفاعلة من بين الأطراف المتصارعة . والذي لا يعلم عقباه ؟! .
النتائج والعبر المستخلصة تتمثل بالتالي :
من خلال بعض الطروحات الداخلية للتيارات المتصارعة نرى أن أخطرها هؤلاء الذين يعملون على اندماج عدد من الأحزاب وتنظيمات الجوار في فتح بالشكل الظاهر .
هناك بعض الطروحات وإن تجري داخل أطر ضيقة ، ترى بأن تكون حركة فتح كحزب جزء من حزب أردني أو العكس أو كجزء من حزب إسرائيلي في منطقة الحكم الذاتي أو العكس طرح يتفق مع بعض المفاهيم التي تطرح حاليا كشعارات منها الدولة الفدرالية مع الأردن ، أو الدول المتفقة معا بشكل أو آخر ( فلسطين ، الأردن ، إسرائيل ) . ففي هذه الحالة قد تتشكل فتح كحزب أردني فلسطيني أو كحزب فلسطيني إسرائيلي أو كحزب ثلاثي . وقد يطرح أصحاب هذا الخيار استباق مرحلة الفدرالية بتحويل الحركة إلى هذا الشكل وحتى تحقيق أي من أشكال هذه الوحدة , فان أشكال الحزب من الممكن أن تطوع وفق قوانين البلدان الثلاثة وتتيح هذه الصيغة أو هذا الاحتمال بروز التأثيرات المتبادلة مع أحزاب كل من الأردن والأحزاب الإسرائيلية التي ستنشأ في منطقة الحكم الذاتي لو أستمر المستوطنات ، أو مع الأحزاب الإسرائيلية في فلسطين المحتلة 1948 . مما يعني توفير ميزة التأثير في إدارة وقرارات وتوجهات وأفكار وأعمال قيادات وأطر هذه الأحزاب بشكل اكبر واكثر وبالتالي سيمنح بمزيد من التحكم في الاستثمارات والاقتصاد والأموال والأنفاق العام . وعلى حساب مفاهيم النضال ضد الصهيونية خاصة إن كان هذا الحزب مختلطا مع حزب إسرائيلي بأي من الصيغ التنسيقية أو الوحدوية أو خلافه . وأردنيا سيكون لحزب فلسطيني أم أردني قدرة على التأثير على المجتمع وأدواته والحياة البرلمانية وأحزابها وكذلك كسب الرأي الشعبي لتشكيل قاعدة الحزب الشعبية ودائرة تأثيره ، وسيستثنى من الانتماء لمثل هذا الحزب سكان المخيمات مما قد يدفعهم لتشكيل حزب أو حركة خاصة بهم سترى النور برأينا في جميع الأحوال .
وهذا الطرح يعمل أصحابه ومنذ زمن على التغيير الهيكلي والفكري والعقائدي والتمهيد إليه بدأ منذ فترة طويلة .
ومن هنا ومن خلال صرخة ألم لما هو حاصل لهذه الحركة ، ومن خلال هذه الرؤيا المستقبلية لما ستؤول إليه فتح ادعوا جميع الحريصين على حركتهم وشعبهم الفلسطيني إلى اليقظة والاحتكام إلى الأطر والى المناقشة الهادئة لما ستؤول إليه الحركة والاحتكام أولا للمواد السبعة والعشرين الأولى من النظام الأساسي للحركة ومناقشتها بشكل مستفيض وتحمل كافة التبعات لكافة ما تنتجه الأطر من أفاق عمل الحركة المستقبلية .
فالنضال الفلسطيني ومنذ منتصف ثمانينات القرن الماضي ، أخذ عدة منحنيات ، منها ما هو نضال جماهيري سلمي ، وأخر جماهيري سلمي مواجهي وهناك من اتخذ من النضال المسلح بكل أوجهه في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، طريق نضالي وحيد . بعد اتفاق أوسلو وما تلاه من ملاحق , وما أن تم يوم الحشر الفلسطيني , داخل أسوار , الكانتونات , أفقنا جميعا علي هول فاجعة , سياسية , وعسكرية لا تقل عن تلك التي أفاق عليها آباؤنا في 5 حزيران (يونيو) 1967. ومن قبلهم اللاجئون أبناء نكبة1948 الفلسطينية . انقسم الناس ثلاثة طوائف ، واحدة أقسمت علي أن لا تثق في عسكري فلسطيني بعد اليوم (صحّ النوم) ، وطائفة صُدمت في مصداقيتها من خلال هول ما أحدثه المسار المتعرج والملتوي للعملية السلمية , غير مدركة أن تلك كانت البداية وان الآتي أسوأ بكثير (صحّ النوم أيضا) وطائفة كما أسلفنا سابقا اتخذت النضال المسلح . وفئة نستطيع أن نوصمها بالانتهازيين الوصوليين ، ممن لم يؤمنوا يوما بالنضال الفلسطيني إلا من مصالحهم ورجم الآخرين ، ولا يستطيعون العمل إلا من خلال مرشد ودليل ، ويلتقون مع الطروحات الإسرائيلية في حل القضية الفلسطينية بحجة المتغيرات العالمية . وهذا الأمر ينصب أيضا على معظم التنظيمات الفلسطينية . فالمخاطر تستوجب تحضيرا فلسطينيا من استنفار الوحدة الوطنية والسياسية بين القوى الفلسطينية والسلطة إلى تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ، والتهديد ، أو تنفيذ إعلان الدولة الفلسطينية ، كي تكون ولادتها مستقلة ، تعبر عن حقوق الشعب الفلسطيني ، وليس وليدة أزمة ، أو مرحلة على طريق الحل الشامل ، ناتجة عن وخز (الضمير العالمي المزعوم ) .
وهناك الكثير يمكن فعله فلسطينيا 0ولا يسعنا في هذا الصدد إلا طرح السؤال التالي ، هل يمكن أن يتصور أبناء الشعب الفلسطيني وأبناء فتح بالذات إصلاح أسوأ من هذا الإصلاح ؟ .
إن سياسة الإصلاح التي تدعو إليها بعض الفئات داخل حركة فتح متعددة ومتنوعة وتنفذ بأساليب مختلفة ، ولا تظهر غالبا للسطح لكن الخفايا تصبح واضحة إما عاجلا أو أجلا ، فينتاب أعضاء حركة فتح الهلع وينتاب الشعب الفلسطيني الذهول .
ويبقى السؤال المطروح الآن ، هل الدعوة إلى الإصلاح عملية إصلاح أم تفتيت . أم ستبقى فتح بالنسبة للبعض ... "I am working now in Fateh company”
أم ما أسلفناه يحمل الجواب ؟!!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 44 / 2165995

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف كتاب قيادة الانقاذ فتح  متابعة نشاط الموقع محمد ناصر الخوالدة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165995 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010