الأحد 21 نيسان (أبريل) 2013

إخوان الأردن يستعرضون القوّة ويحذّرون الملك

الأحد 21 نيسان (أبريل) 2013

حذّرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، من استمرار ما أسموه بـ»رعاية نهج البلطجة،» ودعته إلى «الاتعاظ بسقوط أنظمة في دول عربية»، كما وصفوا الولايات المتحدة الأميركية بـ»رأس الأفعى»، تنديدا بإرسال قواتها الى المملكة.

وجاءت هذه التحذيرات خلال مسيرة حاشدة في عمان أمس، قامت بها الجماعة، المكوّن المعارض الأبرز في البلاد. وتعتبر المسيرة الاولى منذ إجراء الانتخابات النيابية في كانون الثاني الماضي، إذ قدّم شباب الجماعة استعراضا للقوة، لكن الهتافات خلال المسيرة وجهت حصريا للملك عبد الله الثاني مباشرة، في الوقت الذي تخاطب فيها الجماعة عادة الأجهزة الأمنية والحكومة.

وشهدت المسيرة تحوّلاً في هتافات الجماعة، التي انتقدت الملك عبد الله مباشرة، بدلا من استخدام مصطلح «النظام»، وردّد المشاركون قائلين: «حرية من الله، غصبن عنك عبدالله» و»يا عبدالله افهمنا زين قبل ما تلحق حسني وزين» و»هي هي يا ظالمنا يا عبدالله يا بن حسين ما انت ناوي على الاصلاح.»

وقال المراقب العام السابق للإخوان، القيادي سالم الفلاحات، إن الشعب الأردني خرج منذ 30 شهرا «ليس لمصلحة خاصة»، رافضا الحديث عن وجود ثنائية بين الدولة الاردنية والإخوان، وحذر الفلاحات من تعرّض الأردنيين للإيذاء، وقال «كسر الله كل يد تمتد لكل أردني متجرّد..لا تحوّلوا بين قدر الله وبين أمة ومن عادى لي ولياً فقد آذن بالحرب.»

وفي الأثناء، جددت الحركة رفضها لتواجد قوات أجنبية وأميركية على الأراضي الأردنية، وقال الفلاحات إن ما جرى في العالم العربي «أوصل بعض الحكام للاستعانة بالقوات الأجنبية»، مضيفا: «هذا مرفوض والاستعمار مرفوض.. الشعب الأردني على استعداد أن يقف خلف الجيش الأردني، ولا نقبل بتدخل أجنبي حتى لو آذانا النظام السوري.»

وأكد الفلاحات في تصريحات للإعلام، إلى أن استعراض القوة لشباب الإخوان، لم يقصد به تهديد النظام، بل إنه استعراض يشبه استعراض الكشافة، وتفاوتت تقديرات المراقبين لأعداد المشاركين بما يزيد عن ستة ألاف، بينما قدّرتها مصادر أمنية بـ1500 مشارك.

ومن جهة أخرى كان قد تمكن مئات المعتصمين من الحركة الإسلامية ونشطاء الحراك الأردني ظهر الجمعة من التجمع ببساطة ودون إخلال أمني على دوار وصفي التل في مدينة إربد شمالي البلاد وسط مظاهر أمنية حرصت على إبعاد المناوئين من مجموعات الولاء.

وأثبت الحراكيون بصورة واضحة الجمعة بأن الحلقات الأمنية قادرة على التحكم ببعض نشطاء الولاء الذين يميلون للعنف وإبعادهم حيث خلت المسيرة من المجموعات التي تصفها المعارضة بالبلطجة والزعران.

معنى ذلك أن المتحرشين بالمسيرات الإصلاحية بإسم الولاء يمكن ضبطهم ويخضعون للرعاية من بعض الحلقات الأمنية وفقا للإتهام العلني الذي وجهه معارضون متعددون من بينهم الرجل الثاني في تنظيم الأخوان المسلمين الشيخ زكي بني إرشيد.

وكانت المسيرة التي إنطلقت الجمعة الماضية في مدينة إربد قد إنتهت بإصابات وجرحى وقمعت بقسوة في إطار الصراع بين مراكز القوى داخل النظام وأثار ذلك موجة عاتية من الجدل أثرت فيما يبدو على مجريات الثقة بحكومة الرئيس عبدلله النسور تحت قبة البرلمان.

وقمعت مسيرة الأسبوع الماضي بحجة منع وصولها لدوار وصفي التل لمقتضيات أمنية وبدعوى منع الإحتكاك بمجموعات الولاء المناوئة.

لكن مسيرة الجمعة وصلت لنفس الدوار بهدوء وبدون إحتكاكات فيما تغيب البلطجية عن الساحة تماما مما يعزز القناعة بأن بعض السلطات تستخدم مجموعات الولاء لقمع المتظاهرين المطالبين بالإصلاح. وعمليا تسبب الرد على ما حصل في إربد قبل أكثر من أسبوع بإنعاش نسبي للحراك الشعبي في الأردن فقد قدم الأخوان المسلمون في العاصمة عمان الجمعة رسالة سياسية إستعراضية عندما نظموا مسيرة في منتهى التنظيم.

وعمليا ظهر عدد كبير من الكادر الشاب للأخوان المسلمين في شوارع العاصمة وأمام المسجد الحسيني مرتدين الكوفية الحمراء التي تعتبر من الرموز الوطنية وتحرك هؤلاء الشباب بطريقة إستعراضية على نمط ‘الكشافة’ عبر صفوف منتظمة.

الرسالة هنا كانت واضحة أيضا وتشير الى ان الأخوان المسلمين ما زالوا بالساحة وفي حالة عافية وقوة كما ألمح الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور. في غضون ذلك دخل البرلمان في عطلة نهاية الأسبوع المناسبة تماما للإسترخاء بعد لحظات عصيبة عايشتها الحكومة خلال مناقشات الثقة البرلمانية فيما يبدو أن جبهة حليفة وسط النواب لرئيس الحكومة عبد الله النسور تتفكك أو تحتاج لإعادة بناء قبيل ساعات من التصويت على الثقة البرلمانية.

ولم يعرف بعد ما إذا كانت القوى الأساسية في جهاز الدولة ستتدخل لصالح الحكومة مع النواب الذين يميل معظمهم لحجب الثقة عن الحكومة وسط خطابات إستعراضية مضادة ومعاكسة للإتجاهات الحكومية.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع من المقرر أن يجري النسور سلسلة إتصالات ‘فردية’ مع أعضاء البرلمان أملا في إنقاذ الحكومة والحصول على ثقة البرلمان في توقيت حرج وحساس عمليا.
قبل ذلك ومساء الخميس أخفق النسور في التوصل إلى إتفاق حيوي مع كتلة التجمع الديمقراطي التي فاوضها مساء الخميس وإشترطت مبادرة النسور لتعديل وزاري سريع تدخل فيه الكتلة بشراكة مع الحكومة قبل الحصول على الثقة.

عمليا تعهد النسور للكتلة وقوامها 17 نائبا بإجراء تعديل وزاري بمجرد الحصول على الثقة وبعد عودة الملك عبد الله الثاني الذي غادر إلى واشنطن ظهر الجمعة لكن الكتلة أبلغت النسور أنها ستحجب الثقة ما لم تدخل في شراكة عبر تعديل فوري قبل التصويت على الثقة مما يعني بإن المفاوضات أخفقت.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2165776

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165776 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010