السبت 11 أيار (مايو) 2013

الاستقواء على سورية يتفاعل من “خاصرتها الرخوة” لبنان

السبت 11 أيار (مايو) 2013

تعوّد اللبنانيون، شعباً ودولة، طوال الحقب والعقود التي تلت إنشاء الكيان، ثم الاستقلال، على التحذير من مغبة الوقوع في خطأ إغضاب حكومات الشقيقة والجارة الأقرب سورية، لأن غضبها في حده الأدنى كان يُترجم بوضع “الخشبة” في عرض الطريق عند نقاط الحدود بين البلدين، ما يعني خنق لبنان اقتصادياً.

دام هذا الأمر قبل حصول ما سميت “الوصاية السورية” على لبنان وخلالها، خصوصاً أن العلاقات بين سورية ولبنان محكومة بواقع الجغرافيا والتاريخ؛ الجغرافيا حيث لا منفذ برياً للبنان إلا عبر سورية، ما دام الكيان العدواني “الإسرائيلي” مستمراً في احتلال فلسطين، والتاريخ الذي يحفظ حقيقة أن لبنان وسورية كانا طوال التاريخ جزءاً من كيان واحد وشعب واحد جرى تقسيمه على يد المستعمرين بموجب اتفاقية “سايكس - بيكو”، وأن لبنان في كل الحالات هو الشقيق الأصغر لسورية، مما يحكمه باعتماد سبل الحوار والتفاهم معه.

إلا أن شن حرب كونية على سورية منذ أكثر من عامين، من قبل تحالف أميركي - أطلسي - “إسرائيلي”، تُشارك فيه تركيا ودويلات “عرب النفط”، ومعهم “السلفيون” التكفيريون، لإلغاء ما يسمى “الصراع العربي - الإسرائيلي” عبر تدمير سورية، لأنها آخر دولة عربية تتمسك بعروبة فلسطين وتدعم المقاومين العاملين لتحريرها، دفع بعض اللبنانيين، وتحديداً قوى 14 آذار، داخل السلطة وخارجها، إلى استغلال واقع لبنان الجغرافي، باعتباره “الخاصرة الرخوة” لسورية، فبدأوا بسلسلة أعمال عدائية ضد سورية، يمكن تلخيصها بالآتي:

1- التحريض ضد سورية دولة ونظاماً وشعباً، بأشكال عنصرية لا لَبس فيها.

2- محاولة استدراج اللبنانيين للقَبول بوضع قوات دولية على حدودهم مع سورية، وتحويل بعض المناطق الحدودية من نقاط تواصل بين البلدين والشعبين، إلى بؤر توتر وعداء.

3- التدخل بشتى السبل والوسائل في الحرب الجارية ضد سورية، ليس أقلها إرسال الأموال والسلاح والمسلحين إلى سورية، لدعم المسلحين والإرهابيين الذين يدمرونها، خدمة للمشروع الصهيوني المدعوم دولياً ومن بعض الحكام العرب.

4- فتح أبواب لبنان أمام شحنات الأسلحة التي ترسلها الدول المتآمرة على سورية، والتي صودرت بعض بواخرها وشحناتها من قبل الجيش اللبناني.

5- تحويل بعض المناطق اللبنانية إلى مقر وممر لمسلحي ما تسمى “المعارضة السورية”، بمن فيهم عناصر “جبهة النصرة”، الذين ينتمون إلى “تنظيم القاعدة” الذي أنشأه الأميركيون ليقاتلوا به الروس خلال احتلالهم لأفغانستان، على الرغم من أن هذا التنظيم صدرت عن بعض فروعه تهديدات باستهداف لبنانيين يرفضون مشروعه المشبوه.

6- الضغط لاستقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، تحت وعد غربي بأن التطورات الآتية ستتيح لهم تشكيل حكومة يُستبعد عنها تمثيل “حزب الله” و“التيار العوني”.

7- تكليف النائب تمام سلام تشكيل حكومة بسقف وشروط غير دستورية لا يمكن قبولها من قبل القوى الحليفة والصديقة لسورية، خصوصاً أن تكليف سلام تقرر من قبل المملكة السعودية، وزُكّي من قبل سعد الحريري ووليد جنبلاط، وأُعلن تبنّيه من قبل فؤاد السنيورة في “بيت الوسط”.

8- تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية، في انتظار تغيير موازين القوة داخل سورية، وتحقيق الوعود التي تكررها أمامهم السفيرة الأميركية حيناً، والسفير الفرنسي حيناً آخر، والتي تتركز على انتظار “سقوط دمشق” بأيدي شُذاذ الآفاق الذين جمعهم الأميركيون وحلفاؤهم وأمراء النفط من كل أصقاع الأرض للقتال ضد سورية، والذين شتت الجيش العربي السوري البطل اجتماعهم، وأسقط أوهامهم.

9- السكوت عن استعمال الأجواء اللبنانية للغدر بسورية، إذ إن الغارات “الإسرائيلية” الأخيرة على دمشق نُفّذت من داخل الأجواء اللبنانية، من دون أن يثير ذلك حمية الذين سبق أن استنكروا رد الجيش العربي السوري على المجموعات المسلحة التي تستهدفه من داخل الأراضي اللبنانية.

داس الجيش العربي السوري ذيل الأفعى في أرياف دمشق وحمص وحلب، فاضطر رأسها “الإسرائيلي” إلى الكشف عن دوره وموقعه، وأغار على دمشق، وسط تواطؤ وشماتة بعض اللبنانيين، لكن دمشق صامدة، وأهداف الغارات لم تتحقق، فماذا سيفعل أتباع السفارة الأميركية في بيروت؟ لم يعد أمامهم غير التوبة، أو إشهار انضمامهم إلى “جبهة النصرة” - فرع “تنظيم القاعدة” في بلاد الشام.

- عدنان الساحلي



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 72 / 2165997

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165997 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010