الجمعة 10 أيار (مايو) 2013

خيار المقاومة هو الوحيد لمن يريد أن يبقى المسجد الأقصى لأهله

الجمعة 10 أيار (مايو) 2013

أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن الرد السوري على العدوان الإسرائيلي الأخير على بعض المواقع في محيط دمشق هو بالعمل على كيفية إفشال أهداف هذا العدوان بالحد الأدنى والمتمثلة بإخضاع سورية والمس بإرادة قيادتها وجيشها وشعبها أو بالعمل على قلب السحر على الساحر وهذا ما فعلته القيادة السورية.

وقال نصر الله في كلمة له أمس بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاق (إذاعة النور): إن العدو الإسرائيلي قال إن هدف العدوان هو منع تعاظم قدرة المقاومة باعتبار أن سورية ممر للسلاح إليها وبالتالي فالرد السوري الأول أن سورية ستعطي السلاح إلى المقاومة وهذا قرار استراتيجي كبير وإذا ادعى العدو الإسرائيلي أن عدوانه يهدف لمنع تعاظم قدرة المقاومة فإن سورية ستعطي للمقاومة سلاحا نوعيا لم تحصل عليه المقاومة حتى الان وهذا أعلى من موضوع تعاظم قدرة بما يعني أننا ذهبنا إلى كاسر التوازن.

وأضاف نصر الله: دلوني اليوم على نظام عربي من الربيع العربي وغير الربيع العربي ومن الملكيات والإمارات والمشيخات يجرؤ رسميا أن يقدم بندقية للمقاومة الفلسطينية وليس صاروخا نوعيا بينما نرى أن قيادة تعرضت بلادها للعدوان قبل يومين تخرج وتقول إنني أريد أن أعطي المقاومة سلاحا لم تحصل عليه بعد.

وقال الأمين العام لحزب الله: إن العدو الإسرائيلي يقول إنه يريد إخراج سورية من معادلة الصراع معه وبالتالي فالرد الاستراتيجي الثاني الذي لا يقل أهمية وخطورة عن الأول هو فتح باب جبهة الجولان أمام المقاومة الشعبية.

وأضاف نصر الله: لمن كان ينتقد القيادة في سورية سابقا في موضوع فتح جبهة الجولان فالكل يعلم أن الفرق بين لبنان والجولان أن لبنان فيه هامش للمقاومة نتيجة أن العالم يعتبر أن الدولة المركزية ضعيفة فلا تدفع الدولة ثمن عمل المقاومة أما سورية فهي دولة مركزية قوية وبالتالي هذا الهامش غير متاح.

وقال نصر الله: بالحرب التي فرضتموها على سورية سيتحول التهديد إلى فرصة فأنتم فرضتم حربا على سورية لإضعافها وهذا يعني أن الهامش الذي يتيح قيام مقاومة شعبية في الجولان أصبح موجودا وبالتالي هذا رد استراتيجي كبير.

وأوضح نصر الله أن الرد السوري الثالث ليس من شأني التدخل فيه لأنه من خصوصيات القوات السورية التي جهزت منصات ووجهت صواريخ باتجاه أهداف في فلسطين المحتلة وأعطت الأوامر بالإطلاق والرد على أي عدوان جديد دون العودة إلى القيادة وهذا ما أرعب الإسرائيليين ودفعهم إلى إرسال رسائل تهدئة وتطمين فمن يجرؤ أن يفعل هذا في العالم العربي.

وأكد نصر الله أن المقاومة في لبنان مستعدة لاستلام أي سلاح نوعي ولو كان كاسرا للتوازن وللحفاظ عليه وهي جديرة بأن تمتلك هذا السلاح وأن تدفع به العدوان عن شعبها وبلدها ومقدساتها.

وقال نصر الله: كما وقفت سورية إلى جانب الشعب اللبناني ودعمت مقاومته الشعبية ماديا ومعنويا حتى تمكنت هذه المقاومة من تحرير جنوب لبنان فإننا في المقاومة اللبنانية نعلن أننا نقف إلى جانب المقاومة الشعبية السورية ونقدم دعمنا المادي والمعنوي والتعاون والتنسيق من أجل تحرير الجولان السوري المحتل.

وأضاف نصر الله: من موقع التقييم الهادئ وليس من موقع الحماسة والانفعال والعاطفة يستطيع كل من ينظر إلى المشهد في المنطقة أن يفهم أن التجربة الأخيرة والردود والمواقف الصادرة عن القيادة السورية تدلل على وجود قيادة لديها أعصاب قوية وحكمة عالية وتدير المعركة مع الإسرائيلي بعقل استراتيجي وليس بانفعال أو غضب.

وأوضح نصر الله أن كل هذا المحور المقاوم والممانع الذي حقق إنجازات وانتصارات من تسعينيات القرن الماضي إلى اليوم وأسقط الكثير من مشاريع الاستعمار والاحتلال والهيمنة الكبرى على بلادنا ومنطقتنا تمكن من ذلك بفعل الهدوء والتدبر والتعقل والثبات والشجاعة والعمل الجدي والبعد عن المزايدات وهذا ما سيحقق النصر في المستقبل.

وقال نصر الله: إن هناك أشخاصا محبين يريدون أن تقصف سورية أهدافا في فلسطين المحتلة وهناك أشخاص مبغضين يريدون أن تقصف سورية أهدافا في فلسطين المحتلة فالمحبون لديهم حساب المعنويات والمبغضون لديهم حساب بأنه فلتحدث حرب بين سورية وإسرائيل ولا يبقى حجر على حجر.

وأضاف الأمين العام لحزب الله إن هدف العدو الإسرائيلي وغيره كان بشكل دائم إخراج سورية من معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي ولكن ظهر هذا الهدف بشكل واضح تحديدا في السنتين الأخيرتين وسبب ذلك أن سورية لم توقع معاهدة سلام مع إسرائيل كبقية الدول العربية كما أن سورية وهو ما يعرفه العدو قبل الصديق أو أكثر من الأصدقاء قدمت خلال عشرات السنين الدعم لحركات المقاومة وخاصة المقاومة اللبنانية والفلسطينية تحديدا.

وقال نصر الله: سيأتي اليوم الذي يخرج فيه إخواننا في المقاومة الفلسطينية ليتكلموا على المنابر ما كانوا يتكلمون به في الجلسات الداخلية أنه في تاريخ الأنظمة العربية لم يقدم لنا أي نظام عربي ما قدمه لنا نظام الرئيس بشار الأسد وهذا ما يتكلمون به في الجلسات الداخلية وليعذروني الآن لأن بعضهم قد يعتبر أنني أحشره ولكن هذه مرحلة حصحصة الحق.

وأضاف نصر الله: إن العدو الإسرائيلي يعرف أن من أهم مصادر قوة المقاومة في لبنان وفلسطين هي سورية وإيران ولذلك هو يريد أن يخرج سورية من المعادلة وأن يحاصر المقاومة في فلسطين ولبنان والجميع يعرف المستجدات على المقاومة في فلسطين أما المقاومة في لبنان فهو يريد أن يعمل على حصارها الذي يعني برأيه حرمانها من أي دعم مادي ومعنوي وتسليحي.

وقال نصر الله: إن الإسرائيلي قال في مرحلة معينة إنه لن يسمح بنقل سلاح كاسر للتوازن إلى المقاومة في لبنان ولكنه طرح في الفترة الأخيرة عنوانا جديدا يقول فيه إنه سيمنع تعاظم القدرة لدى المقاومة في لبنان أي حتى السلاح الموجود لديها لن يسمح لها أن تضيف إليه سلاحا آخر وهذا ما يعنيه تعاظم القدرة.

وقال نصر الله: إنني أتمنى أن ندقق في هذه القراءة لنفهم حجم وطبيعة الرد السوري وأن نخرج قليلا من التفاصيل ونفهم الاستراتيجيات فحين قصف العدو الإسرائيلي في محيط دمشق كان ليقول لسورية بناء على ما افترضته وما قاله إن الاستمرار بدعم المقاومة أو إيصال إمكانات لها يعني سقوط النظام وإعلان الحرب على سورية وذلك بمعزل عن الأهداف التي قصفها لأنها بحث آخر ولست أنا من ينبغي أن يقول ما هي الأهداف فهو أمر يعود للقيادة والحكومة السورية.

وتابع نصر الله: إن الهدف الحقيقي من العدوان الإسرائيلي على بعض المواقع في سورية هو إخضاعها والمس بإرادة قيادتها وجيشها وشعبها وإخراجها من معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي بشكل نهائي.

وأضاف نصر الله: إن كل ما زعمته بعض وسائل الإعلام عن 200 أو 300 شهيد أكاذيب بل كان عدد الشهداء حسب معلوماتي الصحيحة أربعة أو خمسة من جنود الجيش السوري الذين كانوا يحرسون في هذه المناطق كما أنه وللأسف الشديد أن نسمع على الفضائيات أصوات التكبير والتهليل لأن الطيران الإسرائيلي يقصف أماكن أو قواعد أو منشآت أو مؤسسات سورية.

وشدد نصر الله على أن خيار المقاومة هو الوحيد لمن يريد أن يبقى المسجد الأقصى لأهله ولمن يريد أن تبقى المقدسات المسيحية والإسلامية في فلسطين لأهلها ولمن يريد أن تعود القدس لشعب فلسطين وللأمة ولمن يريد أن ينجز حقوق وآمال الفلسطينيين وليس خيار الجامعة العربية أو الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو منظمة التعاون الإسلامي أو أي طريق آخر.

ونبه نصر الله الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة الذين يرفضون الهيمنة الإسرائيلية إلى أنهم لن يجدوا من يقف إلى جانبهم إلا من فعل ذلك خلال عشرات السنين داعيا إياهم إلى الوحدة والحفاظ على من كان يقف إلى جانبهم وعلى أسس القوة في محورهم الذي يعلق عليه الآمال.

وأكد الأمين العام لحزب الله أن السعي الجاد لتحقيق حل سياسي وتسوية سياسية في سورية ومنع سقوطها بيد أمريكا وإسرائيل والتكفيريين هو معركة فلسطين والقدس والمسجد الأقصى.

وقال نصر الله: أوقفوا هذا التآمر على سورية وليتحرك بقية الشرفاء والأحرار في العالم العربي والإسلامي وليعملوا على إنجاز هذه التسوية لأنه من المعيب في نهاية المطاف أن يصبح الأمريكي الذي تواطأ وتآمر لتدمير سورية كأنه هو المنقذ لها من خلال الحل السياسي.

ودعا نصر الله الدول العربية والإسلامية التي دمر بعضها سورية إلى تدارك ما فعلته والتوبة عن ذلك وحفظ ماء وجهها قبل أن تأتيها التعليمات من معلمها الكبير لأن كل وقت يمر يعني المزيد من نزف الدماء والدمار والخسائر لمصلحة العدو الإسرائيلي.

وأكد الأمين العام لحزب الله أن المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية تزداد وما يجري في المنطقة من أحداث يساعد العدو الإسرائيلي للأسف الشديد على الاستفادة من الفرص المتاحة من أجل فرض وقائع جديدة في فلسطين وسورية ولبنان والمنطقة.

وقال نصر الله: عندما ينظر الإسرائيلي حوله ويجد أن الساكتين أضحوا أكثر سكوتا وأن المهتمين يتم إشغالهم بتحديات خطيرة سيحاول الاستفادة من الفرصة وعندما يجد أن النظام الرسمي العربي اليوم بات بعد الربيع العربي أو الصحوات الشعبية أكثر استعدادا للتنازل عن الحقوق سيحاول الاستفادة أيضا رغم أنه كان في حالة انهيار ورعب وارتباك شديد في البداية.

وأضاف نصر الله: إن الشعب الفلسطيني علق آمالا كبيرة على الربيع العربي وكذلك حركات المقاومة ومنها نحن من أجل التأسيس لدول تجعل الموقف الرسمي العربي أقوى وأفعل وأشد حضورا وأكثر تمسكا بالحقوق وأقل استعدادا للتنازل ولكن للأسف الشديد فمظهر ذلك العدد من وزراء الخارجية العرب يتوسطهم وزير خارجية الولايات المتحدة ومن بينهم وزراء خارجية دول الربيع العربي وهم يتقدمون بتنازل خطير يمس القضية الفلسطينية كان محزنا للصديق ومفرحا للعدو.

وقال نصر الله: إن الوزراء العرب الذين ذهبوا إلى واشنطن اعتقدوا انهم حشروا المقاومة الفلسطينية في الزاوية وأدخلوا سورية في مأزق وافترضوا أن إيران محاصرة ومهددة ولذلك فهذا هو الوقت للذهاب إلى الولايات المتحدة وتقديم التنازلات التي لم يكونوا ليتجرؤوا في السابق على تقديمها.

وأكد نصر الله أن النظام الرسمي العربي يتصرف مع فلسطين وشعبها والمسجد الأقصى وبيت المقدس وكنيسة القيامة واللاجئين الفلسطينيين على أنهم عبء تاريخي وليس قضية وهو مستعد ومقتنع منذ زمن بالتنازل ولكن مشكلته هي أنه يحتاج إلى الظرف والشجاعة والجرأة وبالتالي كلما حدثت متغيرات يقدم هذا النظام على المزيد من التنازل وإعطاء الامتيازات للعدو حين يرى أنه لا يوجد من يسأل.

وقال نصر الله كان يقال سابقا إذا مس حجر في المسجد الأقصى سيقوم العالم العربي كله ولكن يحزنني أن بعض القيادات في حركات إسلامية يخطبون في بعض المساجد ويقولون ما قالته هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بعد مفاوضات واي بلانتيشن بأنها لا تعرف كيف يفكر هؤلاء في الشرق الأوسط فهم مختلفون على جامع قديم ونحن سنعطيكم أرضا لتعمروا أحلى جامع في الدنيا عليها.

وتابع نصر الله: إن هناك بعض الحركات الإسلامية تقول اليوم وللأسف إن الأولوية ليست للمسجد الأقصى فهو جدران وأعمدة .. وسيأتي يوم نقول فيه من قال ذلك وكيف .. وأصبحت الأولوية عندها في مكان آخر وهي كيف يقتلون المسلمين ونتقاتل في سورية والعراق وباكستان ولبنان وغيرها وحتى المسجد الأقصى الذي هو أعظم مقدسات المسلمين لم يعد أولوية.

وأوضح نصر الله أن الرد الإسرائيلي على التنازل العربي هو ما قاله وزير في حكومة بنيامين نتنياهو بأن قصة تبادل الأراضي أمر تفصيلي نتكلم عنه في المفاوضات والمشكلة مع الشعب الفلسطيني والعرب ليست هنا بل في الاعتراف بيهودية الدولة وهذا يعني أن العرب لم يحصلوا مقابل تنازلهم المجاني على شيء.

وأكد نصر الله أن المطلوب اليوم هو اعتراف عربي رسمي وليس فلسطيني فقط بيهودية الدولة والمبادرة الأمريكية التي يحملها جون كيري الآن إلى المنطقة هي الطلب من العرب أن يعترفوا بيهودية الدولة التي تعني انتهاء الصراع العربي الإسرائيلي دون الحصول على أي حقوق.

وأوضح نصر الله أن مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة كبيرة على اللاجئين والمقدسات والفلسطينيين الباقين في الأراضي المحتلة عام 1948 ونضالات الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين كما أن الإسرائيليين قد يدعون أن الأرض الفلسطينية يهودية وأن الشعب الفلسطيني هو مغتصبها وأن العرب هم من يجب أن يدفعوا التعويضات.

وتساءل نصر الله: هل العرب جاهزون لدفع هذه التعويضات وليسوا جاهزين لدفع جزء من مئات مليارات الدولارات التي يملكونها كثمن خبز وطحين لمئات الآلاف من المسلمين في الصومال الذين يموتون جوعا.

وتابع نصر الله.. إن العرب ليسوا حاضرين ليمدوا يد المساعدة الحقيقية للمهجرين السوريين خارج وداخل سورية الذين يعيشون حياة قاسية وتضطر الحكومات اللبنانية والأردنية للشحاذة من دول العالم كما أن العرب ليسوا مستعدين ليقدموا دعما حقيقيا للمقدسيين ليبقوا في أرضهم ولو كان ثمن مدينة رياضية واحدة في أولمبياد كرة القدم العالمية إلا أنهم جاهزون ليدفعوا تعويضا لليهود.

وقال نصر الله: إن العدو الإسرائيلي يحسن الاستفادة من الفرص وهو يستغل ما يجري من أجل تهويد المسجد الأقصى نفسه حيث جرى اعتداء على الفلسطينيين المقدسيين أمس عبر هجوم قطعان المستوطنين واعتقال سماحة مفتي القدس والديار الفلسطينية لساعات وهناك خشية حقيقية من أن يصبح دخولهم إلى المسجد الأقصى طبيعيا للغاية رغم أنه لم يحدث بعد.

وأضاف نصر الله: إن الشعب الفلسطيني دفع تضحيات منذ عام 1967 بعد احتلال القدس الشرقية وهو يدافع عن المسجد الأقصى بلحمه العاري وصدره وبنسائه وأطفاله كما جرى أمس ولكن اليوم لا يوجد عالم عربي ولا إسلامي فحين نقول لهم القدس وفلسطين يقولون لنا سورية وهذا يعني أن وقت المحتلين الإسرائيليين حان ليدخلوا ويفرضوا واقعهم على المسجد الأقصى كما حصل سابقا في الحرم الإبراهيمي ليصبح الوضع أمام المشاكل المتتالية أن نصف المسجد للمسلمين والنصف الثاني لليهود وهناك تكمن الخشية من قبول مثل هذا الوضع الذي يقود إلى بناء الصهاينة لهيكلهم المزعوم.

وأوضح نصر الله أن السؤال الذي يتجدد بعد خمسة وستين عاما لدى الشعب الفلسطيني هو على ماذا سنراهن فهل نعود ونراهن على النظام الرسمي العربي فقط لأن هناك أسماء تغيرت أم يجب أن نعيد النظر ولذلك أقول كما قلت دائما علينا أن نخرج من التفاصيل ومن عصبياتنا وأحقدانا وحزبياتنا وفصائلياتنا وقطرياتنا لنجلس على قمة الجبل وننظر ونقول فلسطين إلى أين ولبنان إلى أين وسورية إلى أين والعراق إلى أين والأردن إلى أين والمنطقة كلها إلى أين.

وأكد الأمين العام لحزب الله أن إعلام المقاومة ملتزم بمبادئ الصدق والأمانة والدقة وكان يواكب بشكل دقيق وممتاز كل خطوة ومرحلة ولذلك استطاع أن يحقق إنجازات كبيرة وأن يكون شريكا في الانتصار وأن يسهم في الدفاع عن صورة المقاومة الإنسانية والأخلاقية وصور التضحية والفداء والثبات والوفاء والإخلاص دفاعا عن الشعب والوطن والأمة والمقدسات.

وقال نصر الله: إن إعلام المقاومة ساهم بشكل مباشر في المس بمعنويات العدو وكان جزءا فاعلا في الحرب النفسية وكشف الواقع الهش لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يدعي أنه لا يقهر.

وأوضح نصر الله أن وسائل إعلام المقاومة وفي مقدمتها إذاعة النور ستستمر في أداء هذا الواجب الجهادي وهي ملتزمة بالصدق والأمانة في القول بشكل حاسم وقاطع إلى جانب كل مواقع المقاومة التي تتطلع بيقين وثقة بأمل إلى الانتصار.

وأشار نصر الله إلى أن وسائلنا الإعلامية ليست وسائل منافسة وهي خارج عقل المنافسة التقليدية الموجودة في السوق الإعلامي لأن المنافسة قد تورط العديدين بالكذب وتلفيق الأخبار وتحريف الوقائع ونحن أهل الصدق ويجب أن نكون صادقين ووظيفة وسيلة الإعلام هي أن تخبر الناس بالحقائق والوقائع لا أن تخترع أحداث لا وجود لها أو أن تشوه وتزور الوقائع والأحداث.

ولفت نصر الله إلى أن نقل بعض الأخبار الصادقة قد يكون مضرا بمسار الوضع العام والمناخ السياسي وقد يؤدي إلى تحريض أو قد يخدم العدو ولكن لسنا مجبرين أن نقول كل الأخبار الصادقة ولكن لا يجوز لنا أن نكذب فيما نقوله من أخبار أو ننقله من معطيات أو نقدمه من وقائع.

وأوضح نصر الله أن العدو الإسرائيلي يعترف للمقاومة في لبنان بقدرتها على شن حرب نفسية متوازنة ومتفوقة لأنها كانت تعتمد الصدق والوقائع أما الكذب والتهويل والادعاءات الفارغة فستصبح مجرد كلام يقال ليس له أي أثر على العدو لافتا إلى أن الأصل في الحرب النفسية هو أن يكون الإنسان صادقا لأنه يستطيع أن يشن أفضل وأقوى حرب نفسية وهو صادق دون أن يكذب ولو كذبة واحدة وتجربة ثلاثين عاما للمقاومة في لبنان توءكد هذا المعطى.

وأكد نصر الله أن الكثير من وسائل الإعلام اليوم بدأت تفقد وظيفتها الأساسية وهي نقل الخبر والواقع وتقديم الحقيقة وتحولت إلى وظيفة أخرى هي التضليل والتشويه وبدأت تعاني من عدم المصداقية والكذب والتزوير وافتراء الوقائع في كل المجالات مشيرا إلى أن ما يحصل في السنوات الأخيرة من تشويه وتزوير للشخصيات والقوى والشعوب والأمم نتيجة ما أتيح من إمكانات لم يحصل في تاريخ البشرية.

وفي الشأن الداخلي اللبناني أكد نصر الله أن حزب الله يريد أن تتشكل الحكومة في أسرع وقت وأن يقر مجلس النواب قانونا انتخابيا وأن تجرى الانتخابات في مواعيدها وقال: إن البعض يتحدث عبر وسائل الإعلام بخلاف ما يتحدث به في الجلسات الداخلية واللقاءات وهناك الكثير من الذين خابت امالهم وأخطأت تحليلاتهم ونقول لهوءلاء إذا كنتم تريدون إجراء انتخابات فنحن جاهزون وإذا كنتم تريدون تأجيلها فنحن جاهزون أيضا ولكن نحن لا ندفع إلى تأجيل الانتخابات.

وأضاف نصر الله إن فريقنا السياسي تعاطى بإيجابية مع تسمية فريق 14 اذار لتمام سلام رئيسا للحكومة بعكس ما فعله ذلك الفريق مع تسميتنا لنجيب ميقاتي في السابق لأن فريقنا وجد في شخصية سلام شخصية معقولة ومتوازنة وهادئة ويمكن العمل معها وهذا يفتح الباب أن نذهب إلى حكومة وحدة وطنية وإنقاذ وطني وليس إلى حكومة تحد.

وقال نصر الل: نحن لم نطالب أن نشارك في الحكومة كفريق بأحجامنا الواقعية وإنما بأحجامنا النيابية ونعتبر أن هذه الحكومة ليست فقط حكومة انتخابات مهما تكن مدتها بل هي حكومة معنية بإدارة البلد والدولة والأمن والسلم والاستقرار والوضع الاجتماعي والاقتصادي وبالتالي فالصحيح هو أن يشعر الجميع بأنهم شركاء فعليون في هذه الحكومة.

وأوضح نصر الله: إننا نؤيد سلام في حكومة المصلحة الوطنية وخاصة في الظرف الحالي الداخلي والإقليمي وما يجري في المنطقة في ظل العدوان الإسرائيلي على سورية والاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان وفي ظل التوتر القائم في المنطقة ككل وبالتالي فالمصلحة الوطنية تقضي تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية لا أن نبقى واقفين.

وقال نصر الله: إن فريقنا السياسي متمسك بأن يتمثل بحسب الأحجام حتى يشعر بأنه شريك حقيقي يحمل المسوءوليات سوية ولذلك نقول للفريق الاخر تفضلوا وشكلوا حكومة بالأحجام الحقيقية وطمئنوا الناس أنكم لا تستهدفون أحدا.

وقال نصر الله: إن اللجان المشتركة قدمت الاقتراح الأرثوذكسي كقانون للانتخاب وإذا عرض هذا الأمر على التصويت في مجلس النواب في 15 أيار فسنصوت عليه لأننا التزمنا بهذا الأمر رغم ملاحظاتنا على القانون وهذا يعني أنه سيذهب إلى مساره الدستوري والقانوني بانتظار موقف رئيس الجمهورية وموقف المجلس الدستوري.

وتابع نصر الله: لو افترضنا أن ذلك لن يتم في المجلس النيابي ففريقنا السياسي حتى اللحظة غير متفق على البديل وهو سينتظر 15 أيار وفي حال لم يتم التصويت سيجتمع في نفس الليلة ويدرس البديل على ضوء مناقشات وخيارات 15 أيار.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2177889

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2177889 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40