فجوة في سور القتل العازل وهبة شعبية في القدس ومشاهدة أراب أيدول في رامالله

هبة الاقصى تندلع وتفتح جدار القتل العنصري في أبو ديس

هدمت سواعد شباب شعبنا في القدس أمس، مقطعاً من جدار العزل “الإسرائيلي” في بلدة العيزرية قرب مدينة القدس المحتلة . وقالت مصادر فلسطينية إن متظاهرين تمكنوا من إحداث ثغرة كبيرة في الجدار الفاصل بعرض 3 أمتار مستخدمين العديد من الأدوات المخصصة لذلك مثل المعاول، وأضافت أن قوات الاحتلال حاصرت منطقة الجدار وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في محاولة لمنع الشبان من الدخول إلى مدينة القدس بعدما بات هذا الأمر متاحاً بفعل هدم أحد مقاطع الجدار الفاصل الذي يحول دون ذلك .

جاء ذلك ضمن استجابة جماهير شعبنا في ضواحي القدس لنداء انقاذ الاقصى الذي أصبحت استباحته وتدنيسه من قبل عصابات الاستطيان والجنود الصهاينة يومية، حيث هبت الضواحي نصرة لمظاهرة خرجت من المسجد الاقصى عقب صلاة الجمعة اندلعت عقبها الاشتباكات مع قوات صهيونية أمنية معزّزة اجتاحت البلدة القديمة وحاصرتها من شارع الى شارع ومن بيت إلى بيت، وقد استمرت قطعان المستوطنين الصهاينة عقب ذلك بالوعيد والتهديد بأنها ستجتاح الاقصى في اقرب فرصة وتفرض تقسيمه زمانا ومكانا لتقيم هيكلها المزعوم مكان المسجد، وتشهد العاصمة المقدسة حالة من التوتر العالي جراء دخول مئات من أفراد أجهزة العدو التي تعرف باسم «مجموعة المستعربين» فيما لا زالت جماهير شعبنا تخوض نضالاتها اليومية حتى الساعة دون أي إسناد عربي ولو حتى بكليشهات الكلام العتيق المزمن!.

إلى هنا سجلت في رام الله صورة المشاهدة الجماعية في الشوارع لبرنامج النموذج العربي أو ما يعرف باسم« أراب أيدول» في أثناء خوض جماهير القدس لاشتباكاتها ليلة أمس مع المستوطنين وقطعان المستعربين وقوات أمن العدو ,اجهزة مخابراته، حيث استمرت بعض المقاهي والكافتيريات والنوادي بفتح مجال متابعة البرنامج الغنائي المقدّم على شكل مسابقات تبثه إحدى الفضائيات الناطقة باللغة العربية من لندن والذي يعد برنامجاً مربحاً للغاية نظرا لما يشهده من استهداف ملايين المكالمات الهاتفية المفترضة أو رسائل النص التي يوجهها المشاهدون باختيار محبوبهم من هؤلاء المتسابقين، وتأتي مشاهدة فلسطينيي رام الله دعما لأحد المتسابقين الفلسطينيين في البرنامج المذكور هو الشاب محمد عساف.

العدو يقمع المسيرات الشعبية

قمعت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، أمس، المسيرات السلمية التي انطلقت في مناطق عدة في الضفة الغربية المحتلة ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالاختناق الشديد إثر استنشاقهم غازاً مسيلاً للدموع . ففي قرية بلعين قرب رام الله هاجمت قوات الاحتلال المسيرة السلمية المناوئة للاستيطان وجدار الفصل العنصري ما أدى لاحتراق مساحات مزروعة بأشجار الزيتون .

وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية باتجاه المشاركين عند وصولهم إلى الأراضي المحررة “محمية أبو ليمون” بالقرب من جدار الفصل العنصري، ما أدى إلى إصابة العشرات من الفلسطينيين ونشطاء سلام “إسرائيليين” ومتضامنين أجانب بحالات الاختناق الشديد واحتراق مساحات مزروعة بأشجار الزيتون . كما قمعت قوات الاحتلال مسيرة قرية كفر قدوم قرب قلقيلية شمال الضفة واستهدفت المنازل بقنابل الغاز ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق بينهم متضامنون أجانب .

وكان عشرات من جنود ما يسمى “حرس الحدود” قد هاجموا المئات من المشاركين في المسيرة بشكل وحشي مطلقين المئات من قنابل الغاز المسيل للدموع من عدة محاور بشكل مباشر باتجاههم فيما اندلعت مواجهات عنيفة مع الشبان الذين هاجموا الجنود بالحجارة والزجاجات الفارغة .

كما أصيب 3 فتية بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط إلى جانب إصابة العشرات بالاختناق في مواجهات مع قوات الاحتلال على مدخل بلدة سلواد الرئيس شرق رام الله .

وقالت مصادر محلية إن 3 فتية أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال توجه أهالي البلدة في مسيرة سلمية إلى مدخل البلدة الرئيس احتجاجاً على سياسات الاحتلال المتمثلة بالاستيلاء على أراضي البلدة لمصلحة المستوطنات . وأصيب عدد من الفلسطينيين خلال مواجهات مع الاحتلال في بلدة بيت أمر قرب الخليل جنوب الضفة .

وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز والصوت صوب الشبان الفلسطينيين الذين خرجوا تضامنا مع الأسير الفلسطيني الجريح أحمد عوض ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق جرى علاجهم ميدانياً . كما هاجمت قوات الاحتلال مسيرة قرية المعصرة قرب بيت لحم جنوب الضفة . وأفاد منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية أن جنود الاحتلال اعترضوا المسيرة واعتدوا على المشاركين فيها بالضرب ومنعوهم من الوصول إلى مكان إقامة جدار يضم التوسعي .

وزراء العدو يطالبون بالقتل المباشر

طالب وزير الاقتصاد، رئيس حزب “البيت اليهودي” اليميني المتطرف، نفتالي بينيت، جيش الاحتلال بتخفيف التعليمات لجنوده والمستوطنين بشأن إطلاق النار على الفلسطينيين، وذلك بعد نشر إفادات جنود ادعوا بأن “أيديهم مكبلة” في مواجهة فلسطينيين يلقون الحجارة باتجاههم خلال مواجهات بالضفة الغربية .

ونقلت صحيفة “معاريف” الصهيونية أمس، عن بينيت قوله إن جيش الاحتلال “ملزم بتغيير أنظمة إطلاق النار من أجل تمكين (الجيش والمستوطنين) من الدفاع عن أنفسهم وهناك 400 ألف “إسرائيلي” يعيشون في (الضفة الغربية) وهم يستحقون التمتع بالأمن مثل سكان نتانيا وتل أبيب وحيفا” . وأضاف أن “مهمة حكومة “إسرائيل” الأساسية هي الدفاع عن حياة سكانها، ونحن لم ننجح في تحقيق هذه المهمة حالياً، والسفر في قسم من شوارع (الضفة) أصبح جحيماً” .

ونشرت “معاريف” الخميس والجمعة إفادات لجنود الاحتلال ادعوا من خلالها بأنهم “عاجزون أمام عنف الفلسطينيين” في الضفة وأن أنظمة إطلاق النار التي أقرها جيش الاحتلال ليست واضحة وأن “أيديهم مكبلة” في المواجهات مع الفلسطينيين .

مطالبات

طالب ممثلو المؤسسات والحركات والاتحادات العربية والفلسطينية، ومنها اتحاد المحامين والأطباء العرب والجبهة العربية لتحرير فلسطين والائتلاف العالمي لنصرة القدس، بتحرك عربي وأممي لوقف الاستيطان واغتصاب الأرض الفلسطينية، لافتين إلى العديد من الجرائم التي يرتكبها “الإسرائيليون” بحق الأسرى والمدنيين داخل فلسطين، ولاسيما التجاوزات التي يتعرض لها المسجد الأقصى، معتبرين ذلك نوعاً من الازدراء والتعدي على الأديان السماوية والمقدسات العربية .

وقال نائب المكتب السياسي لحركة “حماس”، موسى أبومرزوق، خلال المهرجان الذي نظمته الجبهة العربية لنصرة فلسطين بنقابة الصحافيين ليلة أمس الأول، لإحياء الذكرى ال65 للنكبة تحت شعار “فلسطين توحدنا”، أنها أكبر نكبة عرفتها الإنسانية وشهدتها المنطقة العربية، لافتاً إلى طرد 750 ألف فلسطيني إلى خارج ديارهم وتشريدهم وتحويلهم إلى لاجئين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها لمستعمرات “إسرائيلية”، مشيراً إلى المجازر التي ارتكبها المحتل الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن فلسطين هي القضية العربية المركزية والتي تتجه إليها أنظار العرب في المنطقة العربية .

وأكد وزير الصحة الأسبق بفلسطين، باسم نعيم، أن الشعب الفلسطيني لن يقبل التفريط في أي شبر من أرضه، لافتاً إلى دماء الشهداء التي ارتوت بها الأرض طيلة السنوات الماضية وضرورة تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني، رافضاً كل المحاولات التي تقوم بها أطراف عربية أو دولية تستهدف إقرار حل الدولتين على أرضنا العربية، ونبه أنه لا يحق لأي شخص أو دولة أن تتنازل عن الحق الثابت في أرض فلسطين التاريخية، كما أعلن رفض كل فلسطيني لكافة الممارسات التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق المواطن العربي في فلسطين والتي تعد جرائم حرب .

وطالب الأمين العام المساعد لقطاع فلسطين بجامعة الدول العربية، محمد صبيح، المجتمع الدولي بضرورة أن يقوم بدوره والسعي في وقف الاستيطان واغتصاب الأراضي الفلسطينية، مؤكداً على ضرورة وقف كافة الجرائم التي يرتكبها بحق المواطن الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة .