الأربعاء 15 أيار (مايو) 2013

في ذكرى النكبة ...

بريهان قمق
الأربعاء 15 أيار (مايو) 2013

ها هي الذكرى تعود اليوم شمس غاربة متشحة ومجللة بالسواد في بزوغ غير مكتمل الدائرة.. شمس كسيرة وهي ترقب عقوق الأشقاء وتجاهلهم ، وصراع الأهل السلطوي، وهؤلاء القتلة واللصوص الذين يرفعون من وتيرة تهويد الأرض المغتصبة و يتلقون برقيات التهنئة من الزعامات والقادة و البعثات الدبلوماسية العربية المنافقة ..!
تأتي شمس هذا النهار و ثوبها ملطخ بالعتب المر، فمن المحزن بل من المخجل أن نعترف أنه لا يزال العرب منقسمين على أنفسهم بما يزيد عما كانوا عليه قبل ستة عقود ،بل انهم يعيشون تمزقا داميا ، وهو تمزيق أصبح يشمل حتى الفلسطينيين أنفسهم وبشكل دراماتيكي مفجع .
من المخجل أن نقول إن حكايا فلسطين باتت تعود الوراء وان قوافل الشهداء مكتظة على طريق السماء والأرض ما عادت تحتمل الهياكل وكل هذا الدم المستباح ..
إن رحل الربيع عنا باكرا مثخنا بالجراح ، فإن الحكاية تقول انه في أوائل خريف ما وعندما نضج الرمان ، أحل في خرائب المدينة الفلسطينية المدمرة صفورية ، مدينة مريم العذراء التي ما تزال تحرس الكنيسة للقديسة آن .كانت قرية موغلة في الاسرار المقدسة منذ الفي عام ويزيد..كانت تحمل اسم سيفوريس ..رفضت الانضمام والانحياز لليهود المتعصبين لانفسهم فقط ، وظلت على ولائها للحياة بانفتاح على العالم كله . فكانت موطنا مريحا للرجل الذي أعاد خلق اليهودية بعد انهيارها بالنسبة للعديد من الحكماء
قد تداخلت العقائد فيها ، وظلت المدينة حية بالرغم من كل ما واجهته من شد وجذب بين يهودية هاربة ومسيحية مقبلة ورومانية تلاحق الجدد ، ظلت تطرح الرمان كل عام للجميع بمحبة حتى غدر بها الزمان عام 1948 حينما هاجمتها عصابات صهيونية فدمروها وطردوا سكانها بعدما استباحوا من استباحوا منهم ..
ظلت بساتين القرية الميتة مخفية في الوديان العميقة تحمل كل سنة رمانا ناضجا مكورا مليئا ، حد الانفجار ..
لكن لم يبق ثمة أحد لا لجمع الرمان ولا للانفتاح باتساع قلب العذراء ..

بين الأشجار المثقلة بالحزن والبكاء الدامي ثمة أرضية من الفسيفساء الرومانية تسمى أحيانا موناليزا الجليل .. آلاف الأحجار الصغيرة من ألوان متنوعة تشكل وجها طوليا بأنف مستقيم وقبعة عالية وشفاه ممتلئة، وإطار محاط بأوراق الغار..!
نعم أرضية فسيفساء متعددة الألوان والثقافات ولكن لا مجال أيها السادة اليوم للحياد...ها هي تخيط التراب مدنا وضفائر مريمات ـ كغزالة تقفز فوق الجدر الممتدة بين الصدر واللسان والحديد والاسمنت ، كي تدفيء الحلم الذي بعد في النهر يتعمد ..

يستند الرأس المتعب قريبا من نبض الأرض على حافة دالية متهالكة بعد فيها نبض من أعناب السماء في القاع ، فالثقة بسنابل القمح تحمل جينات كنعانية.. بمقاومة تلملم السماء المدفونة تحت الأقدام كي تصعد بكل هؤلاء إلى أعلى إلى فوق باتجاه سماء ما كانت يوما واشية للريح..

فماذا أيها المنكوبون الحالمون أو الواقعيون فاعلون في يوم النكبة.؟؟
أتدعون الكلمة تضيع هباء بين ظلال الأختام والشمعدانات..!؟؟ أتدعون طعن الظهر والصدر والغدر، أتتركون المثقاب ينخر العظم ، يعض الروح وكل هؤلاء الأبرياء بدمائهم يسقطون بسبب اختلاط الولاءات ونفخ الجيوب وصراعات الكراسي والحكم بولاءت ذات اليمين وذات الشمال ...؟؟
أم كلكم بلحى أو بدون ،بربطات عنق أو بدون ،على جدار العنصرية ،
سترسمون بانحياز تام صبيا صغيرا عيناه نجمتان ،
اسمه
حنظلة..!!
أراد وطنا



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2180635

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع تواصل   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2180635 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40