الثلاثاء 23 نيسان (أبريل) 2013

الكيان والشرق الأوسط الجديد

الثلاثاء 23 نيسان (أبريل) 2013 par بركات شلاتوة

في هذه الأيام يحتفل الكيان الصهيوني بالذكرى ال65 لاغتصاب فلسطين وتهجير شعبها وإقامة “دولة إسرائيل” على أراضي الفلسطينيين بعد تنفيذ مجازر وحشية بحقهم وطرد من تبقى منهم، وذلك بتواطؤ دولي رعته بريطانيا التي منحت فلسطين التاريخية لليهود على طبق من ذهب من خلال وعد بلفور المشؤوم الذي سهّل سيطرة العصابات الصهيونية على فلسطين بعد انتهاء الانتداب البريطاني على البلاد .

ومع الأيام الأولى للاحتلال الصهيوني وإقامة الكيان بدأت المؤامرات تحاك ضد فلسطين وشعبها لتمكين الاحتلال واستلاب الأرض شيئاً فشيئاً لصالح الاستيطان اليهودي ومحاصرة الفلسطينيين في جيوب وعرة بعيدة عن المناطق ذات الوفرة أو التي تحمل أهمية استراتيجية . لذا فإن المستعمرات الصهيونية في بداياتها توزعت على الجيب الساحلي من فلسطين التاريخية سالبة السهول والبطاح والمواقع ذات الأهمية العالية، وتركت الاراضي الوعرة والجبلية القاحلة للفلسطينيين، ثم امتدت الأطماع إلى هذه المناطق التي أصبحت تعلو جبالها المستعمرات الصهيونية في الضفة الغربية والقدس وغور الأردن .

على الجانب الآخر، سعى كيان الاحتلال إلى الحصول على الشرعية وقبول المحيط به من خلال البحث عن علاقات أو “سلام” مزعوم لتحييد الدول العربية من الصراع مع الفلسطينيين من خلال تحويل الصراع العربي- الصهيوني، إلى صراع فلسطيني- “إسرائيلي”، خاصة بعد توقيع معاهدة “كامب ديفيد” مع مصر في عهد الرئيس أنور السادات، وفتح كوّة في جدار الرفض العربي .

الآن وبعد 65 عاماً على قيامها، تحولّت “إسرائيل” من موقع الدفاع إلى الهجوم، ونستذكر عدوانها على تونس ومصر والسودان ولبنان وسوريا والعراق، فيما تتواصل جرائمها اليومية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وتحاول الإجهاز على ما تبقى من أرضه واستكمال تهويد مقدساته تحت سمع وبصر العالم والأمتين العربية والإسلامية .

كما أن “إسرائيل” تحوّلت من باحث عن علاقات و”سلام” مع الدول العربية بعد قيامها، إلى رافض لأي سلام في ظل لهاث العرب خلفها واستجدائهم إياها للموافقة على تطبيع علاقاتها معهم، ويتجسّد ذلك بشكل جلي وواضح في مبادرة السلام العربية التي ما زالت على الطاولة منذ أحد عشر عاماً رغم أن “إسرائيل” رفضتها منذ اللحظة الأولى بعد أن داستها جنازير دباباتها عام 2002 أثناء عدوان “السور الواقي” قبل انفضاض قمة العرب التي طرحت المبادرة .

ولأن “إسرائيل” مدركة تماماً لما يدور وتعلم أن كل ما يجري في العالم العربي من قتل وتدمير وعنف وفوضى وإرهاب ونزيف يصب في صالحها، يتبجح ثعلبها الماكر شمعون بيريز بالقول في ذكرى إقامة كيانه الدموي على الأرض الفلسطينية، “سنحتفل بالسلام مع جيراننا” في الذكرى ال70 لإقامة “إسرائيل”، كما يتدخّل بكل وقاحة وصفاقة في شؤون العرب الداخلية ويوجه جامعة الدول العربية لما ينبغي أن تفعله تجاه الأزمة السورية . هذا ما حلم به بيريز وهذا ما بدأ يتحقق، إنه “الشرق الأوسط الجديد” .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2165875

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165875 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010