الثلاثاء 23 نيسان (أبريل) 2013

ماذا يخطط للمشرق العربي الآن؟!

الثلاثاء 23 نيسان (أبريل) 2013 par كاظم الموسوي

ليس جديدا ما يتعرض المشرق العربي له من سيناريوهات لمخططات عدوانية توصل كلها إلى خطر فعلي، ولكن الجديد فيها قد يكون اشد خطورة من خطط الاستعمار البريطاني وإجراءاته قبل قرن مضى. سعة المشاركات فيها والتواطؤ كما كانت سابقاتها تثير أو تؤشر إلى طبيعتها ووراثتها للأحلاف العسكرية العدوانية التي كان يرسمها الاستعمار الغربي في المنطقة. والمتابع لما يجري هذه الايام خصوصا يتوصل إلى ان غيوم العدوان والتقسيم والتدمير لدول المشرق العربي التي واجهت احلافه تتلبد علنا وتتشكل مشاهدها، كما ان هناك اعلانا عن توافقات تقدم فيها اطراف عربية ما تتحكم فيه من ثروات وأراض مشرعة لقواعد عسكرية ومساعدات لوجستية وتخادم صريح وتعاون واضح ومتكامل مع تلك السيناريوهات العدوانية.
الحديث عن السيناريوهات بات علنا وبلا حرج، في اجتماعات رسمية موثقة تقودها الادارة الاميركية مباشرة، سواء من قبل أجهزتها أو وزراء خارجيتها أو حربها. وتسرب بعض منها عبر وسائل الاعلام لزيادة التأكيد عليها ولجس النبض فيها وقراءة ما قد يعترضها في اية حالة منها. وهي تطبخ تحت نار هادئة. تذكر بما جرى سابقا مع العراق قبل احتلاله، واعادة انتاج الصورة ذاتها بأشكال مشابهة تهربا من ادوار معلومة وما اصاب الشعب العراقي جراء ما حدث. (إلا ان الرياح لا تجري دائما كما تشتهي السفن!).
في عواصم عربية اجتمعت لجان الحرب والعدوان، ترأستها وزيرة خارجية اميركا هيلاري كلنتون قبل انهاء اعمالها ومن ثم يواصلها خلفها جون كيري وقواد الحرب والبنتاجون من فترة وأخرى. ويقوم وزير الحرب تشاك هيغل بالتوقيع على نسخة اخيرة ببيع كميات هائلة من الأسلحة إلى بلدان عربية لإنقاذ الاقتصاد الاميركي ومساعدته على حل ازماته من جهة ولتحشيد الساحات أمام السيناريوهات المخططة للمشرق العربي من جهة أخرى، أو في الوقت نفسه. وإذا كانت الخطط السابقة بدون أي دور للكيان الصهيوني فإن هذه المشاريع تقوم بمساهمة فعالة منه وبموافقة كاملة من الأطراف العربية المتفاعلة مع هذه السيناريوهات، وهناك وقائع مدونة تؤكد أن “دولة” عربية اصرت على الكيان الصهيوني بضرورة السير بفكرة الإعداد لعمل عسكري ضد سوريا، تحت مسمى “تهديد الترسانة الكيميائية السورية”.
من جهة أخرى نشرت وسائل الإعلام عن ارسال 200 جندي اميركي الى الاردن، بعد ان كان قد وصلها حوالي 150 جنديًّا في فترة سابقة. وهذه القوة هي طليعة قوة عسكرية تضم نحو 20 ألف جندي، من المقرر وصولهم الى الحدود السورية الاردنية. كما كشفت صحيفة لوس انجلوس تايمز (17/4/2013)، وأوضحت ان القوة العسكرية التي ارسلها البنتاجون تتضمن وحدات مختصة بحراسة الأسلحة الكيماوية، وأخرى من الدفاع الجوي لتأمين المجال الجوي الأردني، إلى جانب قوات مقاتلة لتشارك في أي تدخل عسكري في سوريا يقرره البيت الابيض. ورغم استمرار النقاش بين وزير الحرب والإدارة وكذلك قيادات الجيش والبنتاجون واختلافاتهم حول ما تقوم به الادارة الاميركية وما ينتظرها من نتائج عملية، لا سيما بعد تجربتها في افغانستان والعراق، فإن القوات العسكرية بدأت في انشاء قاعدة عسكرية لها في الأردن. كما ان الاستعدادات العسكرية والتحضيرات قائمة ومتواترة واعادة انتاج الادوار العدوانية والخدمات اللوجستية مستمرة، رغم اختلاف الظروف وتباينات الأوضاع.
ما نشرته وسائل اعلام (19/4/2013) عن صفقات الاسلحة للبلدان العربية افادت ان قيمتها بلغت عشرة مليارات دولار اميركي، بينما تباع للكيان الصهيوني “مجانا”، وليس هذا وحسب، وانما نوعيتها وخدماتها، ومن بينها اسلحة تصدر لأول مرة خارج الولايات المتحدة، وفق ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز (18/4/2013)، تحت غطاء مساعدة الدول الثلاث على مواجهة أي تهديد من جانب إيران (!). وتشمل غزوة هيغل الكيان والأردن والسعودية ومصر والإمارات، ولا يغفل تركيا وخطط المناورات المشتركة والأدوار الجديدة لها، مع تصريحات قيادات الناتو حولها. وتأتي بعد صولات الرئيس اوباما والوزير كيري.
بالتأكيد تسعى الادارة الاميركية إلى هذه الصفقات العسكرية الكبيرة، و“تريد الحفاظ على التفوق النوعي الإسرائيلي بالتوازي مع ذلك”. وحسب وكالة رويترز عن مسؤول صهيوني إن “إسرائيل” تدرس عرضا أميركيا لتزويدها بصواريخ مصممة لاستهداف رادارات الدفاع الجوي، وبأنظمة رادار متطورة للطائرات الحربية، وطائرات للتزويد بالوقود في الجو، ونظام ذخيرة موجهة، لكن المسؤول لم يخض في التفاصيل. وأضاف أن هذه الأنظمة ستمول من المنح العسكرية الأميركية. (فهل قرأ المسؤولون العرب ذلك؟!)
انتقدت الخارجية الروسية إرسال قوات أميركية إلى الأردن والمعلومات التي تتحدث عن إمكانية نشرِ صواريخ باتريوت على حدوده معَ سوريا (19/4/2013). صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش “إنها ليست على الإطلاق التحركات اللازمة للخروج من المأزق في سوريا. هذه التحركات ستفاقم الأزمة في سوريا التي تتخذ بعد كارثة إقليمية”.. وقال لوكاشيفيتش “إن عمل الأطراف كافة يجب أن يتركز على إطلاق العملية السياسية في سوريا لا على تصعيد التوتر على الحدود مع هذا البلد”. وأضاف “نحن نعتبر أن مثل هذه الخطوات يتعارض مع الالتزامات السياسية والمواقف التي تم الاتفاق عليها في جنيف من قبل كافة اللاعبين الخارجيين الأساسيين للتسوية السورية العام الماضي”. وكرر دعوته “الشركاء الغربيين والإقليميين بالامتناع عن هذه الممارسات الخطرة والانتقال إلى الإيفاء بالتزاماتهم السياسية”.
وبموازاة ذلك تسخن المشاهد السياسية في لبنان والعراق، وتتازم الحالات السياسية والاجتماعية فيهما في توجيه وتخطيط واضحين لإشغالهما والتفرغ للسيناريوهات المبيتة. كما يحصل الأمر مع الشعب الفلسطيني الذي يراد منه قبول ما يطرحه الاحتلال وقياداته اليمينية المتعجرفة من ضغوط قاسية للسير في عملية تصفية القضية والحقوق المشروعة.
هذه بعض الوقائع على الأرض في المشرق العربي فهل ستأتي نتائجها كما يطبخ لها وكم من الدماء العربية ستكون وقودها؟!. واسئلة اخرى مفتوحة!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2178155

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178155 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40