الجمعة 3 أيار (مايو) 2013

مخطط جديد لتسريع الحرب على سورية

الجمعة 3 أيار (مايو) 2013

بعض الرؤوس الحامية في قوى 14 آذار وامتدادتها من قوى متطرفة تحت تسميات مختلفة (أصولية وسلفية) بدأت تقرع طبول الحرب مع ارتفاع وتيرة التهديدات الغربية والأميركية والصهيونية والعربية الرجعية ضد سورية.

اللافت في هذه التهديدات أنها تأتي بعد الإنجازات الميدانية النوعية التي حققها الجيش العربي السوري في أرياف حمص والقصير وحلب وإدلب ودمشق وغيرها، وفيها وجّه ضربات حاسمة للمجموعات المسلحة من كل الأجناس، فسقط مئات القتلى من المجموعات الشيشانية، والتونسية والخليجية، والكوسوفية والغربية، والتي ترافقت كلها مع انحسار على صعيد الدولي لتأييد مسار الحرب القذرة على الدولة الوطنية السورية، تجلّى في تراجع حضور ما يسمى مؤتمر “أصدقاء سورية” الذي عُقد مؤخراً في اسطنبول من أكثر مئة دولة إلى 11 دولة فقط، وفي ازدياد التناحر والانقسامات بين المعارضات السورية.

ثمة من يرى أن كل هذه اللوحات الدموية هي سباق مع الزمن لتحقيق أي انتصار للمعارضات السورية قبل اللقاء المنتظر بين فلاديمير بوتين وباراك أوباما، ليستعملها في وجه قيصر الكرملين، وإذا كان ذلك صحيح إلى حد ما، فإنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها حلفاء واشنطن - تل أبيب إلى ذلك، فالقمة الروسية - الأميركية جرى تأجيلها حتى الآن مرتين، وفي كل مرة كان يحصل التأجيل لأن الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا يراهنون على نصر ما، فيحصل العكس، لتبلغ قمة هجومهم على سورية بتغطية عربية في إعطاء موقع سورية في جامعة نبيل العربي إلى المعارضات، بعد أن قرروا تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة تاجر السلاح الأميركي من أصل كردي سوري غسان هيتو.

لكن حسابات الحقل الأميركي لم تتطابق مع بيدر الوقائع الميدانية، بحيث تفيد المعلومات بأن الدبلوماسية الأميركية والغربية والرجعية العربية، بالإضافة إلى التركية بالطبع، مصابة بإحراج كبير وبصدمة مذهلة، لأنها على حد تعبير أحد الدبلوماسيين الإنكليز: “نحن نمرّ في إحباط وانعدام التوازن في كل ما يتعلق بالتطورات السورية، التي ما عدنا نعرف تماماً إلى أين تتجه”، خصوصاً أن كل ما تقرر بشأن إسقاط النظام باء بالفشل، فـ“الائتلاف الوطني” تصدع، وحكومة غسان هيتو المزعومة لم تأت إلا بالفشل الذريع.

هل يعني ذلك أن قمة بوتين – أوباما المنتظرة ستنتج عجيناً؟

وفقاً للتطورات الحاصلة، فإن كل المعطيات تشير إلى إمكانية تأجيلها، لأن واشنطن وحلفاءها يراهنون هذه المرة على أمرين:

الأول: تلفيق الأكاذيب حول استعمال الجيش السوري للسلاح الكيميائي، ولهذا يعمل أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون على تلفيق ملفات مزوّرة وكاذبة بهذا الشأن، لكن المنظمة الدولية تلقت صفعة مدوية حينما أكدت موسكو تسييس الأمم المتحدة لموقفها في ما يتعلق باستخدام أسلحة كيميائية في سورية، مشيرة إلى أنه يمكن أن يكون سبباً للبدء بحرب، وصعّد وزير الخارجية الروسي فيما بعد من لهجته باعتباره أن استخدام ذريعة السلاح الكيماوي في سورية أمر خطير، وهناك قوى خارجية تسعى إلى إسقاط النظام السوري بأي وسيلة، وهذا لن يحصل.

الثاني: تراهن واشنطن على الانتخابات الرئاسية الإيرانية في شهر حزيران المقبل، وبالتالي فهي بعد رهاناتها على تطورات في دول الجوار السوري، وانفضاح مشاريعها الجهنمية، تخطط لإرباك الساحة الإيرانية، على نحو ما حصل في العام 2009، معللة الآمال بإمكانية فوز ما يسمى التيار الإصلاحي، وبعودة ما تسمى “الثورة الخضراء” على طريقة ما يسمى “الربيع العربي”، ما يعني أن احتمال تأجيل القمة المرتقبة بطلب أميركي، وهو ما حصل فعلاً حيث تقررت هذه القمة في شهر أيلول المقبل بدلاً من حزيران.

في هذا الوقت، يبدو الارتباك واضحاً على كل المحاور المعادية لسورية، فالبريطاني يحذر قائد أركان جيوشه من التورط في الوحول السورية، فيما الفرنسي يزحف نحو بكين وموسكو متوسلاً الدعم الاقتصادي من جهة، ومتسولاً موافقتهما على إرسال قوات دولية إلى مالي لمساعدته على الخروج من مأزقه.

في هذا الوقت، حاول الرئيس الأميركي أن يتمظهر بالقوة في مواجهة سورية، فوعد بإجراء تحقيق جدي في احتمال استخدام أسلحة كيميائية في سورية، وجدّد تحذير دمشق من أن استخدام تلك الأسلحة من شأنه أن يغير قواعد اللعبة، وأكد وزير خارجيته جون كيري أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بجلسة مغلقة، أنه في حال تأكدت المعلومات عن استعمال السلاح الكيميائي في سورية، فإننا ربما سنفرض منطقة حظر جوي، أو سنبدأ بتسليح المعارضة.

لكن قائد الأطلسي وقيادة الجيش الأميركي ردّا بسرعة بنفي وجود أي خطط للتدخل في سورية، بيد أن المعلومات تشير أيضاً إلى مخطط تعده الولايات المتحدة و“إسرائيل” وتركيا وبعض الدول العربية، خصوصاً الخليجية، لتسريع الحرب واستعمال شتى الوسائل في محاولة يائسة لإسقاط النظام السوري قبل 14 حزيران، ولهذا هناك محاولات محمومة لاستدراج الأردن إلى الحرب ضد سورية، بتمويل قطري وسعودي، وهذا ما كشفه مستشار مرشد الثورة الإسلامية للشؤون العسكرية؛ اللواء يحيى رحيم صفوي، مشيراً إلى أموال هائلة تصرفها الدوحة والرياض لتحقيق هذا الهدف، وأنهما تقومان بتجنيد وإرسال آلاف المرتزقة إلى سورية.

هذا الواقع يعني ببساطة بعد الموقف الواضح لمستشار مرشد الثورة الإسلامية، تزامناً مع زيارة بوغدانوف للمنطقة، وتتويج زيارته للبنان بلقاء سيد المقاومة، وموقف لافروف الحاسم بأن طهران وموسكو و“حزب الله” قد ربطوا مستقبلهم بسورية، يضاف إلى هذا المثلث حلفاؤه على مستوى العالم، كمجموعتي “البريكس” و“شنغهاي”.

أمام هذا الواقع ثمة مهمة مُلحّة أمام حلفاء سورية في كل مكان، وهي الاستعداد للمواجهة وبدء الهجوم المضاد، من خلال استنفار كل قوى التقدم والتحرر والإسلام التنويري في العالم، للبدء بتحركاتها الشعبية والجماهيرية والإعلامية المتصاعدة لفضح المشروع الشيطاني.. وربما بدأت هذه المهمة، لاحظوا المظاهرات التي بدأت في تونس تضامناً وتأييداً للنظام التقدمي في سورية.

- أحمد زين الدين



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2180612

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2180612 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40