السبت 11 أيار (مايو) 2013

تحية للمقاطعين

السبت 11 أيار (مايو) 2013 par محمد عبيد

قرار عالم الفيزياء البريطاني البارز ستيفن هوكينغ مقاطعة مؤتمر “إسرائيلي” يعقد كل عام بتنظيم من رئيس الكيان شمعون بيريز، وانضمامه إلى حملة المقاطعة الأكاديمية ل”إسرائيل” في بريطانيا، تستحق أكثر من رفع القبعات لهذا العالِم الذي ملأ صيته العالَم، ويعد أحد أبرز علماء الكونيات والفيزياء النظرية .

جامعة كامبردج أعلنت انسحاب هوكينغ من قائمة المشاركين في المؤتمر المذكور لدواع صحية، لكن اللجنة البريطانية لجامعات فلسطين قالت إن “هذا قراره المستقل لاحترام المقاطعة بناء على معرفته بفلسطين ومشورة معارفه الأكاديميين هناك بالإجماع” .

أي قرار مستقل، وأي قرار ينتصر للفلسطينيين من هذا العالِم ومثله كثيرون من الأكاديميين والعلماء والفنانين وأنصار الحرية، وبعض السياسيين بالتأكيد، وأي رد سيكون من الكيان الذي ما اعتاد إلا سماع عبارات الولاء والطاعة العمياء من كبريات القوى الدولية الذي لم يعتد أن يقاطعه أحد، فإن تجرأ أحدهم قذفه مباشرة بما لا يخطر على بال من اتهامات، وحاربه على أكثر من جبهة .

أي تضامن هذا الذي يدفع عالماً بريطانياً شغُلُه الشاغل العلم، إلى مناصرة الفلسطينيين؟ وأي عجز وانكفاء ذاك الذي يجرّ كثيراً من الساسة والعلماء إلى هاوية معاداة حقوق الإنسان العالمية؟

هذه الحملة الأكاديمية البريطانية تحقق النجاحات من بعيد، بينما تتعالى الاتهامات لأكاديميين ورياضيين ومثقفين في الأرض المحتلة بالتورط في المشاركة في لقاءات لا يمكن وصفها إلا بأنها تطبيعية، وتخدم مصالح الكيان، سواء كان هؤلاء يدركون الأمر أم لا، وفي أحيان كثيرة يخرج كثير من المطبّعين علناً ليهاجم متهميه، ويلقي خطباً عصماء في السياسة وأصول الحوار، من دون أدنى إحساس بفظاعة ما أقدم عليه، أو أحياناً، وهو الأسوأ، بدفاع مستميت ومقتنع حتى النخاع بما فعل .

يكفي رد رئيس المؤتمر المذكور “إسرائيل ميمون”، على خطوة هوكينغ، لكشف عمق الإحباط الذي يضرب الكيان مع كل خطوة مشابهة، فقد قال الرجل إن “المقاطعة الأكاديمية من وجهة نظرنا شائنة وغير ملائمة” .

رئيس ذاك المؤتمر وجه الوصف بغير اتجاهه، فما هو شائن ومدان هو كيان الاحتلال، والشائن الاستجابة لدعوة إلى مؤتمر ينظّمه بيريز الغارق في دماء الشعب الفلسطيني، والشائن أيضاً أن يعتبر مثل هذا المؤتمر أكاديمياً، فهو محفل لبيريز ومن هم على شاكلته ممن ناصبوا الشعب الفلسطيني العداء، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وهو مبعوث اللجنة الرباعية للتسوية، وذانك الرجلان يعرفان “إسرائيل” حق المعرفة، ومنقادان لأوامرها أي انقياد، والكارثة أن رجلاً مثل بلير ضلل شعبه وخان الأمانة مؤتمن على تسوية أهم قضايا العالم .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 42 / 2165536

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165536 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010