الجمعة 3 أيار (مايو) 2013

العدوان على سورية يستهدف فلسطين والمنطقة

الجمعة 3 أيار (مايو) 2013

لم أتفاجأ بما قرأت في صحيفة يديعوت الصهيونية (26/4/2013) حول تشكيل محور “4+1” العربي التركي لحماية “إسرائيل”، وسرعان ما ذكرني بـ“حلف بغداد” الذي كان يراد له أن يضم أتباع الغرب الاستعماري، لمواجهة مصر الناصرية، هدف الحلف الجديد: إيران، ومشروع المقاومة.

التطورات الدولية والإقليمية مع انتهاء عصر الانتصارات الصهيونية، وتحوّل الكيان من ذخر استراتيجي إلى عبء أثقل كاهل أميركا، فجّرت حراكات - صحوات شعبية، تسعى الولايات المتحدة لاحتواء بعض آثارها وحرفها عن مسارها، عبر تفجير الوضع في سورية التي تحتل موقعاً هاماً في محور المقاومة، واستغلالها للظروف المعقدة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لتصوّر للبعض إمكانية فكّ الترابط بين مواجهة التحديات الداخلية، والخروج التام من حالة التبعية للخارج، إلا أن الوقائع تؤكّد عجز الولايات المتحده عن احتواء تلك الحراكات - الصحوات وحرفها عن مقاصدها في المدى المنظور.

هذه التطورات فرضت على الولايات المتحدة التفكير بصيغ جديدة، قد تساعدها في كسب المعركة في “الشرق الأوسط” الضرورية لتأكيد هيمنتها على العالم، فكان التوجه لتنفيذ ما كان قد نُظّر له سابقاً “الفوضى البناءة” (الفوضى: تفكيك دول، البنّاءة: إعادة تركيب خارطة المنطقة) لبناء الشرق الأوسط الجديد.

لكنّ العقبة الكأداء أمام هذا التصّور الشيطاني كانت، وما زالت، القضية الفلسطينية المحرضة دوماً على المقاومة، وعلى رفض الشعوب العربية والإسلامية لعلاقات التبعية للولايات المتحدة، ولتصفية هذه القضية تُطرح الآن صيغة الاتحاد الكونفدرالي الأردني/الفلسطيني، بهدف التخلص من العقبتين الأساسيتين اللتين واجهتا مشاريع التسوية السابقة: القدس، وحق العودة، وهذا لن يتحقق إلا وسورية منشغلة.

كما أن صيغة “4+1” هي الوصفة الجديدة لحرف الصراع من صراع بين الأمة الإسلامية، وعدوها الصهيو أميركي؛ إلى صراع داخل الأمة، فيستعين بعض أبناء الأمة بالأعداء لتشكيل “ناتو شرق أوسطي” مرتبط بالناتو الأطلسي، بما يخرج “إسرائيل” من هزيمتها، لتقود “ناتو الشرق الأوسط”، بما يمكن الولايات من السيطرة على العالم العربي والإسلامي، وهذا لن يحصل إلا بإضعاف سورية وتفكيكها.

هذا هو سيناريو الأعداء، ولكن كما انتصرت المقاومة على الموجة الأولى من هجمة مشروع الشرق الأوسط الجديد، هي ستنتصر على الهجمة المتجددة، فهل يستفيق المخلصون من أبناء الأمة وقواها الحية، ليعيدوا تصويب البوصلة في الاتجاه الصحيح نحو العدو الصهيو أميركي، ليقللوا من عذابات وتضحيات أبناء الأمة المنتصرة؟ حتماً هذه هي سنّة التاريخ، وهذا هو وعد الباري عز وجل.

- وليد محمد علي



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2165265

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165265 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010