الثلاثاء 22 حزيران (يونيو) 2010

تحرير فتح أولا

الثلاثاء 22 حزيران (يونيو) 2010 par سميح خلف

لا ادري إلى متى تبقى حالة التشرذم هي الصبغة السائدة بين شرفاء فتح ، قضية تحرير فتح هي قضية مطروحة بين غالبية الشرفاء في هذه الحركة ولكن كيف ومتى هذا السؤال الذي استعصى على الاجابة ، اطروحات كثيرة تدور بين كوادر حركة فتح " اقصد هنا الكوادر الغير أوسلويين أو بانوراما اللوحات الأوسلوية التي أفرزتها أوسلو ومدرستها .
تدرك قيادة أوسلو ومستزلميها أن المرحلة القادمة ليست مرحلتها بعد أن تلقت عدة نكسات سياسية وأمنية وسلوكية على أيدي أسيادهم في تل أبيب ونيويورك وعلى ايديهم هم من فضائح سلوكية عجت بسيرتها مئات المواقع الاعلامية والاخبارية في السنوات بل الشهور السابقة .

أرادت تل أبيب ودولة الاحتلال أن تكون قيادة أوسلو قيادة مسلوبة الارادة شبيهة بتشكيلة لحد في جنوب لبنان بمهام أوسع وسيطرة أكبر على التجمع السكاني الفلسطيني في الضفة بعد أن فشلت في مهمتها في قطاع غزة ، أرادت دولة الاحتلال من هياكل أوسلو أن تكون مجرد أدوار تؤدي مهمة لا أن تبتكر اي مهام ولو كانت في مصلحتها بل اقتصر دورها على ما تجده من مهام مدفوعة الاجر المادي والمعنوي من الاحتلال ومن الغرب ومن أمريكا ، أرادوا لسلطة أوسلو أن تكون مثل المالكي أو مثل كرزاي .

تعلم قيادة أوسلو أنها غير مقبولة في الشارع الفلسطيني وتعلم تلك القيادة المزدوجة المهام والمواقع سواء في حركة فتح أو في ما يسمى “بالسلطة” أن جميع أوراقها محروقة ، إذا ً على ماذا تراهن عصابة العشره في سلطة أوسلو ، مازالت تراهن عصابة العشره على دبلجة ومونتاج لمؤتمر يسمى مؤتمر حركي يتم فيه اعطاءها الشرعية لتقوم بدور أوسع في تنفيذ برنامجها الذاتي والسياسي والأمني المرتبط مع الرؤية الصهيونية ، وهاهي سلطة أوسلو تهرول بعد تمنع وبعد رفض ووضع العراقيل في اتجاه ما يسمى بالوحدة الوطنية بين تيار فاسد وتيار دفع ضريبة الدم ودفع بالشهداء وتحمل الحصار من أجل وضع القضية الفلسطينية بصورتها الصحيحة أمام المجتمع الدولي بعد عدة تراجعات مميتة قامت بها قيادة أوسلو منذ عام 1978 .

يذهب تيار أوسلو للقاهرة عله يجد من صياغة تخرجه من ورطته ومن سقوطه أمام الشعب الفلسطيني والعربي بعد أن فقد أخر ورقة تحمي عورته نتيجة موقفه من الهجوم العدواني الشرس والهمجي على قطاع غزة التي قامت به قوات الاحتلال الصهيونية ، الحملات الاعلامية التي مارستها السلطة منذ اللحظات الاولى للعدوان كانت على أمل بأن ترفع المقاومة الرايات البيضاء ، وباءت آمالهم بالفشل ولذلك كانت السقطة الاخيرة ما قبل انتحارهم وبذلك هم يهرولون الآن إلى القاهرة حاملين معهم بعض أوراق القوى الاقليمية عوضا ً عن الاوراق الداخلية التي خسروها ويأملوا في مصالحة تعيد لهم رمق الاستمرارية في عملية انتهازية يستخدمون فيها تلك الاوراق التي بين أيديهم ولكن لماذا صرح عباس الآن بعد رفض منذ أيام بوجود حماس أو مقابلة مشعل لابد أن هناك في الأمر شيئاً ، تحدثنا عن الضرورة الذاتية لهذا التحرك ولكن هناك بعد دولي يفرض وجوده على مائدة الطرفين فتح أوسلو وحماس والمقاومة .

البعد الدولي يأتي من أمريكا ومن ادارة أوباما ولأن العالم لا يعترف إلا بالأقوياء ولا بالإنذال ولا بالتبع ، فإدارة الرئيس الأمريكي الجديد لا تمانع من حوار مع حماس ومع فصائل المقاومة ، ادارة أوباما درست أخطاء بوش جيداً سواء كانت أخطاء داخلية أدت إلى الكساد المالي العالمي والبطالة في أمريكا إلى أخطاء فادحة في العراق وفي أهداف الحملة البربرية على العراق التي قادها المجنون بوش ، هذه الاخطاء التي أفرزت قوة اقليمية لا يمكن تجاوزها الآن أو منذ سنوات ، هي قوة ايران الاقليمية ولأن الحل العسكري معقد امام ادارة بوش أما تقاسم النفوذ في منطقة الشرق الأوسط أو أمام ادارة بوش دعم حركة الاخوان المسلمين التي بدأها كارتر بدعمهم بــ500 مليون دولار ابان رئاسته لأمريكا مع فارق بسيط عندما دعمت أمريكا الاخوان المسلمين كان هناك الاتحاد السوفييتي الذي لا يعترف بوجود “الله” ومن هنا كان دعم الاخوان المسلمين أمام النفوذ الشيوعي في المنطقة ولكن هل تلعب اداراوباما لعبة أخرى الآن بدعم حركة الاخوان المسلمين واعطائهم أكثير مساحة في تشكيلات الحكم في المنطقة ، اذاً إذا كان الخيار الثاني فهي ورقة مقايضة تدخل فيها عملية الربح والخسارة لحركة الاخوان المسلمين واذا كان المطلوب منهم معاداة ايران ، ولكن الشيء الثابت أن حركة المقاومة الفلسطينية التي جابهت قوى الاحتلال وممارساتها والتي فشلت معها كل ادوات الحصار من تحجيم حركة المقاومة الاسلامية لا يمكن لأمريكا أن تتجاوزها ولا يمكن لإسرائيل أن تتجاوزهم أيضاً ولذلك هرول تيار أوسلو ليسعى إلى مصالحة مع حماس مع تنازلات قد يقدمها كان في السابق يرفض تقديمها وحماس تسعى لإستغلال الوقت لتنفذ برنامجها من خلال منظور الدمقرطة في عملية ذكية للسيطرة على الضفة الغربية أيضاً ، اجمالاً في حوار القاهرة الورقة السياسية الفلسطينية غائبة والذي سيطغى على السطح قضية التقاسم سواء في السلطة أو في منظمة التحرير ومن هذا الطرح تيار أوسلو هو المستفيد أكثر من حماس وفصائل المقاومة ولأن فصائل المقاومة أخذت الاعتراف من صمودها ونصرها أما تيار أوسلو فلقد سحب منه الاعتراف عمليا لأنه لا يمتلك أي أوراق ولا يحتكم عليها في أوراق اللعبة .

البرنامج السياسي الغائب في حوار القاهرة التي سيحاول تيار أوسلو طرح برنامجه ليحقق مزيد من المكاسب والوجود والتواجد ستسعى حماس بورقة هجوم مضادة تطالب فيها سحب أي اتفاق امني مع الاحتلال وسحب اتفاقية أوسلو والاعتراف بخارطة الطريق ، أما المبادرة العربية فستطالب حماس بتعديل بعض البنود فيها ومن هنا وأمام هذا التناقض الكبير ستغيب قضية البرنامج السياسي ليحدث التوافق على التقاسم المرحلي في المؤسسات والدوائر الامنية والعسكرية على امل أن يعد كل منهما عدته لما يسمى الانتخابات المبكرة .

بلا شك أن حماس وقوى المقاومة في حوارهم مع تيار أوسلو لن يحققوا أي ايجابيات بل وجود حماس وفصائل المقاومة على مائدة الحوار سعياً لاتفاق أو توافق مرحلي هو سيزيد من عمر تيار أوسلو المتهالك ولذلك وفي اعتقادنا وقبل حوار القاهرة كان على حماس وحركة الجهاد الاسلامي وباقي فصائل المقاومة أن يمدوا أيديهم للشرفاء في حركة فتح لحوار معهم ولإئتلاف سعياً لتوحيد البرنامج السياسي والامني وسعياً وتعاوناً من اجل تحرير فتح من مغتصبيها ومشوهيها ومن العملاء الذين يتحكمون في قرارها ، في اعتقادنا كان هذا هو الموقف الصائب فالضرورة الملحة أن تحرر فتح أولاً مقدمة لانجاز اي برنامج وطني يعزز من الحضور الفلسطيني في مجال المقاومة والمجال السياسي والمجال الأمني وعندئذ سيتحدث الجميع عن رؤيتهم لما يقدم لهم على المستوى الاقليمي والمستوى الدولي وخاصة من ادارة أوباما وسبل مواجهة حكومة المتطرفين الصهاينة بقيادة نتنياهو .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 31 / 2165976

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165976 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010