لعبة التسوية..!

إلى اللاهثين وراء لعبة التسوية إلى كل المعذبين بوقع شرور الاسرائيليين وأضاليلهم وبطلان كل كلمة تخرج من أفواههم إن هي إلا محض زور ومناكفة وغواية يهودية تفوق غوايات الشياطين. يا كل أولئك احذروا بئر التسوية السياسية الذي تحفره إسرائيل لرميكم فيه..وإما رميكم بتهمة رفض السلام، وكلا الخيارين لا يقلان دموية ووحشية وجشعا عن خيارات اليهودي شيلوك تاجر البندقية.
ماذا في جعبة أحفاد شيلوك إذن وماذا تحمل شروط تسويتهم السياسية الموهومة كي يقبلون بها؟ وذلك من اعوجاج إيمانهم بأن المستوطنات اليهودية ليست هي العائق أمام السلام بل عدم الاستقرار المطلق في العالم العربي هو العائق أمام السلام.. هكذا يجري تحريف الحقائق ثم أليسوا هم الذين قيل فيهم في محكم كتابه:“يحرفون الكلم عن موضعه”..لا غرابة إذن لأنهم موصومون بكل ما يحمله الشيطان من مثالب ولعنات ووعيد بعذاب أليم....
لن نناقشهم بل نحاول إلقاء الضوء مجدداً على مخازيهم وأوهامهم في التسوية السياسية التي يروجون لها في محاولة يائسة للخروج من الدائرة التي وضعهم العالم فيها كمجموعة شريرة متمردة خارجة عن أبسط معاني الإنسانية.. ذلك لأنها تعطي لنفسها الحق في المطالبة بالحدود والأمن أما غيرها أصحاب الحق الشرعي فلا أمن لهم ولا حقوق لهم، ولنتصور معاً أن التسوية السياسية المقبولة لليهود والتي يروجون لها تقوم على ما سموه بجيوب يهودية قائمة في الدولة الفلسطينية العتيدة.
وبالمناسبة فقد ألغى المحتلون الإسرائيليون كلمة مستوطنة من قاموسهم الاحتلالي وأصبح اسمها (بلدة) وهكذا أصبحت المستوطنات بقدرة التزييف الاحتلالي بلدات يهودية في أراضي الدولة الفلسطينية وكشفت إسرائيل بذلك عن نيتها بأن القانون الدولي الذي ينص صراحة على عدم الاعتراف بالتغيرات التي أحدثها الاحتلال..ضربت به إسرائيل عرض الحائط وكأنه غير موجود واستبدلته بمنطق التاجر شيلوك الذي يريد اقتطاع رطل لحم من جسم المدين.. إلا أن إسرائيل تفوقت على سفالة وجشع ودموية شيلوك لأنها تريد الإبقاء على مستوطنة أرائيل شمال الضفة الغربية ومعاليه ادوميم في وسطها وكريات أربع في جنوبها إضافة إلى عشرات المستوطنات الموزعة على مفاصل الضفة الغربية المحتلة أي بعبارة أخرى تريد(جرم) الأرض المحتلة من بقايا لحمها حتى تتحول بـ (بالسلام الإسرائيلي) إلى هيكل عظمي لا يقوى حتى على الوقوف.
فأين التسوية وأين الدولة؟!!!
إن إسرائيل التي استولت على الأرض بكل أحابيل النصب والكذب وتزوير وقوة الباطل الزائلة في يوم ليس ببعيد.. ومهما اتخذت من شياطين الإنس والجن أعواناً ينصرون باطلها فإننا تعلمنا من التاريخ والعدل وصراع المظلوم مع الظالم أن الظلم الإسرائيلي مهما تعسف واشتد هو في عمر الزمن ساعة أما كيان فلسطين العربي المسلم إلى قيام الساعة.

 مفيد عواد